داخل القطار السابع، على السكة الغربية غرب حدود العاصمة، المتجه إلى دوقية كينجي إيابا، خرج ببطء من مقطورته، متوجهًا نحو الحمامات. الظلام يحيط به، لكنه يسير بخطى هادئة وثابتة. دخل الحمام ووقف أمام المغسلة، ثم مد يده نحو الصنبور وفتح الماء. فارتفع صوت الخرير الناعم للماء المتدفق.
انتظر بصبر، يشاهد الماء يملأ الحوض من خلال نظارته الدائرية، مستندًا بيديه على حافتي الحوض الرخامي. ثم توقف تدفق الماء فجأة، وارتعش سطح المياه، يتذبذب بهدوء. وبدأت تتشكل صورة غير واضحة على سطح الماء، كأنها انعكاس لشخص ما، ولكن تفاصيله كانت مشوشة ومبهمة بسبب حركة الماء المستمرة.
«جوناس؟»
صدر الصوت عميقاً، كما لو أنه يأتي من مكان غائر وبعيد جداً، وبدى أن مصدره انعكاس الشخص على سطح الماء.
«إنه يتذكر حيواته السابقة.»
إنه يرفضني.
إنه يتخلى عني.
الصوت في داخلي يستمر في السخرية، ولم يكن لدي سبب للدفاع. حاولت أن أفكر في العكس، قلت إذا طرق بابي لاصطحابي، فذلك سبب. لكنني أتخطى الدرج واحداً تلو الآخر، وحيدة في طريقي إلى العربة. تنهدت سينا عميقاً: لقد غادر حتماً.
«سيدتي!»
نظرت سينا إلى سيفي الواقف جانباً، ثم تحركت ببصرها. عندها ومضت عيناها بدهشة وتجمدت حدقتاها، بقي بصرها ثابتاً تنظر إلى كيران الجالس داخل العربة مرتدياً طقمه العسكري الأبيض، وقلبها يدب بقوة عنيفة داخل قفصها الصدري، ويكاد يحطمه بينما تشاهده يترجل من العربة بلياقة. تراجعت سينا خطوة نحو الخلف، تبصره يخطو نحوها ويتوقف أمامها.
«هل نذهب؟»
خفضت حديقتيها تنظر في يده الغارقة داخل قفازه الحلدي الأسود، ممدودة في اتجاهها.
ما هذا؟
لم هو هنا؟
هل من العادي طرح هذا السؤال؟
«اعتقدت أنك غادرت أبكر.»
«لن تبدو الصورة جيدة.»
«أوه!»
ومضت عيناها بإدراك.
صحيح!
ذبلت روحها بخيبة. لهذا السبب. رفعت يدها تحط بها على خاصته، فأمسكها، ثم استدار يخطو رفقتها صوب العربة وساعدها على الركوب.
أنت تقرأ
شمس أوستن
Viễn tưởngلَقَد رَاوَدنِي حُلْم ، كَانَ هُنَاك شَخْصٌ بأَحَاسِيسَ مُلبَّدةٍ مُظْلِمَةٍ ، لَمْ أسْتَطِعْ رُؤيَةَ مَلامِح وَجهِه بِوضُوحٍ لكِنَّنيِ أَذكُر أنَّ لدَيهِ عَيْنَينِ زَرْقَاوَيْنِ تُصبِحَانِ أكْثَرَ بَريِقًا مَع كُلِّ خُطوَةٍ يَخطُوهَا نَحْوِي حَامِل...