بارت⁸ لـِ«ما بـين الحُب والحرب»

29 1 8
                                    

"ما بـين الحُب والحرب."
"البارت التامن."

                   "شطرة من نيران"
        ________________

سيسكُن الليلُ
ويهدأ ضجيجُ الكونِ 
ويتمايزُ الناسُ بينَ نائمٍ وساهرٍ
غافلٍ وذاكر
كسولٍ ومثابِر
رجلٌ يؤثرُ راحة الدنيا .. وآخرُ يبتغي نعيمَ الآخرة
عبدٌ لمْ يُدركْ عظمةَ الأنسِ بالرحمنِ ..
وعبدٌ تهيأ لاستقباله
لاهٍ جفّ دمعه وقسا قلبه وغفلتْ جوارحه
وفطِنٌ انهمرَ دمعه وذابَ قلبه وخشعتْ جوارحه
فأيّهما أنت ؟!

_____________________

"كُل الذين صبروا جُبروا بأشد ما ترجو قلوبهم"

على أحدى البنايات العالية، كان هُناك شخصًا يُمسك بأحدى القناصات وهو يُصوب ناحية أعضاء الفريق، أركز النقطة الحمراء على أحدى الظُباط، ضغط على الزناد وهو يبتسم بـِشر لتنطلق منهُ رصاصه داوى صوتُها في الأرجاء، وأخترقت صدرها فوقعت أرضًا من شدة أرتطامها بها، توجهت الأنظار أليها، أتسعت أعينه بصدمة ألجمت لسانه، وكأن أحدهم سكب فوقه ماء بارد في أحدى ليالي ديسمبر الباردة، ليصرخ بأسمها وهو يركض في أتجاهها بنبرة مليئة بالخوف:
" فــتــــــــــــــون! "

أنسحبت الدِماء من أجسادهم جميعًا وهم يرون صديقتهم غارقةٍ في بركة من الدِماء، أقترب منها بـِسُرعة ووضع رأسها على قدمه، بينما هي كانت تنظُر للاشيء في الفراغ، لم تعُد مُدركةً ما يحدث حولها، تشوشت الرؤية لديها وأغمضت أعيُنها مُستسلمةً لتلك الغيمة السوداء التى عصفت بها وأخذتها الي مكان بعيد، صرخ "زين" بصوت عالً وهتف بنبرة أمرهّ:
" أتصلوا بالأسعاف بــِســــــرعة "

وقف "مُحسن" على قدميه وحملها بين منكبيه، يُطالعها بخوف من خسارتها وهتف بنبرة حاول التحكم في ثباتها لكي لا يرى أحداً ضعفه:
" أحنا لسه هنستنا الأسعاف هات العربيه بسرعه يا زين "

حرك رأسه مُجيباً وذهب مُسرعًا لأحضار السيارة، وضعها ببطىء على المقعد الخلفي، وجميع أوصاله ترتجف والعرق يتصبب من رأسهِ بـكثرة، صعد بجانب "زين" وأنطلقوا في طريقهم الي المُستشفى.

بعد مُدة وصلوا الي وجهتهم، تَرجل من السيارة وحملها بين ذِراعيه المُرتجفة، ودلف بها الي المستشفى ووضعها على الحاملة بـِمساعدة المُمرضين وأتجهوا بها الي غُرفة العمليات، أقترب منهم "غيث" بأستغراب من وجودهم وهتف بنبرة قلقة:
" زين أنتو كويسين، بتعملو أيه هنا "

أقترب منه "مُحسن" يـُطالعهُ بنظرات ترجي وهتف بنبرة مُتحشرجه:
" غـ... غيث، فـتون أنضربت بالنار، أنقذها عشان خاطري، هي هتعيش صح، طمني بالله عليك، هـ... "

بتر حديثه وهو يُطمئنه بكلامه قائلاً:
" أهدا متخافش أنا هعمل كل جُهدي، بأذن الله هتكون كويسه، أهدوا متقلقوش خير أن شاء الله "

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 19 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ما بـين الحُـب والحـرب « شطرة من نيران» حيث تعيش القصص. اكتشف الآن