_____________ الفصل الخامس ____________
يوجدُ شخصٌ يعملُ لدى أمي يُدعى السيدَ بيلي.
إنَّهُ لطيفٌ للغايةِ معي، لكنه يتحدَّثُ
بفظاظةٍ شديدةٍ مع الآخرين.كان لديهِ قولٌ مأثورٌ يقولهُ دومًا عندما
يُراقبُ العمالَ أثناءَ عملهم.'إذا كنتَ ستعملُ بعيونِ سمكةٍ فاسدةٍ، فارحل! لا تتأذَّ
بلا فائدةٍ واذهب إلى منزلكَ لتنام!'كنتُ أتساءلُ دائماً ما الذي يعنيهِ بعبارةِ 'عيون سمكةٍ فاسدةٍ' كيف يمكنُ لشخصٍ أن يملكَ عيونَ سمكةٍ؟
كان هذا مُضحكًا، لكن الآن فهمتُ هذا.
لأنَّ عيونَ ريغيل، التي كانت تُراقبُ الخارجَ قبل أن أدخل، كانت تشبهُ تمامًا ما وصفهُ السيدُ بيلي.
ولكن، بمجرَّد أن دخلت، تلاشت تلك النظرةُ واستعاد وعيهُ، وأصبحت نظرتهُ باردةً من جديد.
"مَرحبًا...كيف حالُكَ؟"
كان الجو متوتِّرًا بعضَ الشيء بعدَ ما حدث بالأمس، ولكنني بدأتُ بالتحيةِ بحذر.
ريغيل، الذي كان يُحدِّقُ فيَّ بنظرةٍ متفحصة، عضَّ شفته وكأنَّهُ يُفكِّرُ في شيءٍ ما.
'هل يريدُ أن يقولَ شيئًا؟'
وبينما كنتُ أميلُ برأسي في حيرةٍ، تكلَّم
ببطءٍ وكأنَّهُ قد اتخذَ قرارهُ."سيِّدتي."
"ماذا؟"
ماذا الآن؟ بالأمس كان يفعلُ كلَّ ما بوسعهِ
ليتجنبَ قول كلمة 'سيِّدتي'.لا أعرفُ ما الذي تغيَّر في عقلهِ خلالَ يومٍ
واحدٍ، لكنني كنتُ مصدومةً من كلامهِ."هل ينبغي أن أناديكِ سيِّدتي من الآنَ فصاعدًا؟"
حتَّى أنَّهُ استخدم صيغةَ الاحترام.
كنتُ متجمِّدةً من الدهشة، بينما كان ريغيل
يعضُّ شفتيه ويُغمضُ عينيه."أعتذرُ عن تهديدي لكِ بالأمس."
كان يعتذرُ بهدوءٍ ويعترفُ بخطئهِ، حتَّى أنني شككتُ فيما إذا كان هذا هو نفس الفتى الذي رأيتُه بالأمس.
كنتُ قد سمعتُ من قبلُ أنَّهُ في زمن انتشار العبودية، كان إعطاءُ الأسماءِ للعبيدِ يعتبرُ وسيلةً لتأكيد ملكيتهم.