نهار جميل

271 104 65
                                    

السلام عليكم.
كيف حالكم؟.

صلوا على أشرف خلق الله ﷺ.

لا تنسوا التصويت والتعليق فضلا.

بسم الله.

• •
• •
• •
• •
• •
• •
•••••••••••••••••••••••••••••••••••

كانت السماء زرقاء صافية، والشمس ترسل أشعتها الذهبية لتتسلل بين الأبنية والشوارع، تدفئ الرصيف حيث وقفت جولي تنتظر. الهواء كان خفيفًا يتلاعب بخصلات شعرها. وقفت على الرصيف، تراقب إشارات المرور، والناس يمرون بجانبها، بعضهم مستعجلون، وآخرون يسيرون بخطوات هادئة.

نظرت جولي إلى السيارات وهي تتوقف واحدة تلو الأخرى، عجلاتها تلامس الأسفلت ببطء بينما تتحول الإشارة إلى اللون الأحمر. شعرت بأن اللحظة قد حانت، فخطت خطوة للأمام، تبعها بضعة أشخاص آخرون. الجميع يسيرون باتجاههم، وكأنهم نهر من البشر يعبرون الطريق في انسجام، حتى وصلوا إلى الجهة الأخرى.

بعدما عبرت الطريق، سارت على الرصيف لعدة خطوات حتى وصلت إلى محل بواجهة زجاجية بسيطة، لكن بداخلها جو من الألفة والراحة. كان المحل متواضعًا، رفوفه تحوي بضائع مرتبة بعناية. عندما دفعت الباب، سُمع صوت الجرس المعدني القديم، ليعلن عن وصول زبون جديد. توقفت للحظة، ونظرت من حولها، فرأت بعض الزبائن يلقون نظرات سريعة نحوها قبل أن يعاودوا تركيزهم على ما كانوا يفعلونه. ألقت التحية على البائع العجوز الذي كان يقف خلف المنضدة، يداعب لحيته البيضاء.

جولي: مرحبًا يا جدي، كيف حالك اليوم؟

رفع البائع العجوز نظره نحوها بابتسامة دافئة، تتجعد معها زوايا عينيه.

العجوز: أهلاً بكِ مجددًا، جولي. تفضلي، خذي وقتك كالمعتاد.

بدأت جولي بالتجول بين الرفوف، تبحث بعينيها عن الأشياء التي تحتاجها. أيديها تمسح على الأكياس والعلب، وهي تفكر في ما ينقصها. كل مرة كانت تأتي لهذا المحل، كانت تشعر بالراحة، وكأنها تعود إلى ذكريات قديمة تحمل عبق الأيام الجميلة. بعدما انتهت من اختيار حاجياتها، توجهت إلى العجوز الذي حاسبها بابتسامة ودية.

جولي: شكرًا يا جدي، سأراك قريبًا.

العجوز: دمتِ بخير، يا ابنتي. لا تنسي أن تعودي قريبًا.

غادرت جولي المحل، وأغلقت الباب خلفها برفق. عادت إلى الرصيف حيث كانت الخطى والأصوات تملأ الأجواء. وفي طريقها للعودة، لفت انتباهها مشهد امرأة تجلس على حافة الرصيف، تحمل طفلًا صغيرًا بين ذراعيها. كان الطفل يضحك بصوت عالٍ بينما تلعب معه أمه، تحرك أصابعها برفق حول وجهه، في محاولة لإضحاكه أكثر.

كان الطفل ضاحكًا بريئًا، بشعره البني القصير وعينيه اللامعتين كأنهما نجمتان صغيرتان. لكن الشيء الذي لفت انتباه جولي أكثر هو نظرات الأم المتكررة يمينًا ويسارًا. بدا وكأنها تبحث عن شيء أو شخص. قررت جولي أن تقترب لتعرف ما الأمر.

في مرآتي مجنونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن