الموت الحي_Part_12

53 5 0
                                    

▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️
" منذ اليوم الذي ماتت فيه الإنسانة الوحيدة التي أحبتني، انا لم اعد انا"

((لوكاس))
▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️▪️

ما أقسى هذه الدنيا التي تأخذ كل من أحببنا، وما أعنف مشهد فقدان قلبك أمام ناظرك، ولكن هنا جحيم الحب، والجانب السيء من العشق، يقولون دوما أن لا شيء يقف امام سطوة الحب ولكن القدر يعارض الحب دائما وابدا..

وهذا هو ما حدث مع لوكاس، عارضه القدر مرارا ولكنه حارب من أجلها، ثم أتى الموت وأخذها منه..

عاد لوكاس إلى المنزل، وجهه متصلب ، ويداه غارقتان في الدماء. كانت خطواته ثقيلة ولكنها مليئة بالعزم، وكأن شيئًا قد تحطم بداخله وترك خلفه إنسانًا جديدًا، مختلفًا تمامًا.

دخل إلى قاعة المنزل، والجميع تجمد في أماكنهم من الرعب. كانت الدماء تغطي ثيابه، وكأنها تعكس الانتقام الذي نفذه بلا رحمة. كان وجهه شاحبًا، وعيناه غارقتان في الألم والغضب.

هنان أدركت فورًا أن شيئًا رهيبًا قد حدث. هرعت نحوه، لكنها توقفت حين اقترب منها، فقد رأت شيئًا في عينيه لم تره من قبل. شيء مرعب.

تحدث لوكاس بصوت هادئ، ولكن كان هناك ثقل قاتل في كلماته:
"لقد انتهيت من كل شيء. لن يلمسوا أوليفيا مرة أخرى. لن يلمسونا بعد الآن."

هنان لم تستطع استيعاب مدى التغيير الذي أصاب لوكاس. لم يكن ذلك الشاب المكسور الذي عرفته. بدا وكأن الحزن قد تحول إلى غضب لا ينطفئ، والانتقام أصبح هدف حياته الوحيد.

أمّا البقية فقد كانوا يشاهدون المشهد بصمت، لكن الهواء كان مليئًا بالتوتر والخوف. الجميع كانوا يعلمون أن لوكاس قد أصبح شخصًا آخر، شخصًا قد لا يعود كما كان أبدًا.

إيرين نظر إلى لوكاس بإبتسامة جانبية، فهذا ما أراده، أن يصبح أخاه شخصا لا يخاف من شيء، وهنا كانت أول تحولات لوكاس الذي لم يقل شيئًا آخر. توجه إلى غرفته ببطء، تاركًا وراءه كل شيء، ودماء أعدائه تلحق به كظل ثقيل.

وفي تلك اللحظة، أدرك الجميع أن طريق الانتقام الذي سلكه لوكاس سيكون مظلمًا وطويلاً، وأن لا أحد يعرف كيف سينتهي هذا الطريق، أو من سينجو في نهايته.

هنان عادت لتجلس على كرسي في الزاوية، وعيناها تتابعان لوكاس وهو يختفي في ظلام الممرات..

دخل لوكاس إلى غرفته، حيث كانت الظلال تلتهم كل شيء. لم يكن هناك سوى السكون الذي يكتم الصرخات العالقة في داخله. أغلق الباب خلفه وألقى جسده المنهك على السرير. لم يكن يشعر بالتعب الجسدي، بل كان الغضب والندم يشكلان ثقلاً رهيبًا على صدره.

البروبيتيوس " لعنة الشيطان"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن