العاب الظل

4 0 0
                                    


كانت السماء غائمة في ذلك اليوم الخريفي، ونسيم بارد يتسلل عبر ممرات المدرسة الهادئة. مينهي، الفتاة الرقيقة ذات الشعر الأسود اللامع والبشرة الناعمة كالثلج، كانت تجلس بهدوء على مقعد في ساحة المدرسة، تمسك بكتاب بينما تنظر أحيانًا نحو الأفق البعيد.

في الجهة الأخرى من الساحة، كان ألان، الفتى الشهير والمغرور، يضحك مع أصدقائه بصوت عالٍ، متأكدًا من أن كل الأنظار موجهة إليه. لم يكن ألان غافلًا عن مينهي. على العكس، كان يعرف تمامًا أنها معجبة به، وكان يستمتع بلعب دور الفتى الذي لا يمكن الوصول إليه، مغريًا إياها بتصرفاته الجذابة والمثيرة للإعجاب.

بينما كانت مينهي تشعر بالخجل كلما نظرت إليه، كان ألان يرسل بين الحين والآخر نظرات سريعة نحوها، كأنما ليتأكد من أنها لا تزال تتابعه. كانت تلك اللعبة الصغيرة بينهما تستمر دون أن تنطق أي كلمة. كان يعلم كيف يجذبها نحوه خطوة بخطوة، دون أن يدعها تقترب بما يكفي لتفهم حقيقته.

بينما كانت مينهي غارقة في أفكارها، جاء شخص ما وجلس بجانبها بهدوء. سيرينا، الفتاة الجريئة ذات الشعر الأشقر البني، التي كانت تبدو مختلفة دائمًا عن الجميع. كانت شخصيتها قوية وملفتة، لكن لا أحد كان يعرف سرها الحقيقي — نصف شيطانة يمكنها التحول إلى قطة سوداء متى شاءت. هذا السر، الذي أخفته بعناية، كان جزءًا من حياتها المخفية التي لم تشاركها مع أحد.

"ماذا تقرأين؟" سألت سيرينا بصوت هادئ، وهي تنظر إلى الكتاب بين يدي مينهي.

ابتسمت مينهي بخجل وأغلقت الكتاب، "أوه، إنه شيء بسيط، مجرد رواية."

سيرينا ابتسمت نصف ابتسامة، وكأنها تعلم أن هناك شيئًا أعمق وراء هذا الهدوء الظاهري. "هل تفكرين في ألان؟" سألت بنبرة غير مباشرة، وهي تراقب بعينيها حركة ألان في الجهة الأخرى من الساحة.

مينهي احمرّ وجهها على الفور. "لا... لست متأكدة... ربما."

ضحكت سيرينا بخفة، ودفعت بمرفقها بلطف نحو مينهي. "إنه يعلم أنك معجبة به، كما تعلمين."

رفعت مينهي عينيها ببطء، مشوشة بين الخجل والإحراج. "أنتِ تعتقدين ذلك؟"

أومأت سيرينا. "أكثر من ذلك. إنه يحاول إيقاعك في حبه أكثر كل يوم، لكن بطريقته الخاصة."

كان كلام سيرينا محيرًا، لكنه أثار في نفس مينهي نوعًا من التساؤلات التي لم تكن قد فكرت فيها من قبل. هل كانت أفعال ألان حقًا محاولة لجعلها تقع في حبه؟ أم أن هناك شيئًا أعمق وراء تلك الابتسامات والنظرات العابرة؟

بينما كانت مينهي تغوص في أفكارها، كانت سيرينا تراقبها بصمت. قلب سيرينا لم يكن مستقرًا، فقد كانت تشعر بمشاعر معقدة تجاه مينهي. لكن لم يكن الوقت مناسبًا للكشف عن تلك المشاعر، ولا عن حقيقتها. فهي دائمًا كانت تفضل الاحتفاظ بمسافتها.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 18 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ONE UPON A DREAM || MINHEE & SERENA & ALANحيث تعيش القصص. اكتشف الآن