41/"𝓣𝓪𝓷𝓰𝓵𝓮𝓭 𝓽𝓱𝓻𝓮𝓪𝓭𝓼 𝓸𝓯 𝓯𝓪𝓽𝓮"

36 4 0
                                    

"أخي الذنبُ قد لفني في دجى الليل 
وبصماتُ أسى تلوحُ في كلّ سبيل 
أعاتبُ نفسي في كلّ حين 
تدور في رأسي كالموج البعيد 

لِمَ تلهو يا قلبي في ظلال الغفلة؟ 
تُنسى الحقائق وتغفل العبرة 
تجرّني خطواتُ الخطأ إلى جحيمٍ 
تُفصِّل لي ثوب اللوم والندم 

يا بناتِ الحزن، زفّوا نعيَ الروح 
عزفتُ لحن الفراق بأكبرِ الجروح 
كيف السبيل إلى سكونٍ يهدي 
وفي القلب من الألم شلالٌ يجري 

لكن في طياتِ الذنب انبعاثُ أمل 
لعلها توبةٌ تُشرقُ كالشمس في المحل 
أحاول أن أستعيدَ لنفسي العافية 
وأُحافظ على روحي من آهاتِ المأساة"

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

الفصل الواحد و الاربعون: خيوط القدر المتشابكة

↠↠↠↠↠↠↠↠↠

كان الصمت أكثر قسوة من الحقيقة نفسها. سيلينا جلست هناك، عيناها تحدقان في الفراغ، وكأن عقلها يحاول استيعاب ما سمعته.

لم تعد تسمع آدم، لم تعد ترى المكان من حولها، كل ما كانت تشعر به هو ذلك الثقل الجاثم على صدرها، يضغط على روحها، يخنقها ببطء.

همست، بصوت بالكاد خرج من بين شفتيها المرتعشتين:
"وولف... مات بسببي؟"

لكنها لم تكن بحاجة إلى إجابة، فقد كان الجواب يضربها كالسياط في عقلها.

كيف لم تدرك؟

كيف عاشت كل هذا الوقت دون أن تعرف الحقيقة؟

لم يكن هناك أي مهرب، الذنب كان ينهشها كوحش مفترس.

ضحكت بسخرية، ضحكة مختنقة، وكأنها تستهزئ بنفسها.
"ياللسخرية... ظننت أنني الضحية الوحيدة في هذه القصة، لكنني لم أكن سوى كارثة تمشي على قدمين."

رفعت رأسها، نظرت إلى آدم، عيناها متورمتان لكنها لم تكن تبكي بصوت مسموع، كانت دموعها صامتة، تنساب ببطء، تحمل معها كل الصدمة والحزن والكره... كرهها لنفسها.

"أديب..." ابتلعت ريقها بصعوبة، وكأن الكلمات تخنقها. "أخبترني أنه كان معي... أنه أوصلني إلى المستشفى؟"

أومأ آدم برأسه ببطء، لم يقل شيئًا، لأنه لم يكن هناك شيء يمكن أن يقال. الحقيقة وحدها كانت أكثر من كافية لتكسرها.

"أديب... اللعنة عليه!" فجأة صرخت، رمت الوسادة التي كانت بجانبها بعنف، وكأنها تحاول تفريغ غضبها بأي طريقة. "لماذا؟ لماذا يفعل هذا؟ لماذا يخاطر بحياته من أجلي؟ من أنا لأكون سببا في موت شخص آخر؟"

ADIB II أَدِيبحيث تعيش القصص. اكتشف الآن