السفينة الطائرة

9 2 0
                                    

يقولون أن الرياحَ تأتي بما لا تشتهي السفن ولكن ليستْ رياحُ هذا الصباحِ، فهذا الصباحُ رياحُه هادئةٌ وشمسُه دافئةٌ ولكن لا أحد يعلم إلى متى سيدوم ذلك، فالطقسُ مؤخرًا أصبح متقلبَ المزاجِ في لمحةٍ يتعكر صفوه وتبدأ الفوضى ولكن هذا الأمر قد أعتاده قاطنو هذه السفينة فهم يمكثون بها معظم أيام العام على مدار السنوات الأخيرة، فأصبحوا يملكون خبرة كافية تمكنّهم من التعامل في مثل هذه المواقف.
في الواقع هم ليسوا بحارة، هم أناسٌ قد ضاق بهم البر ُ فأتخذوا من المحيطِ سبيلًا لهم.
" صائدو أسماك "
ظاهريًا يبدون كذلك ولكن في الحقيقة هم صائدو أمورٍ أخرى
أموال، مصوغاتٍ، أي شيءٍ ذي قيمة
سيقومون بصيده، هم لم يرتقوا لرتبة القراصنة هم فقط حفنة من اللصوصِ، فور ما ترسي السفينة ينزلون منها ليبدأوا صيد فرائسهم، محفظة هذا، أسوارة تلك، حتى الدجاجات المسكينة لم تسلم منهم .
مَن على متن هذه السفينة رجالٌ تتراوح أعمارهم من سن المراهقة إلى الشيخوخة وفتاة شابة واحدة فقط هى " آيـلا " محبوبة الجميع يمكنكَ القول أنها هى العقل المدبر لجميع عمليات السطو الجماعية أما العمليات الفردية فهى دومًا تظفر بصيد الأسد.
كما أنها من القلائل الذين يمتلكون غرفة خاصة بهذه السفينة.
كل صباح وفور ما تستيقظ من نومها تقوم بالاطمئنان على صغارها
تقوم بقلبِ مرتبة سريرها المهترئة لتظهر حقيبة قماشية بأسفلها، تمتلء بالمشغولات الذهبية والعملات المعدنية والورقية، يبدو أن تلك الحقيبة هى خزنتها، أخذتها لتفتحها
وبدأتْ حديثها

" مرحبًا يا صغاري كيف حالكم ؟ ماذا ؟ هل تشعرون بالوحدة ؟ حسنًا لا تقلقوا سأحضر لكم رفاقًا جددًا اليوم، قوموا بتدفئة أنفسكم جيدًا الطقس يصبح باردًا شيئًا فشيئًا وأيضًا ..."

لم تكمل حديثها حتى سمعتْ طرقاتٍ قويةً على باب غرفتها وصوتًا غليظًا تعلم مَن صاحبه

" آيـلا ألم تستيقظي بعد ؟ "

أرتعد جسدها من الفزع، رغم حدوث ذلك كل صباح لازالتْ تفزع من هذا الأمرِ، أخبرته مرارًا أن يكون أكثر لطفًا عند إيقاظها ولكن هيهات

أستجمعتْ كلماتها لتجيبه سريعًا

' بلى، لقد فعلتْ '

" جيد أنتظركِ بالخارج "

غادرَ لتقوم هى وتحكم غلق الحقيبة على صغارها وتضعها حيثما كانت من ثَمَ أعادتْ المرتبة لمكانها مرة أخرى

' سُحقًا تلك المرتبة ثقيلة، ستقوم بكسر ظهري يومًا
هل عليَّ أن أقوم بسرقة واحدة أخرى ؟ '

انتهتْ من الأمر بعد عناء، قامتْ بتبديل ثيابها وعقدتْ رابطة شعرها وذهبتْ لهذا الاجتماع الصباحي .
خرجتْ لتبحثَ عنه فوجدته في مقدمة السفينة، كان رجلٌ في منتصف عقده الخامس
افتتحتْ الحديث معه مازحةً

آيــلا حيث تعيش القصص. اكتشف الآن