الفصل 19 "جولة في منشأة الفراشة "

23 4 5
                                    

كل اِنتهاء هو بداية جديدة،  كفصول الكتب التي نقضي أوقاتنا بالقفز بين حروفها و العيش بين سطورها ،في واقع ٱخر بين أحضان أبعاد ٱخرى نرتمي فيه هروبا من قسوة واقع لا يرحم ،  فلا هو ينتمي لنا ، لكننا إنتمنا  لها رغما عن إختياراتنا ، نرمي بحبال خيالنا ليعلق في أي جهة ٱمنة تمنحنا فرصة التواصل مع ملامح الحياة ،  لتمنحنا قليلا من روحها ! لعلنا نقاوم بها لعيش لحضات اخرى .. و اخرى .. حتى يصبح كل شئ بخير!  ..

و على دكر البدايات الجديدة ،  فإن للمبهرج نصيبا من محاولات خلق بداية جديدة لشقيقته ،  فقد قرر أخدها معه لمكان ما .. مكان به أواصر ٱخوة فريدة من نوعها .. لعلها تؤنسها و تخرجها من حالة الاكتئاب المارة بها ، و ليستطيع أخد بعض النصائح من شقيقةٍ لطالمت مثلت معنى الاخوة لشقيقاتها الصغيرات ...

تنغن :  "أوي ٱكي ، سيصبح لك صديقاتٍ مبهرجاتٍ!!  "

اكينا : " لا ٱريد .."

بصوت خالي من المشاعر ردت بينما تحاول مواكبة سرعة سيرِه واضعة يديها خلف ضَهرها ، و أجرامها لا تفارق ترقب رقصات السحاب في السماء ..

تنغن :" لماذا جئت معي إذن؟؟ "

اكينا : " لأنك كدت تكسر رأسي بقراراتك المفاجئة و الغريبة !!  "

تنغن : " ليست قراراتي هي المفاجِئة بل قراراتك ، عندما أذهب بمهمة صعبةٍ ليلا او أحد إجتماعاتي كهاشيرا تلتصقين بي ! و عندما طلبت منك الذهاب معي بكل رٌضايَ رفضتي ، من يملك تقكيرا مغايرا الان ، انا او انتِ..؟  "

لم يسمع من الأصغر سوى تنهدٍ من بين ٱلاف التنهدات التي تطلقها في كل ٱن و حين ، حيث أنها ٱثرت إكمال سيرها جنبه و تأمل ماكان شاغلا بالها من الأساس ، و رقبتها لا تَكف عن النضر للأعلى ..

أردف تنغن و هو يضغ يده على رأس الأصغر مجبرا إياها على النضر للأرض ، لكنها تحركت من جهته اليمين لجهته اليسار ، و أكملت مسارها و مخططاتها دون تأثير تدخله بها ..

تنغن : "لماذا تنضرين للسماء كثيرا.. ؟ ستؤلمك رقبتك!  "

أكينا : "أنا أنتظر المطر، كمن ينتظر عناقًا قديمًا."

تنغن : "مطر .. ؟ الجو الصافي أكثر بهرجة! إنه يبث الراحة في نفوس الجميع! "

أكينا :" ليس الجميع.. هناك من يستأنس بصوت المطر ، و قطرات الماء على زجاج النوافد.. و رائحة التراب المَسقي بالندى.. هذه تفاصيل صغيرة تجعل البعض سعيدا "

تنغن : "تفاصيلك دقيقة ! إنها صعبة و تحتاج كثيرا من الملاحضة ، حاولي أخد الأمور برَوية و أكثر بساطة ، إتفقنا يا ٱكي ؟!"

أكينا :" إتفقنا ، و لكن الحياة تنبض في تفاصيل صغيرة، كابتسامة عابرة أو نظرة عميقة ، او تشجيع بسيط او نصيحة من قلب محب ، كل هذه التفاصيل أيضا تنعشني كثييرا !!" "

Kimitsu_no_yayiba "لؤلؤة البرد"حيث تعيش القصص. اكتشف الآن