كانتِ النَّظراتُ اللَّزِجةُ والحادَّةُ كأنَّها تُثْقِلُ جَسَدَها بالكامل. لم تَكُن تجرؤُ بالطبعِ على الالتفات. لقد شعرت وكأنَّ قلبَها سيقفزُ خارجَ صدرِها.
أغلقت راشيل بفمِها بكلتا يديها وانكمشت على نفسِها.
'تظاهر بأنكَ لا تراني، أرجوك..'
كم مِن الوقتِ مَضى؟ في الحقيقة، لم يَكُن سوى بضعِ دقائق، لكنها بدت لها وكأنها دهور. بعدَ صمتٍ طويلٍ ومخيف، بدأت خطواتٌ غيرُ مباليةٍ تدوي ببطءٍ من جديد.
حتى بعد أن امتزجت أصواتُ الضحكِ مع الخطواتِ، لم تستطعْ راشيل الوقوف.
كان الأمرُ يتطلبُ بعضَ الوقتِ حتى تعودَ القوةُ إلى ساقيها.بعد فترةٍ من الانكماش، زحفت راشيل بوجهٍ شاحبٍ على الدَّرج.
'يجب أن أعودَ إلى الغرفة. إذا تأخرتُ أكثر، وإذا أمسكوا بي، لا أعرفُ ما الذي سيحدث.'
لم يكن الوصولُ إلى الطابقِ الثالثِ صعبًا. لم تواجهْ ذلك الكائنَ المخيفَ مرةً أخرى.
لكنَّ راشيل كانت مضطرةً لمواجهةِ مشكلةٍ جديدة.من الطابقِ الثالثِ أيضًا، كانت تترددُ أصواتُ الخطواتِ والضحكاتِ وغيرها من الضجيج.
'ماذا أفعلُ الآن؟'
جلستْ بجانبِ الدَّرجِ وأخذتْ تنظرُ حولها. بالطبع، لم يكن هناك أيُّ ضوءٍ كما كان يُقال في تعليماتِ برتراند.
"ماذا عليَّ أن أفعل؟"
بسببِ الخوفِ الذي اجتاحها، لم تستطع التفكيرَ بوضوح. أسندتْ رأسها إلى الحائط.
لكي تعودَ إلى غرفتها، كان عليها أن تمرَّ عبر ممرِّ الطابقِ الثالث. لكن في الممرِّ كانوا "هم" متواجدين. هل يمكنها الركضُ إلى الغرفةِ دون أن يمسكوا بها؟
"أنا مُرْهَقة...."
كانت تعلمُ منذ زمنٍ أنَّ هذا القصرَ يحتوي شيئًا غريبًا. ومرتْ بتجاربٍ خطيرةٍ عدة مرات.
ولكن خلال الشهرين الماضيين، لم تشعرْ بالخطرِ قريبًا وواضحًا كما هو الآن.
أدركتْ راشيل بوضوحٍ أن ما كانت تعرفه عن هذا القصرِ كان مجرد جزءٍ ضئيل.
هذا القصرُ خطِر، أكثرَ مما كانت تتوقع.كان ذلك إدراكًا غيرَ مرحبٍ به على الإطلاق.
كانت تحدق في السقف بلا قوة، ثم فجأةً نقلتْ نظرها إلى اللوحةِ المعلقةِ فوق رأسها. كانت لوحةً مألوفةً، رُسمت قبل حوالي 300 عام، تُصَوِّر وليمةً للآلهة...
أنت تقرأ
مرحبًا بكَ فـي قصرِ الورودِ 🥀
Random"مرحباً بكِ في القبرِ الأكثر عطورةً في العالم، يا آنسة راشيل هوارد. دعينا نصنع جثةً جيدة معاً."