37/"𝓡𝓮𝓿𝓮𝓷𝓰𝓮"

23 6 0
                                    

"في أعماق قلبٍ مزقته خيبات الأمل، حيث يعصف الحزن والدموع، ينمو نوعٌ خاص من الحب لا يمكن للانتقام إلا أن يعزز نموه. الحب الذي يتحول إلى وقود للحرب، والانتقام الذي يشعل نيران العاطفة المتقدة. في اللحظات التي تلتقي فيها المشاعر القوية مع رغبة لا تتوقف، يولد نوع من القوة لم يكن ممكنًا تحقيقه بدون تلك النيران التي أذكتها، ويصبح الانتقام، ليس مجرد رد فعل، بل شهادة على قوة حب لا يُقهر."

الفصل السابع والثلاثون: انتقام

فلاش باك🔸🔸🔸

"مرّ شهر كأنّه دهر، ونحن محتجزون في تلك الغرفة المظلمة.

كان الوقت يزحف ببطء، يطغى عليه الرعب والظلام.

لم نرَ وجه الزعيم العجوز مجددًا، لكنه لم يختفِ من حياتنا.

كان يرسل رجاله إلينا بانتظام، وكأنه يرسل الألم.

كانوا يدخلون علينا كالعواصف الغاضبة، ينهالون علينا بالضرب دون رحمة، لا يفرقون بيني وبين أختي دينيز و آدم.

كنا نتلقى الضربات بصمتٍ مميت، والدماء تنهمر منا كالأمطار الغزيرة.

كل ضربة كانت تحمل في طياتها قسوةً لا تُحتمل، وبدت وكأنها تنسج حولنا قفصًا من الألم.

وبعد أن يفرغوا من تعذيبنا، كانوا يلقون إلينا بفتات من الطعام، بالكاد يكفي لإبقائنا على قيد الحياة.

لم يكن الطعام يملأ بطوننا بقدر ما كان يملأ قلوبنا بالغضب.

استمر هذا الحال طويلاً حتى أدركنا أن الألم لم يعد يُرهبنا كما كان في البداية.

شيئًا فشيئًا، بدأنا نمتص القسوة التي تُلقَى علينا، حتى أصبحت جزءًا منا.

تعلمنا أن نحول الخوف إلى قوة، وأن نُتقن أساليب الدفاع عن أنفسنا.

في البداية، كنا ندفع بأيدينا المرتعشة، نحاول حماية أجسادنا الهزيلة.

ثم تطورت مقاومتنا، وأصبحت ضرباتنا أشد، حتى بدأنا نرد اللكمات لهم.

في كل مرة ننجح في إبعادهم، كانت قلوبنا تزداد عزيمةً، وكان إصرارنا ينمو كالنار تحت الرماد.

"أديب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن