INTRO

80 6 3
                                    

|Hyunjin|

كنت أعلم أن شيئًا ما في داخلي قد تغيّر، وأن نيران الإلهام التي كانت تغمرني قد انطفأت تدريجيًا،  حاولت مرارًا وتكرارًا، أن أعود للكتابة، أن أستعيد الشغف الذي كان يومًا يسري في عروقي، لكن بلا جدوى

عزلت نفسي عن العالم، ابتعدت عن كل شيء، أغلقت هاتفي، وقررت أن أختلي بنفسي في محاولة يائسة لاستعادة ما فقدته
جلست أمام الحاسوب، حاولت استدعاء الشخصيات التي صنعتها بيدي، أن أسمع أصواتها، أن أستشعر صراعاتها كما كنت أفعل من قبل
لكن الكلمات كانت تهرب مني، تبتعد أكثر كلما حاولت الاقتراب منها

ثم، فجأة، انشق الهواء من أمامي،  شعرت بأن شيئًا غريبًا يتشكل أمام عيني، وقبل أن أدرك ما يحدث، كانت تجلس امامي
انها هي....
أريليا

البطلة التي صنعتها في خيالي، و ملأت حياتها بالصراعات ، كانت تجلس بنفس الوضعية التي تركتها فيها
ساقاها مضمومتان إلى صدرها، ووجهها يحمل نفس التعبير المشوّب بالمعاناة والتساؤل الذي توقفت عنده آخر مرة كتبت عنها
لكن هذه المرة، لم تكن مجرد شخصية على ورق
كانت حقيقية، كانت هنا، أمامي

أخذت أنفاسي تتسارع،  شعرت بقلبي ينبض بعنف، مختلطًا بين الصدمة والدهشة والخوف
كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟ كيف يمكن لامرأة صنعتها بخيالي أن تكون الآن أمامي في عالم الواقع؟

|Aurelia|

ضقت ذرعًا بكل شيء. لقد عشت شهورًا من العذاب، معلقة في الفراغ،  كل يوم كان عبارة عن دائرة لا تنتهي من الألم والخوف
هل سينتهي هذا الكابوس؟

غاضبة من ذلك الشخص الذي وضعني في هذا الجحيم وتركني هناك ؛ كنت ألعنه في كل لحظة ؛ الكاتب الذي تحكم في مصيري، وأوقف الزمن عند لحظة معاناتي، ثم اختفى
كيف له أن يتركني هكذا؟

حتى شعرت فجأة بأنني أفقد توازني، وكأن قوة غامضة سحبتني من عالمي وألقت بي في هوة سحيقة ، لا نهائية

عندما فتحت عيني أخيرًا، كنت في مكان مختلف تمامًا
لم يكن هذا العالم الذي أعرفه ؛ كان كل شيء غريبًا ومختلفًا
تجولت بنظري، أبحث عن تفسير لما حدث، حتى شعرت به

كان يقف هناك، يحدق بي بصدمة وكأنما رأى شبحًا
وعندما التقت أعيننا، عرفت فورًا من هو
كان هو
الكاتب ، الشخص الذي تركني معلقة في الفراغ، والآن ها أنا هنا... في عالمه

.
.
.
رايكم؟

FRAGMENTS OF INSPIRATION حيث تعيش القصص. اكتشف الآن