~Ch:1~

212 14 12
                                    

By : Nakahara Rina

~~~

" لكن .. يا أخي عينيك ... أين لون عينيك ؟؟ لقد ... اختفى "
" لا .. تقلق ... هاه ... يا صغيري ... أنا بخير .. "
" ليس صحيح .. هذا ليس صحيح *هلع* "
" بل ... هو صحـ ... "
اخترقت طلقة صدر أشقر الشعر ليصرخ الشاب الأقصر بأعلى صوته ...
.
.
.
" تشويا ... افتح عينيك ... تشويا ... "
" اهه .. أين .. هو ؟؟ لقد .... اههه رأسي "
" من هو ؟؟؟ "
" لا أحد .. لا أحد .. " حرك رأسه نافياً .
" لقد كان صوت صراخك يصل إلى مكتبي .. قلقت عليك "
" أنا بخير آني _سان ، كان كابوساً مزعجاً فقط لا غير "
" هل تريد أن أبقى عندك الليله؟ " ربتت على رأسه بابتسامه .
" لا داعي .. سأكون بخير " اجابها بابتسامه مرتبكة .
" متأكد ؟ "
" أجل .. "
" حسناً كما تريد ... " غادرت المرأه الغرفة تاركة برتقالي الشعر يسبح في أفكاره .
" هل هو بخير يا ترى ؟؟ يجب أن أذهب لتفقد حاله غداً " ضحك بحزن " إن استطعت .. "
ناكاهارا تشويا هو شاب فرنسي في الثامن عشر من عمره انضم إلى مافيا الميناء في ظروف غامضة و أسباب أكثر غموض و ها هو الآن قريب جداً من ترقيته إلى مستوى مدير تنفيذي .

استقام تشويا عن أريكته الدافئة و خرج إلى الشرفه ، كانت السماء تبكي و كأنها تطلب مِن مَن تغرغرت الدموع في عينيه أن يقلدها ، أخرج علبة سجائره و بدأ بالتدخين واحدة تلو الأخرى .
" هل تعتني به تلك الطبيبة جيداً .. سأقتلها إن لم تكن تفعل "

~~~

لم أستطع أن أكمل نومي في تلك الليله ، تلك الكوابيس المزعجه دائماً ما كانت ترافق نومي ... كم أتمنى أن تتوقف هذه الأحلام البغيضه .. لأني سأفقد عقلي بسببها قريباً هذا إن لم أكن فقدته منذ مدة .
أنا أشعر .. أشعر بالخوف ينهش صدري سيأتي الصباح قريباً و سيبدأ ذلك العجوز مسرحيته و تهديداته ، لا تزال آثار سكاكينه و أدواته الحادة على جسدي و لم تتوقف عن كونها مؤلمه جداً ، لكن لا بأس فجروحي ستشفى مع مرور الوقت لكن قلبه لن يشفى إن تقاعست و لو للحظة .
جاء الصباح لكن شمسه لم تكن ساطعه لتلك الدرجة فالغيوم كانت تحجبها ، ارتديت معطفي و قبعتي وغادرت المكتب باتجاه ذلك العجوز الخرف عاشق الاطفال ، طرقت الباب و دخلت .
" أيها الـ ... "
" هياااا~ إليز _تشاااان هذا الفستان فقط~~ "
" أريد الحلوى رينتارووووو~~"
" أيها الزعيم ...؟ "
" اووووه .. تشويا _كن ، كيف حالك؟~ "
" بخير .. إلى حد ما .. "
" هذا ليس جيداً ... هل تعذيبي أصبح ضعيف بسبب كبر سني ؟؟ " ثم تابع بدراميه حمقاء " هذا مؤسف "
" .... "
" كيف حال خائننا الأشقر؟؟ "
" بحال جيدة ... أعتقد .. "
" أمممم~ سيؤسفني أن أقول أنه ... "
" هل آذيته ؟؟ " قلت مقاطعاً بقلق و هلع و مئه ألف شعور آخر يسكن قلبي الذي بدأ بالارتجاف .
" جميل جميل .. تقاطعني و تصرخ في وجهي ، من الواضح أنك تحتاج للمزيد من التأديب "
' اللعنه .. ' شتمت نفسي داخلياً ، ما لعنة هذا المهووس بالضبط ؟؟ هل يستمتع بصوت الصراخ أو لون الدماء أو كلاهما ؟؟؟ و هو الاحتمال الأكبر ، يا تعاسة حياتي فقط لماذا تركت فرنسا ؟؟؟ .
" على كل حال .. بني العزيز ينتظرك في المكتب لقد تعبت أنامله الصغيرة من كتابه التقارير لذلك لا بأس بمساعدته "
" حسناً ، هل من شيء آخر ؟ "
" لا .. لا تفكر في تركه وحده لا أريد أن ينتهي الأمر بنجاح إحدى محاولات انتحاره "
أقسم لك أنها لن تنجح ، أيها العجوز الوغد فهو كقط بمئه روح وليس سبعه .
" فهمت سأغادر .. "
تركت تلك الغرفة المقرفة و اتجهت نحو من دعوته شريكي ، حسناً أنا لا أكرهه فعلياً فهو لا يعلم بأي شيء عن تصرفات والده المجنون ، لقد اعتبرني صديقاً حقاً و ليس نتاج لتجربه علميه بغيضة مؤلمة .. و في نفس الوقت لا أستطيع أن أتغاضى عن كونه السبب الأول أو ... الثاني فيما يحدث لي ، دخلت و كنت قد ارتديت قناع القوة .
" تشيبيييي _تشااااان~ أتيت أخيراً ؟؟ "
" أجل أتيت ... "
" كيف حالك أيها القزم البرتقالي ؟؟ "
" سيء .. لرؤية وجهك البغيض "
" تشو لئيم~ "
سحبت التقارير من بيني يديه ، اللعنه على كل شيء في هذا العالم منذ متى و هو يترك تقاريره و يؤجلها؟؟ واثق من أنها تخطت المئة ورقة .
" هل تريد مساعدتي ؟؟ "
" أجل ، لن أتناول الأوراق على الغداء "
" حسناً إذا .. أنت اكتب التقارير و أنا سأعد بعض القهوه الدافئه لكلينا ، لابد و أنك تشعر بالبرد "
" شكراً دازاي الوغد .. "
" ألم تتعلم طريقة الشكر بلطف أيها القزم الأحمق ؟؟ "
" عندما تتوقف عن تعني بألقابك الغبية أستطيع أن أشكرك بلطف أكبر "
" إذاً أنت تمتلك جانب لطيف "
" انقلع دازاي قبل أن أقتلع رأسك "
أجل أجل و كأنني أجرأ على فعلها ... ما حدث بعدها أن دازاي غادر المكتب بحجة أنه سيعد القهوه و أنا بقيد غارق في جبال تلك الأوراق و رغم كل تلك الجروح في ساعدي و الآلام المصاحبة لكل حركة أقوم بها تمكنت من إنهاء ما يقارب العشر تقارير و ذلك الانتحاري لم يعد بعد ، شعرت بشيء دافئ على يدي لأجد قطرات دماء قرمزيه تسيل منها وقد صبغت الأرض و ضماداتي البيضاء بلونها ، تباً لبؤسك يا أنا .. سأضطر لكتابه تلك الحماقات مجدداً لم يجد جرح ساعدي وقت لينفتح سوى الان أي حظ هذا الذي أملكه ؟؟؟؟ .
ذهبت نحو الحمام مسرعاً لأغسل ذراعي واااه ... هذا يحرق بشدة ضغط على شفتي السفلى لعلي أخفف هذا الألم البغيض ، انتهيت و لففت بعض الضمادات بشكل عشوائي عليها .. من قال أني طبيب أو ممرض ؟؟ ، عدت نحو المكتب و مسحت الدماء على الأرض و رميت تلك الأوراق في أقرب سله مهملات .
" تشوو تشووو لقد عدت مع القهوة اللذيذة "
" لماذا تأخرت أيها المخبول ؟؟ و ما هذا الوجه الشاحب ؟؟ ماذا فعلت بنفسك و اللعنه ؟؟؟ "
" وجه شاحب هاه .. تحدث عن نفسك يا رجل ، و ما فعلته ليس شيء جديد محاول انتحار فاشله .. "
" ياري ياري~~ محاولة انتحار ؟؟ "
ضرب صوته رأسي و شعرت بأطرافي تتجمد ، ياليت الأرض تنشق و تبلعني في هذه اللحظة .
" عزيزي دازاي ... اسبقني إلى العيادة "
" لا أمتلك القدرة على جدالك لذا .. حسناً سأذهب " و اختفى .
" يبدو أنك لم تتعلم من ما حدث قبل يومين صحيح ؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ألم أخبرك أن تبقي عينيك عليه ؟؟؟؟ "
" لقد ... "
" لا أحتاج أعذار .. نلتقي الساعة التاسعة في المساء "
ضغط على نفسي لكي لا أسمح لذلك السائل المالح بالانهمار من كلتا عيناي .. أمامه فقط . لكن فور مغادرته انهرت على الأرض و بدأت بالبكاء ليس مجدداً لقد تعبت .. تعبت جداً ماذا فعلت لأستحق هذا ؟؟؟ لم أطلب يوماً أن أمتلك ذلك الحقير الوغد و بالله عليكم من يطلب تعذيبه أيظنني سعيد باحتواء ذلك الشيء الذي انتزع مني لقب الإنسان ؟؟؟؟ .
لم أطلب سوى إنقاذه ، أين انسانيتكم التي تفتخرون بها أيها البشر ؟؟ لقد بدأت أشعر بالسعادة لكوني لم أعد واحد منكم .
أين أنت لتضمني إلى صدرك ، عندما أحتاجك لا أجدك أيها التافه .. تعال و أنقذني فقد ذقت ذرعاً من هذه الحياة ... اللعنه على كل من في هذه الأرض لتفنوا جميعاً تحت أنقاض حقدكم أيها الكاذبون المخادعون .
فهمت أن كل هذا البكاء لا جدوى منه .. لن يجلب لي سوى المزيد من الألم لذلك قررت الذهاب لرؤيته .. أعلم أنه لن يراني لكن لا بأس لم أتعب من وصف شكلي له بعد .. هذا ممتع رغم أنه مخيف .. فأنا دائما أشعر بالقلق من أن ينساني و ملامحي ليس هو الآخر .
أنهيت كل تلك التقارير مع صراع النزيف و الألم الذي لم يفارقني و غادرت نحو المنزل ذو الطابق الواحد ، طلاء أبيض مريح و أشجار من كل الانواع تزين أركان الحديقة ، طرقت و فتحت لي ممرضته الشخصية الباب .
" أهلاً بتشويا _كن ، لقد اشتاق إليك المنزل يا فتى "
" أجل .. لقد كان لدي بعض الأمور للاهتمام بها "
" هل أنت بخير ؟ ما بال شحوب وجهك ؟ "
" قبل أن تسألي عن حالي ، هل فيرلين ني نائم ؟؟ "
" لا ، إنه في غرفتة يستمع إلى بعض الكتب الالكترونيه "
" رائع "
دخلت المنزل و بعد عدة ممرات وصلت إلى غرفته دخلت دون استأذان مباشرة إلى حضنه الدافئ .
" تشويا هذا أنت .... اشتقت لك ، لما هذا الغياب عن المنزل ؟؟ "
" و أنا اشتقت لك أيضاً ... "
" أكرر ، لما كل هذا الغياب عن المنزل؟؟؟ "
" بعض الأعمال .. الأعمال فقط "
" أعمال إذاً ... ذلك العجوز يتعـ .. "
" أبداً البته و الان أيها الأخ المزعج دعني أنال قسط من النوم "
" هكذا و أنت تجلس علي كطفل في الخامسة ؟ "
" هل لديك مشكلة ؟؟ "
" بالطبع ليس لدي .. هيا يا صغيري اخلد إلى النوم ... "
" لا تجعلني أتعدى الثامنة "
" و لما؟ " و هو يربت على رأسي بلطف .
" لدي .. عمل .. عمل أقوم به "
" حسناً كما تريد .. "
غرقت في النوم لكن هذه المرة دون كوابيس و صراخ فأنا نائم
إلى جانبه الآن .

 " غرقت في النوم لكن هذه المرة دون كوابيس و صراخ فأنا نائم إلى جانبه الآن

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.

" فيرلين _سان ، أعلم أنه ليس من شأني لكن ... أخوك يخفي شيء عنك ... أنت لا تستطيع رؤيته لكنني أستطيع و بوضوح شاحب دائما و الضمادات تغطي يديه و لا أعتقد أنه بسبب المهام التي ينفذها فهو بعد كل شيء لا يقوم بالمهام كل يوم "
" أعلم هذا .. أستطيع الشعور أنه ليس بخير لكن .. إنه غامض و لا يرغب في أخباري عن أي شيء يخص المافيا و نفسه سوى بعض الاشياء التافهه التي بالفعل مللت من سماعها "
" هذا صعب .. "
" أجل ... "

~~~

طبع تشويا منذ كان صغيراً أنه يحتفظ بمشاعره لنفسه سواء مشاعر الحزن أو الفرح ، لا يظهر سوى جانبه القوي و لا يسمح لأحد أن يرى الجانب الضعيف منه رغم أنه حق الجميع و حاولت أن أشرح له أن الضعف ليس شيء يخجل الإنسان منه .. أخبرته أن الخجل يكمن في من لم يتجاوز ضعفه لكنه يأبى الاستماع ، كبرياءه سيقتلني فقط أريد أن أفهم ما بداخله .
شعرت بيده تتشبث بقميصي لكنها كانت ترتجف ، هل يشعر بالبرد ؟؟
" تشويا ؟ "
" ... "
لن أستطيع أن أتحرك لذلك اتخذت أسرع موقف .
" سينسي ... يوسانو _سينسي " ناديت على الممرضة .
" أجل ؟ "
" غطاء .. " قلت و أنا أشير إلى الذي يرتجف بين يدي .
" حسناً " و أحضرت لي غطاء .
و ضعته عليه و لكنه لم يترك قميصي و شأنه ، اههه قميصي الغالي ، كانت الساعة قد دقت لتشير إلى الثامنه إلّا خمس دقائق على ما أعتقد ، لذلك قررت أنه حان وقت الاستيقاظ فنكزت خده ..
" أيها الكسول استيقظ إنها الساعة التاسعه "
" دعـ ... ماذا ؟؟؟؟؟ التـ ... التاسعه ؟؟؟؟ أخبرتك .... " تحدث بهلع و رجفه واضحة في صوته .
" اهدأ اهدأ أنا أمزح معك .. " قاطعته .
ماذا أصابه بحق السماء؟؟؟ اعتقدت أنها لربما تكون مزحه لطيفة لكنه فقد صوابه بمجرد ظنه أنه تخطى الثامنه .
" أنت تبالغ فالتزام مواعيدك "
" هذا أفضل .. و أيضاً .... حسناً لا شيء إلى اللقاء فيرلين ني اعتني بنفسك "
مالذي يخفيه تماماً ؟؟؟ هذا يقلقني ...
" حسناً و أنت أيضاً اعتني بنفسك و حاول أن تأتي عندما تنهي عملك .. "
" لا أظن أني أستطيع لكن سأحاول "
" لا تضغط على نفسك .. "
" حاااضر ، وداعاً .. "
" لا تقل وداعاً بل إلى اللقاء " ابتسمت .
سمعت صوت إغلاق الباب و أعدت تشغيل كتابي لأكمل الاستماع له ...

To be continued

انتهى بـ 1558 كلمة .











 All this ... because of you !!حيث تعيش القصص. اكتشف الآن