"1" ميتم ويلتون.

42 8 6
                                    


لكِ في جُعبتي رسالةٍ بمئاتُ الصفحات، وَ ثلاثُ حباتٍ من الكرزِ قرمزي اللون.

لي أنتِ، لي أرواحٌ سَلبت مني الروح، مُتكفلٌ أنا بتزيين عناوينَ صُحفكِ كل يوم.

قبائلٌ من النجومِ، تغفو على قلبي كل ما لمحتُ سحرٌ من تلكَ العيون.

هل رأفتي بقلبٌ في هواكِ مجنون..؟






وَ بحلولِ بداية غروب الشمس، خرجت أردا من مكتبها بصحيفة كولنر شتات الألمانية بعد إنتهاء دوامها اليوم،
متجهة نحو {دار الأيتام ويلتون).

مر وقتٌ طويل على زيارتي الأخيرة لكيارا ، ستكون غاضبةٌ مني الآن.

لكني حقًا أجدُ صعوبة في الدخول لذلك المكان بعد وفاة والدتي...

آملُ أن كيارا، تتفهمُ ذلك..

طرقتُ على الباب بخفةٍ، لتفتح لي السيدة، أيما
صنعت لي إبتسامة بينما تبتعد عن الطريق سامحةٌ لي بالدخول..

لطالمّا كان هذا المكان يكسوه الظلام، باردٌ، جدرانه سوادء، رغم أنه مليئٌ بما يدعو للسرور، فكيف لميتم أطفال أن لا يكون مبتهج ؟

قد كنا نفضل أنا وَ شقيقتي أشلي البقاء في المنزل، على أن نأتي مع والدتنا لهنا، بحكم أنها مديرة الميتم، لكن بعد
أن أقدمت على الانتحار لسببًا ليومنا هذا لم يُعرف وَ بالرغمِ من مرور سنتان، لقد تغير المكان كثيرًا، فيه ألوان،
وَ رسومات كرتونية في كل زاوية حتى الأسرة لم تعد بأغطية حيوانات مفترسة، كل ما أراه هو جنة تحاكي
روح الأطفال هنا..

أفاقتني السيدة أيما من شرودي تكلمني بصوتٌ خافت.

"يبدو لي أن الحلة الجديدة أعجبتك، إذا يا أردا بما أنكِ هنا اليوم، أجزمُ لكِ أن إحتفالات كثيرة سيقيموها الأطفال، لكن أتساءل لم توقفتي عن المجيء؟"

تبسمت لها مجيبة....

"بالطبع تعجبني، المكان مفعمٌ بالحيوية، لكني لن أبقى كثيرًا، كما تعرفين مسؤولية المنزل، أصبحت كلها على عاتقي، سأعودُ في يومًا آخر وَ أقضي معهم وقتٌ أطول، أردتُ اليوم الإطمئنان على كيارا فحسب، أما سبب قلة قدومي لهنا ليس عدم امتلاكي للوقت الكافي حقيقةٍ، لكن هالةٌ من الحزن تحيطُني، كل ما رأيتُ مكتب والدتي فارغ"

زهقٌ مُتوارٍحيث تعيش القصص. اكتشف الآن