الفصل التاسع

82 8 5
                                    

افاقة شعورية ..

وضعت ياسمين فرشاة الشعر من يدها بعد ان ترامى الى أسماعها جلبة من الخارج.. اطلت من شرفة غرفتها ليمتلئ وجهها ببسمة عريضة، تشاهد سيارات النقليات الكبيرة تجتاز بوابات القصر الخارجية تباعا بصف طويل تنتظر دورها للتوقف امام الأرض الغربية في الناحية البعيدة لإنزال المعدات الانشائية حيث سيتم تشيد النادي الرياضي الخاص بيزن.. اهتزّ صدرها بضحكة خفيفة متذكرة امتقاع وجه فارس حين أرغمه والده بطريقته الناجحة دائما على ما كان يتهرب منه الفترة الفائتة، و قد دخل غرفة المكتب ليستمع لأخيه عاصرا على نفسه هكتارا من الليمون ! كما اخبرها جازا بأسنانه يقطر الغيض من حروفه لاحقا وهو يستقل معها الدرج صاعدان الى الجناح بذلك المساء المميز.. ارتعش تنفسها و تخبطت معدتها لما مر خاطر ذلك المساء قبل اسبوع بكل ما جاء فيه.. بل ذاك اليوم بطوله كان كارثيا بطريقة جميلة.. حركت رأسها لتستعيد أنفاسها الهاربة تتلمس خدودها الحارة اثر الذكرى فاسترعى انتباهها صوت صفير بشري قادم من الأسفل.. مدت رأسها يتدلى شعرها المبلول مع انحناء جذعها الخفيف فوق سور الشرفة تبحث عن صاحب الصفير.. ومن غيره؛ السيد يزن الشقي.. لوح لها بسلام وهو يرفع نظاراته الشمسية فوق شعره جامعا خصلاته الداكنة التي غلفتها أشعة الشمس الساطعة بلمعة فضية أنيقة.. بادلته سلامه و بسمته تشير له بالقبول ردا على دعوته لها بيده للنزول.. عادت الى الداخل تستأنف تمشيط شعرها يلمع بمقلتيها الحماس ففارس سوف يعود أخيرا من رحلة العمل عصر اليوم، و سوف يكون موجودا بوقت العشاء.. تخضب وجهها و تسارع تنفسها تتأرجح بسمة خجولة على شفتيها و طيف قبلته أوقع بفؤادها المضطرب ذات الزلزلة، كما صعقت و ماعت على نفسها بينما حطت شفتاه بلمسة ناعمة فوق خدها بدون سابق إنذار وهي تجلس بجانبه في غرفة المكتب.. تذكر كيف التصقت رائحته طوال ذلك اليوم بها.. و أنفاسه الساخنة آنذاك ابت تركها و شأنها غازية أحلامها مطبقة على قلبها البريئ آسرة إياها لتبقى حبيسة تلك اللحظة.. ممتنة جدا لسخاء إحساسها به لتصبيرها على غيابه.. سافر فارس بعدها عقب يومين التقته بالكاد خلالها لأنشغاله الكبير بحل عقد مسألة الجاسوس، تاركا إياها تلتاع من بعده.. اشتاقته، و طالت لياليها في غيابه.. ولولا مكالماته اليومية و ان كانت لدقائق قصيرة لها لما استطاعت الصمود فبعد رحيله تجمد كل شيء حولها.. بردت الأيام و اسودت الليالي المقمرة و فرغ الوجود بلا فارس.. حتى الورد فقد عطره، و النحل تكاسل عن جني الرحيق كما صارت هي خاملة تسقي الوردات بكسل و تؤدي مهامها بغير نفس.. مشوار الشركة صار بعيدا بعد ان كان يخلص بغمضة عين لا تكاد تشبع من تنفس نفس هوائه و استشعار ذرات كيانه الجليدي يتغلغل دفئه المناقض لبروده بين مسامات جلدها المحموم من حرارة حضوره.. حسنا.. سينتهي كل هذا اليوم.. نهار ما أطوله استقبلته منذ بدايته أشرقت عيناها قبل شمسه تطالب الساعات بالمضي.. تترجى الوقت ان يقطعها سريعا متماثلا بالسيف ليصادق على ذلك المثل المشهور.. نزلت الى المطبخ عند الفجر تطهو و تجهز كل ما تعلمت إعداده في أيام غيابه الماضية الهائا لنفسها الملهوفة للقياه و تهيئة وليمة عشاء تليق بترحاب الفارس الغائب.. تناولت وجبة إفطار كبيرة و مارست تمارينا شرعت بتأديتها قبل يومين فقط لتعزز لياقتها و تبرز تقاسيمها الانثوية بعد سخطها الشديد على هزالة جسدها.. قربها من سماح و التي نشأت على خلاف ما طوقت ياسمين به، كان تماما لصالحها.. تمثل لها صديقتها الوحيدة بحياتها الجديدة ليس اختاً قريبة فحسب، بل معلما و مدربا و كاهنا روحيا يفتح بصيرتها الضيقة على مصاريع العالم.. في كل مرة تنجح سماح بأبهارها و تعليمها عفويا درسا جديدا لأثبات هويتها الوجودية كأمرأة، و أنثى تجمع عليها غبار الظلم و الإقصاء قبل ان تتفتح جنبداتها..
بعد سفر فارس بليلة واحدة ترافقت الفتاتين بسهرة نظمتها سماح بغرفتها مستغلين غياب الزوج لقضاء وقت خاص بالفتيات لتتعرف ياسمين على جوانب جديدة بشخصية سماح الخلابة ذات التأثير الأقوى و الأكثر افضلية لصقل و ترتيب طبقات كيان متلخبط و مهزوز بالكثير من العقد و التحفظ.. نفضت عنها ذلك الغبار و أبرزت لها مفاهيم مختلفة عن تلك التي كبرت عليها و عاشت عمرا مضاعفا جعلها تنضج بوقت ابكر متخطية ان تعيش التسلسل المنطقي الرتيب لبناء صورة الانثي التي هي عليها.. أخرجت لها معان جديدة من حب الذات، و تواصل عميق مع ذاتها المحبوسة تحت إقامة جبرية فرضها عليها وضعها الغير شرعي بهذا العالم..
في تلك الليلة تفقس القشر لتولد امراءة عاشقة.. نقرها قبلا بوقت قصير تواصلا حميما رغم سطحيته لكنه كان الادفئ، و الأكثر وقعا على روحها المتيمة بفارس كشف لها غيابه عنها الان انه اكثر من مجرد ولي امر، او زوج على الورق او رئيسا بالعمل او تحت أي مسمى لعلاقة تربطها به.. باتت تعرف الان انه بالنسبة لها يفوق كل ذلك.. ربما لم تصل لمرحلة فهم حقيقية بعد، لكن مشاعرها التي تنامت فيها مواصلة بالتمدد لتكشف لها بالنتيجة النهائية واقعا تفتح بينهما يترأس قلبيهما بقيادة صارمة..
إفاقة شعورية تضمنت قلبها مرفقا مع باقي حواسها و روحها و كل زوايا عقلها سحبتها من قوقعتها لتقرر لا اراديا ان تصبح تلك الأنثى التي يجب ان تكونها خصيصا لجذب عيون الفارس.. و انتباهه و اعجابه و ياحبذا لو قلبه.. اعترفت لنفسها أنها تريده أن يراها، و إن لم تعي وقتها و الى آن اللحظة و ربما لوقت غير معلوم انها ذائبة فيه حبا.. كان امتنانا، ثم اماناً ثم ثقة ثم إعجاب.. لم يبق غير الوجد من طبقات تآلف الأرواح لتكتمل سلسلة ربط القلوب..
بشكل غريزي بحت رغبت بتحفيز جانبها المبدع بالمطبخ و إتقان كل ما يلزم لجعلها ربة منزل شاطرة.. و اتباعاً لصورة نمطية زرعت بالعرق البشري من سالف الأجداد حتى ترسخت كعقيدة ثابتة تضع المرأة بذلك القالب مع تحفيز و وصايا الخالة عقيلة التي لا تنتهي بضرورة إلمام المرأة بكل ما يدخل ضمن تلك الأولويات الخاصة بالنساء و اكثرها الحاحا الطبخ.. " قلب الرجل في معدته ! " جملة التصقت برأس ياسمين من تكرار لحوح تعمدته عقيلة امامها بشكل غير مباشر، استخدمته كشيفرة سرية لتلج لعقل الفتاة المفرغ لأعادة برمجته بما سيجلب لها من سعادة، برؤية عقيلة طبعا.. سعادة متمثلة بحياة رغيدة مستقرة بمعية رجل كالسيد فارس زوجها الذي يجب و لابد ان تظهر امامه بالشكل المطلوب.. و قد نحجت حقا عقيلة بذلك المسعى.. اقتنعت الزوجة بضرورة ان تتحلى برداء السنع، و تمرن أصابعها لإعداد الحلو و المالح و المشوي و المقلي و كل الطيبات.. ولولا وجود أنثى يتوفر فيها جميع أنماط الأنوثة الحقة لما توسعت نظرة ياسمين.. بنت من جيلها لم تخرج من الصورة العقيدية الأزلية لكنها تطورت لتواكب مسير الحياة و موازنة تطلعات البشر.. بدعم و اسناد و ثقة حضت بها من عائلتها.. لم تقف عند إطار واحد و تمردت كما سالفاتها تخوض حقها بأختيار ما تريد و ممارسة ما تبرع فيه بالتمسك بما خلقت من اجله.. الجمال.. خلقت حواء لتلين أيام الدنيا، و نثر سحرها على لياليها و تملي بجمالها الذي كونها الله به و فيه و اليه لتصبح المعنى المطلق لتلك الصفة..
جمال الأنثى لا يقتصر على مثالية الوجه او الجسد.. معناه اسمى و مقصده اعمق لكنه بصورة مؤكدة إحساس تلقائي يولد فيها و ليس بالضرورة لو كانت من بني البشر.. الأنثى رمز للغنج و الروعة بسائر المخلوقات.. ذكية خلاقة قوية و لانها من تهب الحياة من رحمها فأستحقت جزما ان تكون النصف الأفضل.. و الأجمل و الأقدس و كل ما يحمل الوجود من كلمات غزل..
في تلك السهرة فتحت ياسمين عينيها مبحلقة بعجب برقصات سماح المتقنة و تمايلها المغري.. ثبتت لدقائق طويلة لم تتمكن فيها من الاستيعاب أن من تتمايل بهذا الغنج هي ذاتها سماح الخجولة.. سماح المتحفظة و الهادئة و المؤدبة بشكل كبير.. التقت بجزئها المخفي و المحفوظ و الذي يكمل نصفها الجاد الذكي الحاوي لكل المواصفات الممثلة بالرزانة و الاحترام.. و مع انتهاء انغام الأغنية الشرقية خرج صوت ياسمين المذهول يتشابك مع انفاس الراقصة اللاهثة بعد ذلك المجهود الرائع..
_ سماح ! انت بارعة.. كيف و أين تعلمتي الرقص على هذا النحو ؟
.. ضحكت الأخرى بمرح و القت جسدها الطري بجانب صديقتها المتعجبة فوق الوسادات المنفوخة المرتبة على الأرض تدفع شعرها الطويل إلى الوراء بدلع..
_ أحب الرقص منذ الصغر، و اتقنته بمرور الزمن.. كنت احجز نفسي بغرفتي و ارقص لأوقات طويلة.. حتى أن جسمي تشكل بهذه التقسيمات اثر العمل الدؤوب ! و هكذا اضحيت محترفة ! برأي انت أيضا بأمكانك الرقص !
.. و قبل أن يصل معنى هتافها المتحمس و تترجم ياسمين ما يشع من عيني المشاكسة البراقتين من عبث، نطت تسحب الجافلة من يدها بحركة سريعة و تركتها تقف في منتصف الغرفة بغير فهم تهرول نحو هاتفها لتقوم بتشغيل موسيقى انتقتها بعناية.. شهقة مستنكرة صدرت فقط من ياسمين حين استدارت لها صاحبتها بأبتسامة دلوعة تحرك خصرها بتمايل متموج تدعوها بحركة يديها بينما تقترب من الأخرى المتجمدة تحثها على الرقص.. ارغمتها على الرقص بعد أن دارت خلفها بأنحاء الغرفة و بين تشجيع سماح و تمنع ياسمين سمحت لجسمها المتصلب فك اغلال ظلم السنين.. و اطلقت لأجزائها التمايل فوق تيارات النغم تبحر بها لعالم مختلف كانت على تصالح انها لن تصل إليه ولو بأحلامها..
اغمضت عينيها و تركت نفسها تحركها الانغام تشعر انها صارت ضد الجاذبية طافية فوق الارض حتى تيقظت حينما ساد السكون لتستقبلها ابتسامة معلمتها العريضة.. رفرفت بأهدابها تتهرب من نظرات سماح الشقية و هي تلتقط انفاسها بوتيرة سريعة.. خجلة و مصدومة و نوع غريب من الفخر ينبض مع دقاتها لكونها انثى تملك جسما يتماشى بمؤهلاته المتواضعة مع كل ما يتبع نمط الليونة و الدلع.. و شيء عملاق من القوة.. و طبعا عقلا نيرا راجحا لو استخدمته بذكاء سيفتح لها طاقات قدرية زاخرة بالخير و النجاح..
بعد فترة صمت مستحي منها تجاوزته سماح بصوتها المحبوب استحوذت على سمعها و تركيزها بكلمات رفعت لديها اليقين بأنها كأنسانة تستحق، و بيديها أن تحقق و لها القدرة المؤكدة للوصول لأي طموح لو فقط ابدت الرغبة و تسلحت بالحماس و الثقة..
_ المراءة بطبيعتها يمكنها تحصيل المستحيل.. بميزات خلقت بها خصصها الله لنوعنا بما لنا من قيمة لا يعادلها خلق آخر.. نحن الأرض.. لما نعطيه من حياة.. و ليس فقط بأجسادنا الخصبة لضم برعم النسل، بل بعقولنا المستبصرة التي تقودها العاطفة و هذه بالذات ميزتنا الأساسية.. لا طموح صعب بمخطط حياتنا.. فقط التصميم و اليقين، و العمل الجدي لتطوير المهارات.. المراءة عزيزتي كائن جبار رغم رقتها، و نفس عظيمة مهولة القدرات.. و ها انت ذا تثبتين نظريتي حالا ! لو فرضنا أن الرقص مثالا سخيفا لا يرتقي لما تستطيع أي انثى تحقيقه، لكنه حقا ليس بالامر السهل ابدا و خصوصا لفتاة تستخدم مرونتها لأول مرة في حياتها، كما اخبربتني أنها مرتك الأولى.. آمنت بنفسك فقط، و انطلقت..
.. و عند تلك النقطة، وجدت ياسمين نفسها و _ غريزيا ايضا _ تنحاز إلى نهج سماح بالافتخار بطبيعة الأنثى.. و صقلها بتقبلها و محبتها و تعزيزها بالثقة و إنجازها بالاهتمام..
بشكل تلقائي تبنى عقلها فرز تلك البديهيات و العمل على إيجاد حلول لتطوير ذلك الجانب و تحسين الصورة الباهتة للوصول إلى واقع مثالي او مرض على الاقل لتطلعات امراءة حطت على اغصان الحياة بوقت قريب.. فردت اجنحتها و ألقت عنها جمر الرماد لتنهض كالعنقاء تفرض على الوجود بقائها..
.. سماح ثاني انسان بعد الخالة عقيلة تروج للايمان بالذات و اليقين المطلق بالله و ما حباها به من قدرات.. ربما بنمط مختلف، و إطار مقيد ليس بالفائدة الجمة لكنه و بشكل اكيد اضافة ليست بالقليلة لبناء منظور اكثر دقة تبصر من خلاله ياسمين هويتها المغبرة.. التزامها و العمل بوصايا عقيلة كسر طوق العبودية حولها و أدى بها إلى فارس.. و اتقاد حواسها الآن من حكم سماح رغم بساطتها وجدت فيها إتباعا لنفس المسلك برغبة أكبر لوصول مصيري أعمق..
و رغم ضبابية التفكير و قصره، و حصره بنقطة واحدة و هي جذب عنصر ذكري، إلا انه بداية لا بأس بها لتحريك المياه الراكدة.. فهذا بشكل اساسي الميول الطبيعي لأي مراهقة فاتها التمتع بتلك الفترة ارغمتها ضروفها على الوثب فوق ما هو طبيعي لتصل لمنطقة أمان منشودة لتحصين نفسها.. حمت نفسها من فظائع قتلت طفولتها لتجد لاحقا أنها روح مقفرة تدفنها اتربة الحرمان تحجب عن حاستها السادسة المخلوقة فيها كل ما له شأن بإزهارها..
دفعت الهواء من فمها بهدوء مبتسمة لعينيها بحب تتابع طلتها بنظرة اخيرة في المرأة بعد أن جدلت شعرها لغرض تهيئته لتصفيفة ناعمة قررت أن تعتمدها لاحقا لأستقبال فارس.. لم يكن الأمر سهلا ابدا و هي تقلب بين الصور التي عرضها عليها محرك البحث و الذي صار مؤخرا وزيرها المخلص تستشيره بكل صغيرة و كبيرة بما يتعلق بكل تفاصيل حياتها.. خيارات كثيرة انتقت من بينها تسريحة بسيطة ملائمة لشعرها القصير لأظهاره اكثر كثافة و حيوية.. مع دروس خاصة من صديقتها الأكثر اخلاصا سماح لتعليمها خطوات التبرج و التأنق.. و رسم لمسات خفيفة من مستحضرات التجميل تبرز ملامحها الرقيقة بوجه اكثر اشراق.. بينما واضبت قبلها على توصياتها بأستخدام منتجات العناية بالبشرة و الجلد و كانت تلك معضلة أخرى اغرقتها بالحيرة لاحراجها الكبير من فارس.. عليها شراء كل تلك الاشياء التي ليس لها بها أي معرفة، ولولا أن سماح شجعتها بتثبيت أن ترطيب البشرة يأتي بالمقدمة للحصول على جلد مثالي و بالتالي جمال وردي طبيعي لما تجرأت على الاستأذان من فارس بأحدى مكالماته لها لشراء تلك الاشياء.. لتتفاجئ من رده أنها تملك العديد منها و من أفضل الأنواع و لقد كان حريصا بنفسه على توفير كل الكماليات النسائية التي تم تجهيزها خلال التحضير للزواج.. مع موافقة أكيدة تضمنها رده أيضا لاي غرض ترغب بأبتياعه.. استعانت في وقتها بالخبيرة بذلك المجال لتفرغان كل ما في جرارات طاولة الزينة و دواليب الحمام تحت ذهول سماح و جنونها أن صديقتها الخرقاء تملك كل تلك الامكانيات و لم تكن تعرف بوجودها حتى ! و شرعت منذ ذلك اليوم تطبقها على كامل بشرة وجهها و جسدها للتمتع بترطيب و لمعان و نعومة و برائحة زكية ضاعفت لديها الأنتعاش و الأنغماس الفعلي بحياتها الجديدة..
تركت غرفتها يعبق خلفها مزيج العطور لتقف قبالة بابه الموصود تناظره بحب و شعور بالغربة يتوسع فيها تجتاحها ذات لسعات الندم حين داهمتها غفوة أغلقت اجفانها التي عاندت بداية الليل فتخلفت عن رؤيته قبل سفره عند فجر اليوم الموالي.. رغبة قاتلة دفعتها لدخول متردد إلى غرفته واضبت على الرضوخ لها خلال ما سبق من ايام غيابه.. و ككل مرة وقفت عند شق باب غرفته مسدولة الستائر تسحب ما يمكنها من عبق رائحته النفاذة تخزها ذات الحواف الجليدية المستوطنة فسحة الحجرة المهجورة..
تراجعت إلى الخلف تسحب الباب معها تودع زوايا مكانه بأبتسامة.. و انطلقت بحماس كبير تقفز من الدرجات لملاقاة يزن في الخارج..

بارقة امل Where stories live. Discover now