"لن يتوقف الكون لأنك كُسرت،
ولن تُقام طقوس العزاء لأنك حزنت،
الجميع قادر علي تأمل لحظة سقوطك،
لذا قُم ورمم نفسك بنفسك".لـِ جبران خليل جبران.
.....................................
-نعم يا أختي..!!يا ريتك ما فكرتي..!!
هكذا كان رد "شذي" التي صُعقت من فكرة صديقتها الغبية من وجهة نظرها ،كممت "رودينا" فمها ،حيث أن الماره كانوا ينظروا لهم كنتيجة لصوت "شذي" العالي،أخذتها بسرعة من يديها حتي وصلا إلي مقهي بنفس الحي التي توجد به عيادة الطبيب.
جلستا علي المقاعد التي توجد بالخارج ،وأول من بدأ بالحديث كانت "شذي" التي أخذت توبخ صديقتها الحمقاء:-أنتِ اتهبلتي باين يا "رودينا" ،"رائف" ايه الـ اتجوزه دا..!! دا مش شايفني أصلا ،هروح أرمي نفسي عليه يعني ولا ايه ..!!
حاولت "رودينا" تهدئتها قائلة بنبرة جادة:
-يا بنتي ،دا الحل الوحيد علشان والدك يتعالج ،احنا دلوقتي هنعمل خطة مع "رائف" ، هنقوله إن احنا عايزين نعالج والدك من غير ما يعرف عن طريق والده ، وهنقول لـ "رائف" إنه يقول لوالده ،بس مش هيقوله إن الخطوبة مش حقيقية،وهو أصلا شاب خدوم أوي ،فمش هيبقي عنده أي مشكلة ،ومجرد يا ستي ما والدك يتعافي ، هتقولوا إنكم مش متفاهمين وهتسيبوا بعض ،وكأن شيئا لم يكن ،قولتي ايه..؟!
أجابتها "شذي" بنبرة متذبذبة:
-"رودينا"،أنت عارفة إني مش هقدر...؟!
أجابتها بنبرة لينة في محاولة لإقناعها بالفكرة:
-أنا عارفة إنك بتحبيه ،وإن هو مش واخد باله،بس مش يمكن الخطة دي ،تكون سبب إن الغشاوة الـ علي عينه دي تتشال،ويحبك بجد ،والله أنا حاسة إن مرض والدك دا سبب إنك تعيشي بقيت حياتك مع الـ بتحبيه ، وزي ما بيقولوا "رُب ضرة نافعة".
نظرت لها "شذي" نظرة قلقة ،فقابلتها الأخري بنظرة مطمئنة،ثم أمسكت كف يدها كدليل علي دعمها لها في القرار،أشاحت "شذي" بوجهها نحو الطريق ،وأخذت تفكر في كلام صديقتها.
..........................................
بعد الغذاء،كانت "رزان" تجلس بجوار "مازن" في الشرفة الخاص بمنزله ، بعد أن ترك له والديه وأخيه المساحة ليتحدثا سويا،كان ينظر لها بين الحين والآخر بطريقة لفتت انتباهها فقالت له مستفهمة:-في إيه يا "مازن" ،"الطرحة' بايظة أو حاجة....؟!
أنهت حديثها وهي تفتح حقيبتها لتخرج منها مرآتها الشخصية ،لم تجد أي شئ مثير للأهتمام،فـ حجابها كان مُرتب،نظرت له مره أخري ،فوجدته يغمز لها قائلاً:
YOU ARE READING
"القطار ٢٠١" ©
Acakلكل مرحلة في حياتنا "فرصة"،أغتنمها وكأنها الفرصة الأخيرة. #القطار ٢٠١.