"أخاف أن أحبك جداً فأفتقدك ثم أتألم،
وأخاف أيضاً ألا أحبك فتضيع فرصة الحب فأندم،
أخبرني كيف أحبك بلا ألم ، وكيف لا أحبك بلا ندم".لـِ نزار قباني.
"مؤلم أن تسير بجانب الحائط مبتعداً عن المشاكل؛
فيسقط عليك الحائط نفسه".لـِ عبد الوهاب الرفاعي.
...........................................
وقفت "إيمان" من مجلسها ،ثم نظرت لأختها التي نحفت وتبدلت لأخرى ، كانت نظراتها خليط من الإشتياق والحزن،كادت أن تحتضنها،لكن "نجوي" ابتعدت بجسدها عنها ،ثم قالت لها بنبرة جامدة:-دا كان قبل ما بنتك تعمل الـ عملته دا يا "إيمان"...!
-وأنا ذنبي ايه يا "نجوي"، ابنك زيه زي أي عريس ،اتقدم لبنت ورفضته،هي لو بنت غريبة،كنت هتقابلي مامتها كدا....؟!
أجابتها بنبرة حادة ومنفعلة:
-دي حاجة تانية ،أنتِ أختي وهي بنتك ،وأنتِ غلطانة لو كنت يوم ما قالك أنا طالب إيد "رودينا " قولتيله لأ انت ابن أختي وأنا خايفة علي مشاعرك ،وأنت عارفة إن بنتك هترفضه ،ما كنش علق نفسه بـ وهم ،لكن أنت قولتيله سبنا نفكر،وبعدين..!
ابني سابني وسافر وبنتك قاعدة معاكي عادي ولا علي بالها ،أنا عارفة إن ابني بيتواصل معاكي ،رغم الـ حصل ،بس أنا مش هقدر دلوقتي،علي الأقل لما أشوفه قدام عيني تاني.نظرت لها بنظرة حزن،ولم تستطع أن ترد عليها ،هي أم متألمة من أجل ابنها،ولها الحق فيما تفعله ، ودعت "جيهان" ،وباركت لها مرة أخري،ثم أخذت ابنتها ورحلتا من المنزل.
بعد مغادرة"إيمان" جلست علي أقرب كرسي لها ،ثم أخذت تبكي ،علي ما وصلتا إليه من حال ،فقد مات والدهما عندما كانتا في أشد الحاجة له،وبالرغم من كبر سن "نجوي" عن شقيقتها ،إلا أن "إيمان" كانت تحتويها دائما وكأنها هي الكبيرة ،وبعد وفاة زوجها هي من ساعدتها في تربية ابنائها.
جلست "رزان" بجانبها ،ثم قالت:
-أنا يا ماما،لو أعرف إنك هتشوفوا بعض ،كنت خليتك برة شوية كمان،أنا كنت فكراها مشيت،وكمان حكاية إن احنا هنقعد شوية كمان دي ،لخبطتني أكتر.
ربتت "نجوي" علي فخذ ابنتها ،ثم قالت لها :
-عادي يا حبيبتي ،دا قدرومكتوب ،وأكيد كنا هنتقابل في أي حاجة ،المشكلة إني لسه مش مؤهلة إني أكلمها تاني عادي ،أنا عارفة إنها ملهاش ذنب ،ولا بنتها ،بس أنا بقول كدا من قهرتي علي ابني،قومِ يالا ،ادخلِ المطبخ وأنا جاية وراكي علشان نعمل العشا لجوز أختك وبنتها.
............................................
بعد عودتهما من منزل ابنة خالتها ،اتجهت والدتها نحو المرحاض ،توضأت ثم اتجهت نحو غرفتها ،ولم تتكلم ولو بكلمة واحدة،كانت "رودينا" تشعر بالقلق حيال ذلك ،فوالدتها مريضة السكري ،ومن أقل شئ يرتفع ، طرقت علي باب الغرفة ،فأذنت لها والدتها بالدخول التي كانت للتو أنهت صلاتها ، ومن ثم جلست علي الفراش الخاص بها استعداداً للنوم، جلست "رودينا" علي كرسي الـسرَّاحة"التسريحة" ،ثم نظرت لوالدتها مستفهمة عن سبب صمتها:
YOU ARE READING
"القطار ٢٠١" ©
Randomلكل مرحلة في حياتنا "فرصة"،أغتنمها وكأنها الفرصة الأخيرة. #القطار ٢٠١.