39/"𝓡𝓮𝓬𝓸𝓰𝓷𝓲𝓽𝓲𝓸𝓷"

31 3 0
                                    

أحببته، وفي القلب شوق لا يُقال 
كتمتُ حُبًّا في الأعماق كالسراب الجوال 
أخفيتُه بين طيّات النبض والخطى 
كي لا يراه العالم فيرتجف الخيال 

أراه في الصمت حين تشتاق العيون 
وأرتحل إليه في الأحلام والظنون 
لكنني، رغم القلب المتيم 
لن أعترف، سأظل صامتًا في السكون

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

الفصل التاسع والثلاثون:اعتراف

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

"لم تأتي إلي منذ زمن..."

الكلمات ترددت في عقلها كصفعة مباغتة، كأنها سُمّ تسلل إلى دمائها وجعلها ترتجف بغضب وقهر.

نهضت من كرسيها بسرعة حتى كادت توقعه أرضًا، كانت أنفاسها تتسارع، وعيناها متسعتان بصدمة لم تتوقعها.

"لم تأتي إلي منذ زمن؟! ماذا يعني هذا بالضبط؟!"

بدأت تمشي في الغرفة بخطوات غير منتظمة، أصابعها تضغط على جبينها وكأنها تحاول استخراج الحقيقة بالقوة.

"إيزابيلا كانت تأتي إليه؟ أم أنه هو من كان يذهب إليها؟! لم تأتِ إليه منذ زمن... هل يعني أنها كانت تأتي إليه بانتظام؟!"

شهقت فجأة، وكأن الهواء قد انقطع عنها للحظة، ثم وضعت يدها على فمها بعنف، وصوتها خرج هامسًا وكأنه محرم عليها نطق الكلمات:

"يا إلهي... هل كان يضاجعها؟!"

ارتجفت، جسدها أصيب بقشعريرة غريبة بين الصدمة والاشمئزاز، وعقلها بدأ يتخيل صورًا لم تكن تريد أن تراها. أديب... وإيزابيلا... معًا...

"لا، لا، لا، مستحيل، هذا لا يمكن أن يحدث! هذا لا يمكن أن يكون حقيقيًا! اللعنة عليها! اللعنة عليهما معًا!"

ضربت الطاولة أمامها بعنف، فوقعت إحدى الكؤوس على الأرض وتحطمت، لكن لم تهتم، بل زادها ذلك غضبًا.

"أديب... أيها الوغد! كيف تجرؤ؟! هل كنت تلعب على حبلين؟ هل كنت تخدعني طوال هذا الوقت؟!"

ثم تراجعت قليلًا، نظرتها امتلأت بشيء أشد خطورة… الشك.

"أو ربما... هل يمكن أن تكون ماريا ابنتهما؟!"

شعرت وكأنها سقطت في هاوية لا نهاية لها، فكرة وجود ابنة تجمع بين أديب وإيزابيلا جعلت دماءها تغلي كالنار.

"لا… لا أريد حتى التفكير في هذا الاحتمال… هذا مقزز… هذا غير ممكن!"

لكن ماذا لو كان ذلك صحيحًا؟ ماذا لو أن أديب كان يخفي الأمر عنها؟ لماذا لم يخبرها؟ لماذا لم يعترف؟

ADIB II أَدِيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن