06| طرقاتُ كعب أحمر

3.2K 152 122
                                    

"في عيونها عالَمٌ لا يُسبر غوره، بحر من الأسرار والحنين، تروي لي بنظرة واحدة كل ما عجزت الأيام عن قوله، وتسرق من روحي صمتًا لا يعرفه سوى من غرق في حبٍ لا نهاية له "

.
.
.

سيّد الكيـمياء



في الصباح الباكر، كانت الشمس تتسلل برفق إلى ممرات القصر ، تلامس الحجارة الباردة بظلال ذهبية هادئة أخذت السمراء خطواتها بحذر نحو غرفة شقيقها كيانوا، فضولها يتسرب من عينيها بشدة .. هو يستغل ساعة فطوره الصباخية ليرسم قبل ذهابه لمقرّ أعمال عائلة .. تعلم عن سره الصغير هذا .. رأته إحدى الخادمات و بالطبع استجوبتها تاسيلي

دفعت الباب نصفه، لتلمح كيانوا يجلس في الزاوية، ممسكًا بفرشاة، منكفئًا على لوحة نصف مكتملة

اقتربت ببطء خلفه ، هامسةً بصوت ناعم

"أين بيكاسو القصر .. أخي، أيعقل أنك تخبئ لوحاتك هنا؟ بحقّك، دعني أراها "

رفع كيانوا رأسه فجأة، وألقى نظرة باردة محاولاً كبح اندهاشه من قدومها بهذا الصباح الباكر .. هو تأكد من قفل باب غرفته كيف دخلت ..  جاهد ليحتفظ بجديته، لكنه اختار الرد بجفاف بينما يشيح بوجهه عنها

" تاسيلي، ألا تملكين محاضرات لليوم؟ غادري فورا، عن أي لوحات تتحدثين ..متطفلة لعينة "

تسللت ابتسامة خفيفة على شفتيها، وكأنها لم تأخذ كلماته على محمل الجد .. انتفض هو يغطي الوحة بقماش أبيض سريعا بينما يصدّها بجسده الضخم النّصف عاري

وشم العقرب على صدره الأيسر .. سمارُ بشرته و علامات جسده من التدريبات منحته منظرا رجوليا

نظرت إلى اللوحة خلفه متصنعة التعجب، وهي تشير بإصبعها

"لمن اللوحة يا كيانوا .. لما تُخفي عني سرّك بربّك أنا أختك "

رمقها بنظرة متأففة وهو يضع فرشاته جانبا، ثم نهض بسرعة متعمدة، وبخطوات واثقة اتجه نحوها ممسكا بكتفيها برفق، لكن بجدية لا تخطئها العين

همس ببرود، وصوت هادئ مليء بنفاد الصبر:

"بربك، اذهبي إلى جامعتك و اتركيني من استفزازك اليوم ..
ألا تملكين محاضرات لليوم .. غادري فورا عن أي لوحات تتحدثين .."

كيانوا لما الكذب ..أنا أعلم و الجميع يعلم ..هاه انظر خلفك لِمن هذه اللوحة إذاً "

انتفضت تحاول أن تفلت من قبضته لتنزع القماش الأبيض من على اللوحة لكنّه بيد واحدة فحسب ثبّتها مكانها و أخرجها من الغرفة سريعا .. بقي واقفا أمام الباب كالثّور و هو ينظر لها بتلك العُيون المُتباينة ،

CHEMESTRY MASTER حيث تعيش القصص. اكتشف الآن