تحت سماء ملبدة بالغيوم، اجتاحت عاصفة من الرعب مملكة كينتريا الهادئة، التي كانت حتى وقت قريب تنعم بسلام رائع. كانت كينتريا، بقلعتها المهيبة التي ترتفع فوق التلال الخضراء، تجسد جمال العصور القديمة. أبراجها العالية التي تهيمن على الأفق تتلألأ في الضوء المتلألئ للشمس، بينما تحيط الأسوار الصلبة بالمملكة مثل درع قوي. الريف من حولها كان مزيجًا من الحقول الخضراء والأشجار الكثيفة التي تمتد إلى الأفق، وتخلق لوحة من الطبيعة الرائعة.في قلب هذه المملكة، كان الأمير ألدريك، البالغ من العمر خمس سنوات فقط، يواجه لحظات من الرعب والارتباك. في تلك الليلة المظلمة والدامية، عندما بدأت القتال المروع، كان ألدريك محاطًا بحراسة مكثفة داخل جناح القصر. عينيه الزرقاوين اللامعتين تجسد براءة الطفولة، بينما كان قلبه يضرب بقوة من الخوف. خصلات شعره البني الفاتح تتلألأ في الضوء الخافت للشموع، والتي كانت تهتز بفعل الرياح العاتية، مما يخلق أجواءً من الكآبة والقلق.
كان القتال في الخارج يندلع بقوة، حيث كانت كائنات "غابة فيلاريا" — عالم سحري مفعم بالأسرار والغموض — تهاجم المملكة بشكل غير متوقع. الغابة، الممتدة إلى الأفق، كانت تعج بالأشجار العملاقة التي تمتد إلى السماء، وأشعتها السحرية تتلألأ من خلال أوراقها الكثيفة. كانت الأشجار تتراقص تحت الرياح، والأضواء المتناثرة من خلال الأوراق كانت تخلق مشاهد ساحرة، لكن خلف هذا الجمال كان هناك قوة شرسة وحقد قديم.
بدأ الهجوم في ساعات المساء، عندما استغل المهاجمون الظلام والضباب كغطاء لشن هجومهم المفاجئ. كانت الأسوار الضخمة تتصدع تحت وطأة الهجوم، والمملكة وجدت نفسها في وسط معركة غير متوقعة. أصوات الصرخات والقتال ملأت الأرجاء، والدمار كان يحيط بكل مكان.
داخل القصر، ساد الارتباك والفوضى. كانت الأجواء تتغير من هدوء إلى ضجيج مروع. أخبار وفاة الملكة، الأميرة جينيفير، جاءت كضربة قاصمة. دخل الخدم في حالة من الصدمة، وتجمعوا في زوايا القصر وهم يتبادلون همسات الحزن والصدمة. كان الخدم يتحدثون بصوت منخفض، بينما تملأ عيونهم الدموع والأسى: "الملكة، فقدناها. كانت في قلب المعركة وحاولت الدفاع عن المملكة، لكنها لم تستطع الصمود."
في تلك الأثناء، كان الملك ألكسندر، ذو الملامح القوية والنظرة الحزينة، يركع بجانب جثة الملكة، ويلمس جبهتها الباردة برفق. كانت الدموع تتساقط من عينيه، وصوته متهدج: "لم يكن من المفترض أن تنتهي حياتك هكذا. كيف سنواجه مصير المملكة بدونك؟" كان الملك يشعر بمرارة الفقد والحزن العميق، فقد كانت الملكة جينيفير رمزًا للشجاعة والتفاني، وفقدانها كان ضربة قوية.
في خضم هذه الفوضى، كان الوزير إدوارد، المعروف بشجاعته وولائه، يلعب دورًا حاسمًا. كان ذو لحية رمادية ونظرات حادة تعكس ذكاءه وتجربته. بينما كان يحاول تنظيم الوضع، عثر على سلة خشبية مدفونة تحت الأنقاض. السلة كانت مغطاة بالتراب، ولكن الضوء الخافت جعل إدوارد يرى بوضوح ما بداخلها. فتح السلة ببطء، ليكتشف داخلها طفلة نائمة بسلام، في وسط الفوضى والدمار.
كان جمالها المتألق يتناقض بشكل مذهل مع الخراب من حولها. بشرتها كانت ناعمة كالبودرة، وعينيها الزرقاوين اللامعتين تعكسان براءة لا يمكن مقاومتها. شعرها الأشقر المتطاير كان يزين وجهها بلمعان فريد، وكأنها نور وسط الظلام. كانت الطفلة تمثل رمزًا للأمل والنقاء في زمن الضعف.
تحدث إدوارد إلى نفسه بينما كان يحمل إيلارا بحذر: "في وسط هذا الدمار، أجد هذه الطفلة. هل هي علامة أمل في زمن الضعف؟ كيف يمكن أن نمنحها حياة جديدة وسط كل هذا الخراب؟" كان إدوارد يشعر بأن إنقاذ إيلارا هو بمثابة الحفاظ على إرث مملكة كينتريا، وكان يشعر بضرورة منحها فرصة للحياة رغم كل المصاعب.
اختار إدوارد اسم "إيلارا" الذي يعني "الضوء الساطع"، ليعكس الأمل والنقاء الذي مثلته الطفلة. قرر أن يتبناها لأنقاذها كان بمثابة إنقاذ للروح والقدرة على النهوض مجددًا. شعر بأن إيلارا ستكون رمزًا للنهضة والأمل في المملكة، وأنه بفضلها، يمكن أن تبدأ المملكة من جديد.
بينما كان إدوارد ينقل إيلارا إلى القصر، كان ألدريك، الذي كان يحاول فهم حجم المأساة، يتلقى الخبر المروع بوفاة والدته. صدمته كانت كبيرة، وعينيه تتسعان من الخوف والألم. سقط على الأرض، وصراخه يملأ الأرجاء: "أمي، أمي! كيف يمكن أن يكون هذا حقيقيًا؟"
......
هحب اسمع اراء و لو حد مهتم اكملهاااا
هستني ارائكم و اقتراحتكو علشان ابني عليها الفصل الجاي و وعد هتكون
حاجه مختلفه ❤️.
YOU ARE READING
اتحاد الظلال والنور
Fantasyفي عالم قديم حيث كانت مملكة كينتريا تعيش في تناغم مع غابة فيلاريا السحرية، تنقلب الأمور رأسًا على عقب عندما تنفجر حرب مفاجئة بين البشر وكائنات الغابة. بعد وفاة الملكة جينيفير في المعركة، يعثر الوزير إدوارد على طفلة صغيرة تُدعى إيلارا بين الأنقاض ويق...