البارت الأول

53 5 5
                                    

في أحد منازل القاهرة كانت هناك سيدة تُدعى أسماء تصرخ وهي تحاول إيقاظ ابنتها وابنة أختها حتى لا تتأخرا عن الجامعة فاستيقظت ابنتها ليليان التي تدرس بكلية الآداب وتملك من العمر عشرين عاماً وتمتلك بشرة حليبية وعينين باللون البني وشعراً بنياً طويلاً مسترسلاً وقالت لها بضيق: خلاص يا ماما صحيت
أسماء بغضب: روحي صحّي لي غراب الشوم إللي لسه نايمة دي
ليليان بضحك: ممكن أعرف يا ماما أنتِ لى بتقولي لغسق يا غراب الشوم دايماً
أسماء بغضب: غراب لإنها فحمة وشوم لإن أمها ماتت وهي بتولدها وبسببها اضطريت أتجوز أبوها عشان أعوّضها عن أمها واختاروني أنا بالذات لإني خالتها ومش هيلاقوا واحدة تخاف عليها أكتر مني وأبوكِ مات بعد ما ولدتِك وسابني أربيكم أنتم الاتنين لوحدي وما اختارتش الطريق السهل إني أتجوز بعده لإني بخاف عليكم ومش عايزة أدخل راجل غريب وسطكم
ليليان بابتسامة: ربنا يخلّيكي لينا يا مامي
أسماء بابتسامة: ويخليكم ليا يا حبيبتي يلا روحي صحّيها
ليليان بابتسامة: حاضر
وتركتها ودلفت لغرفة غسق التي كانت نائمة بعمق فركضت نحوها وجلست بجانبها وأخذت تدغدغها من خصرها فاستيقظت غسق وهي تضحك بشدة وتحاول إبعاد ليليان عنها وهي تقول لها: خلاص يا لي لي صحيت والله خلاص
ليليان بابتسامة: ما كانوش ساعتين سهرتيهم للمذاكرة يعملوا فيكِ كده يا حضرة الباشمهندسة
غسق بابتسامة: هندسة كوم وآخر سنة فيها كوم تاني خالص
ليليان بابتسامة: ربنا يعينِك يا حبيبتي يلا عشان اتأخرنا
غسق بابتسامة: مش ناوية تلبسي الحجاب بقى
ليليان بابتسامة: لا أنا إللي مش عارفة أنتِ لابساه بدري أوي كده لى ما تعيشي سنِك يا بنتي
غسق بابتسامة: أنا مبسوطة بالحجاب وعلى فكرة أنتِ محتاجاه أكتر مني عشان يداري جمالِك إللي يقدر يفتن أي حد
ليليان بابتسامة: أنتِ كمان يا غسق جميلة أوي من جواكِ وصدّقيني إللي هيشوف بياض قلبِك مش هيفرق معاه سمارِك يا بخت إللي هيتجوزِك بيكِ يا غسق لإنه هيكون أخد جمال الدنيا الحقيقي
غسق بابتسامة: حبيبتي يا لي لي والله أنتِ الوحيدة إللي بتعطيني ثقة في نفسي
ليليان بابتسامة: وأنتِ سندي وقت ما أميل يا حبيبتي ربنا يخلّينا لبعض ولا يحرمنا من بعض أبداً
غسق بابتسامة: يا رب اللهم آمين يا لي لي يلا عشان اتأخرنا على الجامعة
ليليان بابتسامة: يلا
وبعد قليل وصلتا للجامعة ودلفت كل منهما لمدرجها
عند غسق كانت تنظر لزميلها مروان الذي كان يجلس مع فتاة جميلة ويضحكان فقالت بحزن: يا ريتك تحبني ربع الحب إللي شايلاهولك في قلبي يا مروان
بوقت الاستراحة ذهبت غسق للكافتيريا ووجدت مروان ينظر إليها بابتسامة فتجاهلته فنظر إليها باستغراب فقال له صديقه بابتسامة: تستاهل. أنت يا بني مش شايف إنها هتموت عليك ولا عامل نفسك مش شايف
مروان بسخرية: لا شايف بس يوم ما مروان الليثي يحب هيحب الفحمة دي لى أنا بس محتاج لها السنة دي كمان عشان أعدّي لإنك طبعاً عارف إنها الأولى على الدفعة كل سنة
ثم ذهب إليها وجلس بجانبها وقال لها بابتسامة: إزيك يا غسق عاملة إي أخبارِك
غسق بابتسامة: الحمد لله يا مروان أنت إللي عامل إي أخبارك
مروان بابتسامة: الحمد لله
وفجأة جاءت ليليان إليهما وقالت لغسق بابتسامة: هاتي لي شاحنِك يا غسق لإن موبايلي هيفصل
غسق بابتسامة: حاضر يا لي لي
فنظر مروان إلى ليليان بابتسامة وقال لها: اسمِك لي لي
ليليان بغضب: لا ليليان يا خفيف
مروان بابتسامة: عاشت الأسامي يا ليليان اتشرّفت بمعرفتِك. غسق تبقى لِك إي
ليليان بنفاذ صبر: أختي
وقالت لغسق بغضب: يلا يا غسق اتأخرت على المحاضرة
غسق بابتسامة: حاضر يا حبيبتي أهو
فأخذته منها وعادت لمدرجها فقال مروان لنفسه بابتسامة: وهي القمر دي تبقى أخت الفحمة دي إزاي بس أنا لازم ما أضيّعهاش من إيدي وأسهل طريقة عشان أوصل للقمر دي هي إني أستغلّ الفحمة دي
يتبع بقلمي ساره صبرى

غراب الشومحيث تعيش القصص. اكتشف الآن