41/"𝓣𝓪𝓷𝓰𝓵𝓮𝓭 𝓽𝓱𝓻𝓮𝓪𝓭𝓼 𝓸𝓯 𝓯𝓪𝓽𝓮"

28 2 0
                                    

قراءة ممتعة

الفصل الواحد و الاربعون: خيوط القدر المتشابكة

كان آدم قد أنهى للتو سرد تفاصيل ماضي أديب لسيلينا، لكنها شعرت وكأن عقارب الساعة توقفت منذ تلك اللحظة التي سمعت فيها القصة.

كل شيء تجمد، العالم أصبح صامتًا.

صوت آدم الذي كان يتحدث قد تحول إلى صدى بعيد، بينما كلماته تعصف بذهنها بشكل متكرر.

"أيعني... أن وولف مات بسببي؟"

همست بصوت خافت، بالكاد قادرة على إخراج الكلمات.

كانت مشاعر الذنب تلتهمها ببطء.

كل لحظة قضتها تحاول الفرار من ألمها الشخصي، لم تكن تعلم أن هناك من كان يدفع الثمن.

كانت غارقة في أفكارها، وهي تحاول استيعاب أن أديب قد خاطر بكل شيء من أجلها، وأن وولف دفع حياته ثمناً لذلك.

التفتت إلى آدم، عينيها تمتلئ بالدموع.

"أديب... هو من أوصلني إلى المستشفى؟"

سألت وهي تكاد لا تصدق ما سمعته.

كان هناك في أسوأ لحظاتها، بينما هي لم تكن تعلم.

كيف يمكن لشخص أن يضع حياته على المحك من أجلها؟ بل وكيف يمكن أن يموت شخص آخر في تلك العملية؟

آدم أومأ برأسه ببطء، وكان يستطيع رؤية الألم الذي يشتعل داخلها.

"نعم، سيلينا. هو من أنقذك. ولكنه في نفس الوقت... خاطر بكل شيء."

لم تستطع أن تمنع الدموع من الانهيار.

جلست على حافة الكرسي، يداها تغطي وجهها وكأنها تحاول إخفاء الحزن الذي كان يغلي في صدرها.

"لماذا؟"

تساءلت بصوت مرتعش.

"لماذا خاطر بحياته؟ لماذا وولف كان عليه أن يموت؟"

كانت أفكارها تتسابق، تصطدم ببعضها بعضاً دون أن تجد طريقاً واضحاً.

كانت تتنفس بصعوبة، غير قادرة على التماسك.

كيف يمكنها أن تحمل ثقل كل هذا الذنب؟

ثم جاءت الحقيقة الأخرى التي كانت أشد وقعًا على قلبها، وهي الحقيقة المتعلقة بالعصابة ونظامها المميت.

"أول مهمة لكم..."

ترددت الكلمات في عقلها، وكأنها تحاول استيعابها.

"لقد قتلتم أناسا في سن صغيرة ؟"

سألت بصوت متقطع، وكأنها تحاول التأكد مما سمعته.

آدم نظر إليها بنظرة مليئة بالشفقة،

"نعم، سيلينا. هذا هو العالم الذي وجدنا أنفسنا فيه. لا يوجد طريق آخر في تلك العصابة. كل من يدخلها يجب أن يتعامل مع الدماء... ومع الموت."

"أديب"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن