الوقت يمر دون قدرة ندى على التصرف حيال صد زينب لها ورفضها التحدث بعد ذهابها للغرفة، دفنت نفسها في السرير تحت الغطاء دون أي استجابة لما تقوله ندى التي شعرت أنها عادت معها لنقطة البداية، لم يكن ذلك غريباً عليها فتلك الفتاة تقرر أن تكون غريبة وتعود لعزلتها مشيدة الجدران حولها في لحظة
منذ دقيقة كانت تأكل بشهية والآن لا تصد ولا ترد، أدى ذلك إلى تراجع ندى بعد أن طلبت منها الأخرى كالعادة تركها وشأنها، علمت ندى أنه لا مجال للنقاش حيث أنها لم ترد على أي من حديثها بعد ذلك، تراجعت بعد أن تركت الدواء على المكتب القريب منها "خذي الدواء على الأقل"
_لن أقتل ابني بالتأكيد
"زينب.." أتى رد ندى باسمها حاد متعجبة منها إذ تذكرت رد فعلها عندما رأت الجنين لأول مرة وصرحت أنها لا تريده حتى أمام الطبيبة والآن تقول ذلك، لم تعلم فيما تفكر هاته الزينب، ارتكزت على الباب من الخارج فور أن ضرب رأسها صداع قوي، بقيت لدقيقتين قبل أن تأخذها قدماها إلى حقيبة الدواء منتصف الطاولة في الصالة، سحبت منها حبة مسكن وابتلعها مباشرة، لم يتوقف هذا الصداع منذ أن صعدت صباح يوم السبت في سيارة وسيم عندما غادروا الحي على أمل ألا يلحق بها رجال السيد عليّ، رمت نفسها على الكرسي الذي لم يكن كافياً لراحتها فأزاحت آخر بجانبه ومدت قدميها فوقه
دق جرس الباب وما إن وصل مسامع ندى لم تكن قادرة على التحرك، كانت قد نامت على الكرسي الصلب حتى طلع الصبح، ومع استمرار صوت طرق الباب نهضت وهي تشعر بطقطقة عظامها، عرجت على قدمها اليسرى وبدلاً من الاتجاه إلى الباب وجدت نفسها تتجه لغرفة زينب، نظرت لها لتجدها نائمة مع تسلل ضوء خافت من الصبح داخل الغرفة لكن ليس بقدر كافي أن يوقظها، أغلقت الباب ثم اتجهت نحو الباب الآخر الذي ينتظر استجابة منها
"سيدي أرسل لك هذه" مد الرجل أمام الباب يده مقدماً حقيبة عندما استملتها ندى نظرت داخلها سريعاً ثم عادت لتكلمه
_شكراً لك أوصل له سلامي
هز برأسه إيجاباً ثم رد "يرغب أيضاً بلقائكم في المساء"
_حسناً
_في حال احتجتم أي شيء أنا في الأسفل، اسمي أيمن
ابتمست له مجاملةً وفي عقلها "أيمن آخر يا إلهي" أغلقت الباب وفي نفس الوقت نظرت داخل الحقيبة مرة أخرى لتجد بعض الملابس "هذا جيد لكنه كثير"
"من هذا" اتجهت بجسدها نحو الصوت لتجد زينب تخرج من غرفتها
لم ترد ندى على سؤالها وبدلاً من ذلك قالت "يمكنك خلع المنشفة الآن" أشارت إلى الملابس في يدها ثم مشت عبر مائدة الطعام وعدلت المقاعد حول الطاولة، حملت بعض الأطباق التي بقيت من الليلة السابقة دون النظر لزينب على الإطلاق
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.