38/"𝓡𝓾𝓭𝓮!"

26 5 0
                                    

⚠️بنات في رسالة لكم في آخر الفصل أتمنى⚠️ ⚠️أنكم تشوفوها⚠️

الفصل الثامن والثلاثون: وقحة!

في الغرفة المظلمة، حيث لا ينفذ الضوء إلا كخيط رفيع عبر نافذة محكمة الإغلاق، كان يزيد يجلس على كرسيه العتيق.

الغرفة كانت تفيض بشعور من الرهبة؛ الهواء ثقيل ورائحة الدم والبارود لا تزال عالقة فيه.

على الجدار أمامه، كانت صور سيلينا معلقة، محدقة به بنظرات ميتة، وقد اخترقتها طلقات رصاص، تاركة آثار ثقوب عميقة كأنها عيون تراقب كل حركة يقوم بها.

على الجانب الآخر، صور أديب كانت ممزقة بوحشية، كل قطعة تحمل علامات الطعنات المميتة.

وسط هذه الفوضى، كان لوح الشطرنج يقبع على الطاولة المتهالكة أمامه، حيث القطع السوداء والبيضاء كانت مرتبة حسب خطواته بدقة قاتلة .

يزيد، بعيون مشتعلة بالجنون، كان يدندن بصوت خافت، نغمة غامضة مشؤومة، ترتفع تدريجيًا إلى ضحكة مكتومة، ثم انفجرت في ضحك عالٍ، كأنها صدى من عالم آخر، ملؤها الجنون والشر المطلق.

توقفت ضحكاته فجأة، وصمت المكان بصمت ثقيل، قبل أن يبدأ يزيد في الحديث إلى نفسه، كأنه يغرق في حوار داخلي مع أشباحه الخاصة.

"سيلينا، يا أجمل دمعة في بحر أحزاني... يا زفرة الليل الأخيرة... هل تعلمين؟ إن قلبي يحترق برغبة لا تنطفئ... الانتقام، آه، كم أتلذذ بفكرة تدميرك، تدمير أديب، تمزيق تلك الروح الجميلة إلى أشلاء."

صوته كان يتلون بالغضب والكراهية، كل كلمة تخرج من فمه كانت تتسم بحدة حادة، وكأنه يخاطبها وهي واقفة أمامه.

"لكن، يا إلهي، كم أحبكِ في ذات الوقت... أحبكِ حد الموت، حد الجنون! إن رؤيتك ترتجفين، وأنتِ تعرفين أن لا مهرب لكِ من قبضتي... سيكون مشهدًا لا يوصف، مشهدًا لن أنساه أبداً. سأجعلكِ تذرفين الدموع الحمراء، دموع الندم والرعب."

توقف يزيد عن الحديث، وكان ضوء الشمعة الوحيد في الغرفة يرتجف على وقع أنفاسه الثقيلة.

و بهدوء متناهي، حرك قطعة الشطرنج على اللوح، صوته كان خافتاً لكنه مرعباً، وكأنه سكين ينغرز في الليل.

"حان وقت الضحية التالية..."

قالها بنبرة مروعة، وصدى كلماته امتزج مع الظلام كأنما كانت تلك الكلمات هي صدى النهاية.

كان المكان مشبعًا بالرهبة، الهواء نفسه كان يبدو وكأنه يختنق من ثقل الجنون الذي يعم الغرفة.

يزيد كان جالسًا في كرسيه، والظلال المحيطة به كانت تتلوى حوله كأنها أشباح متعطشة للدماء.

"أديب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن