في صباح اليوم التالي استيقظ المحقق أرسين ثم مدد جسده ونظر إلى الجانب الآخر من السرير حيث لا يوجد احد وحينها تنهد ثم رفع رجليه إلى الأعلى وفرقع مفاصل ظهره ثم أنزل رجليه بسرعةٍ كبيرةً وضرب بها السرير فارتدت ساقيه وتشقلب إلى الخلف فوقف على السرير ثم نزل من السرير ومشى إلى المطبخ وحضر قهوته المعتادة ثم بدل ملابسه وأخذ قهوته وخرج من المنزل ليقابل أمامه جارته هيلي تلك العجوز الطيبة فنظر إليها ثم قال: مجددًا صباح الخير أيتها العجوز الخالدة
ضحكت هيلي ثم قالت: كيف حالك اليوم يا أرسين؟
تنهد أرسين ثم قال: تم تكليفي بقضية شاربي نبيذ البشر
قالت هيلي: هل أنت الوحيد الذي يعمل عليها
قال أرسين: أجل، أعتقد انهم أرادوا معاقبتي للتهرب من الكثير من القضايا التافهة
قالت هيلي: أنت ذكيٌ جدًا، لمَ تتهرب من القضايا
قال أرسين: أعلم يقينًا أنني ذكي، لكنها تافهة
ضحكت هيلي ثم قالت: هل تعتقد أنهم سيشربون دمي؟
قال أرسين: أنا متأكدٌ من أنهم سيشربون وقود شاحناتٍ بدلًا من شرب دمك، فقد انتهت صلاحية دمك
ضحكت هيلي بشدة ثم قالت: أنت من سيقتلني أيها الأحمق، فأنت تضحكني بشدة
قال أرسين: ومع ذلك لا تزالين حية
قالت هيلي: أكثر ما أحبه بك هو صراحتك المبالغ بها
قال أرسين: يبدو أنك الوحيدة يا أيتها العجوز الشمطاء منحنية الظهر
قالت هيلي: والآن اذهب بسرعةٍ، لن تحل القضية نفسها
قال أرسين: حسنًا، يبدو أنك اكتفيتِ من صراحتي المبالغ بها لهذا اليوم
قالت هيلي: إلى حدٍ ما
ضحك أرسين ثم قال: أراكِ لاحقًا، احرصي على أن تموتي
ركب أرسين سيارته ثم أدار محركها وانطلق نحو مركز الشرطة وبينما كان يقود سيارته قال مخاطبًا نفسه: تلك العجوز إنها طيبةٌ حقًا، والوحيدة التي تحب شخصيتي كما هي... على كل حال، لو كنتُ اهتم للبشرية لكنتُ غيرتُ شخصيتي منذُ زمنٍ بعيد...
في الجهة الأخرى كان ادم جالسًا على كرسيه بينما كان أمامه جهازه اللوحي حيث كان ينظر إلى شاشته بتركيزٍ منقطع النظير وفجأةً طرق أحدهم باب غرفته فأقفل ادم الجهاز اللوحي وأمسك بهاتفه فدخلت أمه وقالت: كيف هو استعدادك للذهاب إلى الكلية
قال ادم: إلى حدٍ ما مستعد...
ردت أمه: هل حزمت أمتعتك؟
رد ادم: اجل
قالت أمه: حسنًا، استعد فوالدك سيأخذك إلى الجامعة
تنهد ادم ثم قال: لا ليس والدي أرجوك