لا أستطيع أبدًا الفوز مع هذا الجسد الذي أعيش فيه.
— بيلي، "ستار"______________
مثل الفقمة الصغيرة، أنا بيضاء تمامًا. ذراعيّ ملفوفتان بضمادات سميكة وثقيلة كالعصي. فخذاي ملفوفان بإحكام أيضًا؛ يطل الشاش الأبيض من الشورتات التي سحبتها الممرضة آفا من صندوق المفقودات خلف محطة الممرضات.
مثل يتيم، أتيت إلى هنا بلا ملابس. مثل يتيم، لُففت في ملاءة سرير وتركت على عشب مستشفى ريجنز في البرد القارس، وسط الصقيع والثلوج، يتسرب الدم من خلال الملاءة المزخرفة بالورود.
الحارس الأمني الذي وجدني كان غارقًا في رائحة سجائر المنثول ورائحة القهوة الجافة الآتية من آلات البيع. كان هناك غابة كثيفة من الشعر الأبيض المجعد داخل أنفه.
قال: "يا أم الله المقدسة، يا فتاة، ماذا حدث لك؟"
لم تأتِ أمي للمطالبة بي.
لكن: أتذكر النجوم تلك الليلة. كانت مثل الملح ضد السماء، وكأن أحدهم أسقط المملحة على قماش داكن جدًا.
كان ذلك يهمني، جمالهم العفوي. آخر شيء اعتقدت أنني قد أراه قبل أن أموت على العشب البارد الرطب.الفتيات هنا يحاولن جعلي أتحدث. يردن معرفة "ما هي قصتك، يا زهرة الصباح؟ أخبريني بحكايتك، يا حلزون." أسمع قصصهن كل يوم في المجموعة، عند الغداء، في ورش الحرف، عند الإفطار، عند العشاء، وهكذا دواليك. هذه الكلمات التي تنسكب منهن، ذكريات سوداء، لا يمكنهن التوقف. قصصهن تأكلهن حيّات، تقلبهن من الداخل إلى الخارج. لا يمكنهن التوقف عن الكلام.
قطعت كل كلماتي. كان قلبي ممتلئًا جدًا بها.أنا أعيش في غرفة مع لويزا. لويزا أكبر سنًا، وشعرها مثل محيط صاخب من الأحمر والذهبي ينحدر على ظهرها. شعرها كثيف لدرجة أنها لا تستطيع ضبطه بالضفائر أو الكعكات أو الربطات. رائحته مثل الفراولة؛ إنها أفضل رائحة لأي فتاة عرفتها على الإطلاق. أستطيع أن أستنشقها للأبد.
في ليلتي الأولى هنا، عندما رفعت بلوزتها لتغير ملابسها للنوم، في اللحظة التي سقط فيها ذلك الشعر المجنون على جسدها مثل عباءة واقية، رأيتهم، جميعهم، وشهقت بعمق.
قالت: "لا تخافي، يا صغيرة."
لم أكن خائفة. فقط لم أرَ فتاة من قبل لها جلد مثل جلدي.
كل لحظة محسوبة. نستيقظ في السادسة صباحًا. نشرب القهوة الفاترة أو العصير المخفف في السادسة وخمس وأربعين دقيقة. لدينا ثلاثون دقيقة لنفرد الجبن الكريمي على خبز البايغل القاسي، أو ندفع البيض الباهت في أفواهنا، أو نبتلع الشوفان المتكتل. في السابعة وخمس عشرة دقيقة يمكننا أن نستحم في غرفنا. لا توجد أبواب على الدشات، ولا أعرف مما صنعت مرايا الحمام، لكنها ليست من الزجاج، ووجهك يبدو غائمًا وتائهًا عندما تفرش أسنانك أو تمشط شعرك. إذا أردتِ أن تحلقي ساقيك، يجب أن تكون ممرضة أو موظفة حاضرة، ولكن لا أحد يريد ذلك، لذلك سيقاننا تبدو مثل سيقان الفتيان المشعرة. في الثامنة والنصف نكون في "المجموعة" وهناك تتدفق القصص، والدموع، وتصرخ بعض الفتيات وتتأوه أخريات، أما أنا فأجلس، أجلس، وتلك الفتاة الكبيرة البشعة، بلو، ذات الأسنان السيئة، كل يوم تقول: "هل ستتحدثين اليوم، يا سو الصامتة؟ أود أن أسمع من سو الصامتة اليوم، أليس كذلك يا كاسبر؟"
أنت تقرأ
فتاة محطمة (girl in pieces )
Teen Fiction"Girl in Pieces" هو رواية للكاتبة كاثلين غلاسكو، وهي تتناول مواضيع الصدمة النفسية، والاكتئاب، والتعافي. تدور القصة حول فتاة تُدعى شارلوت "تشارلي" ديفيس، التي تعاني من مشاكل نفسية حادة تجعلها تلجأ إلى إيذاء نفسها كشكل من أشكال الهروب من آلامها العاطف...