البداية

9 3 0
                                    

المقدمة 
حاجة المحب لنصفه الاخر اعظم من حاجة الزرع للماء
و الانسان للهواء
......
ما اجمل الحب!
وما اقبح البعد!
ما اعظم اللقاء!
وما اقبح الاشتياق!
حبذا القرب
وما حبذا البعد
قلوبنا ستنبض لشخص ما في حياتنا  في سنة من السنوات وشهر من الشهور.و يوم من الايام وساعة من الساعات ودقيقة من الدقائق وثانية من الثواني ولحظة من اللحظات.............
                                  وهناك سيكمن خيارين
الخيار الاول:  ان يحول هذا الشخص حياتك الى نور وقلبك الى ورود وعقلك الى زهور
الخيار الثاني:  ان يحول هذا الشخص حياتك الى ظلام وقلبك الى حجر وعقلك الى عُقَد

........
ما اصعب ان تشتاق لشخص
لا تستطيع رؤيته
لا تستطيع التكلم معه
لا تستطيع رؤية ابتسامته التي طالما اعتدت عليها
ولا تستطيع سماع صوته الجميل الذي كنت تعشقه في يوم ما..
بمعنى اصح  ...  ما اصعب الاشتياق لشخص ميت
وبالاصح ما اصعب ان يشتاق العاشق  لمعشوقه المدفون
ذكرا كان ام انثى........ 

.... البداية.... 
كنت اسير في الشارع المظلم تحت ماء المطر المياه تغطي سائر جسدي احمل اغراضي في حقيبة كبيرة اجرها خلفي لا اعلم اين اذهب واين قد يقودني الطريق ولكن...  كنت اريد الابتعاد عن ذلك المنزل المشؤوم...  ذلك المنزل الذي لم ارى به يوما جميلا... 
المجروح من عائلته لا يشفى ابدا...  وانا كنت ضحية للتعنيف الاسري... غرفتي عبارة عن قبو مظلم لا يوجد به  ضوء مع العلم ان ابي صاحب سلطة ولديه الكثير من الاموال ومنزلنا اعني قصرنا كبير جدا  .... ولكن ابي لم يكن يريد ان يرزق بفتاة لذا عاملني كالعاملات مذ توفيت امي وانا اتألم مذلولة لا اتلقى منه شيئا سوء الضرب.. كان لدي ثلاثة اخوان اثنين مثل ابيهما وواحد طيب القلب كأمي هو من اعطاني المال وساعدني على الهرب من هذه المأساة
عمري عشرون عاما....  توقفت عن الدراسة منذ ان تخرجت من الثانوية بمعدل شبه تام اي فوق الممتاز بكثير
ولكن ابي لم يعطيني الفرصة لكي اكمل دراستي حتى.....

جلست على طرف الرصيف ابكي وارجف لا اعلم اين اذهب..
فجأة توقف المطر بالنزول علي فرفعت رأسي لاجد. شابا يغطيني بمظلة سوداء
الشاب ما اسمك يا فتاة ولمَ انتِ هنا في هذا الوقت المتأخر...؟
اجبته ببكاء:  انا زمردة...  لا املك مكانا اذهب اليه
اجاب الشاب: الم تعرفيني انا  البرت صديقك المقرب
بكيت....  لم اعرف لماذا ولكن بكيت ثم استيقظت في غرفة فخمة
لم اكن اعرف اين انا 
ثم دخلت علي امرأة تبلغ الاربعين من العمر بشوشة الوجع
الامرأة: كيف حالك الان؟
اجبتها:  اجل....
الامرأة: لقد اخبرنا اخاك بكل شيء (الاخ الحنون)
لا تقلقي يا ابنتي اعتبريني امك وهذا المنزل منزلك...  من الان انتِ فرد منا وستكملين دراستك مع البرت..... ثم تبسمت في وجهي وقالت اختكي ميرا تنتظرك لتستيقظي منذ يومين لتتعرف عليكي وكلنا نرغب بذلك لذا  خذي حماما دافئا وغيري ملابسك ثم  اهبطي للطابق الارضي  نحن في انتظارك على الغداء  حسنا يا ابنتي؟
اجبتها بخجل:  شكرا لكم....
قاطعتني قائلة: نحن عائلة وهذا واجبنا يا ابنتي انا سأذهب وانتظرك في الاسفل كل ما تحتاجينه موجود في حمامك الخاص و غرفة ملابسك ... 
هززت رأسي بالموافقة وما ان خرجت حتى نهضت  وبدأت ابحث عن الحمام  اخذت دش دافئ ثم توجهت لغرفة الملابس وصدمت من كمية الملابس وكم تبدو جميلة وباهظة الثمن.... على الرغم من اننا اثرياء الا اني لم ارتدي في حياتي ملابس جميلة كانت كلها لامي مهترئة....
ارتديت بجامة باللون الازرق السماوي عليها رسومات كرتونية كم احببتها
وبدأت اتأمل نفسي في المرآة وامسك شعري المبلل

زمردة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن