Part_06_كابوس سراب

13 10 1
                                    

...

احيانا الصبر على مشقة له شفاء و احيانا الصبر على عناء يصبح سقما دون شفاء...

تغيرت ملامحي فورا بضغط الميم على الشفاه فظللت انظر ببرود قاتل و بملامح مظلمة على هاتفي الذي تحمله يدي المشحونة...
و مندون اي تأكيد فباستار بطبيعة الحال توقف عن مزاحه اللعين يرمقني بقلق طفيف على ملامحه الحذرة و الجدية...

حينها كنت افكر بشيء واحد كالمختلة...

'اذا كسرت هاتفي و شريحة اتصالي و مزقت بطاقة تعريفي و هربت الى البراري...
أستنتهي هذه المهزلة يا ترى؟'

حينها اجابني ضميري بشيء واحد كالعاقل...

'لا... و الف لا'

لصبر الإنسان حدود لكن صبري تخطى الحدود... اشعر بالإختناق حقا كما أشعر بأن دماغي سينفجر حتما...

هااااا هووووف....

شهيق زفير...

لا بأس فلتتنفسي... كل شيء سيكون على ما يرام... سنتخطى كل شيء و سنتجاوز هذه الدرامة اللعينة...
كل شيء سيكون بخير... سيأتي يوم جديد و ينتهي كل هذا.... سنتجاهل المهملات التي رميناها في الماضي و سنعيش يومنا...

هاااااا هوووووف....

ابتلعت لعابي التي تجمع في حلقي و اغمضت عيناي استرخي ثم تنفست بعمق اتنهد...

تبا...
هو حقا لا يمل من ازعاجي أو اكراهي لعيش حياتي عبثا... بت اصدق ان استهدافه لحياتي هو اساس عيشه... ربما سأصدق اذا قال احدهم انني لقمة عيشه فهو لا يكف حتى عن ذلك اذا ما قرر البدء بذلك...

تنهدت مرة اخرى ففتحت عيناي المنهكتان من الظلمة...
رغم ان النهار قد افرج عن حلته من خلال الستائر التي تمنع ولوج ضوئه من النوافد المغلقة التي تزين حائط السلالم الإ أنني قادرة على شم نسمات الهواء من هنا...

من الجميل أن احظى بيوم مشمس كهذا في بستان اخضر تملؤه الورود رفقة نسمات الرياح العليلة و زقزقة العصافير المريحة... يوم اكون فيه مرتاحة البال من هذه العقبة المنذرة بشؤم الصباح... ربما عندما اموت؟
لا أدري...

و لكني ادري انه يريد اسباق اجلي قبل اوانه و دليل ذلك هو اتصالاته التي لم تصمت عن كتمانها طوال 13 يوما اضافة لهذه الليلة العنيدة...

ليس كمن يريد موتي قبل ان يحقق اي فائدة مني...
كوني'بلا فائدة ترجى مني منذ ولادتي'
لأن سورالين في حياتها لم تكن ذا فائدة لأي احد كان او سيكون... و لهذا يريدني...
لن يستغني عني الإ اذا احرزت له فائدة ترجى...

 Orchid flower /زهرة الاوركيدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن