الفصل الأول

9 2 0
                                    

شقة بالطابق الخامس تتسابق على شباكها المطل على الشارع قطرات المطر وعلى جانب الزجاج الآخر تجلس بثيابها الخفيفة تراقب تلبد السماء بتلك الغيوم الداكنة والنجوم ترسل ضوءاً خافتاً من بينها علها كانت تربت على كتف الغيمة الباكية لتترك الأرض بلا مطر

صوت مكيف الهواء مع صوت المطر وهدوء تلك الليلة يعطي شعوراً دافئاً للمتأملين هنا ..

نهضت تنظر للساعة بيدها ثم توجهت تبدل ثيابها مستعدة للخروج من المنزل ولم تنس مظلتها بالطبع

تتخطى الناس والطرقات مستمتعة بحديث النجوم المواسِ للغيام من فوقها "كم قصة حزينة شهدتها لتبكي كل تلك المدة.. كم عدد من ساندتهم الغيام فلم تجعلهم يبكون وحدهم تلك الليلة؟!"

وصلت لمحطة القطار ويبدو أن زائرها لم يكن من الواصلين بعد، توجهت لأحد محلات بيع القهوة تشتري كوبين دافئين تأخذهما برحلة قصيرة ليشهدوا المطر وبلل الطرقات ربما يشعرون بالنسيم وتلامسهم رائحة المطر بدلاً من بقائهم هناك بين مساحيق المشروبات وما يحتويه المحل ..

تلك الليلة المتمحورة حول الليل والمطر مريحة لقلبها .. الناس قليلون في الطرقات وأحاديثهم خافتة كذلك ومع توقف أحد القطارات بالمحطة تحركت تقف بمسافة قريبة منه تراقب أبوابه عل من تنتظره بينهم وحين كان ذلك تسللت ابتسامة على شفتيها ورفعت كفها المحيط بإحدى أكواب القهوة تشير لصديقتها التي اندفعت تحتمي بين ذراعيها والمظلة بعيداً عن المطر والناس من حولهم .. التقط كف صديقتها كوب القهوة من كفها والتقطت أذناها حديث شفتيها الخافت رغم نبرة الحماس متجهين لمسكنهم الهادئ لتأخر الوقت وفي انتظار تغير لون الإشارة لمحت على الرصيف الآخر شاباً تحيطه هالة الحزن وتغطي ثيابه مياه المطر "يبدو أنه أحد من رافقتهم الغيام في حزنهم الليلة"

همست لصديقتها ببعض الكلمات تلاها تغير لون الإشارة وحين انعدمت المسافة بينها وبين الشاب تركت مظلتها بكفه وأحاطت أصابعه حولها وبثوانٍ من فعلتها ركضت ورفيقتها نحو الرصيف الآخر ومنه إلى المسكن

.
.

" يوكو ! هل ستأكلين معي؟ " سألتها صديقتها وهي تعد العشاء ورغم الرائحة الشهية كانت إجابتها بالنفي لقد تناولت من الأفكار اليوم ما أشعر جسدها بالتخمة بالفعل

" يونا ! ما الذي أحزن الغيوم اليوم لتبكي كل هذا الوقت؟"

-ربما سمعت حكاياتنا الليلية حتى مسها منا حزن فحين لامستها الرياح ظنت هواءها صفعة فبكت بقهر حديثنا ورِقة أنسجتها

جلست تفكر للحظات لكن عانق لسانها سؤال لم تستطع الصمت عنه "إذا لم تركت الشمس فقط تعاني بإحاطتها لها بلونها الرمادي والأسود وجاءت تبكي للنجوم وتخفي عن سمائنا القمر؟"

ابتلعت يونا طعامها الدافئ وبدلته بردها " لم تظنين أن الشمس تضايقت ربما عانت من ضعف دفء من فرط ما أعطتنا من أشعتها فكانت الغيوم لها وشاح داكن يمتص حزننا ومشاعرنا السوداء حولها ولا يعكس دفئها الضئيل .. يوكو أتظنين مشاعرنا الداكنة كانت تحيط الشمس في الشتاء حقاً؟"

- إن حدث ذلك لما شعرنا بفرطها ليلاً لما جلسنا مع ذكرياتنا فوجدنا الحزن بلا دعوة ودموع الغيام ودموعنا قامت بطقوس تحيته

وقفت يوكو تنظر للغيوم المبتعدة بعد توقف المطر " يبدو أنها تعبت لليوم .. شمس مستها الغيوم بحزن حكايات البشر وأحاطتها بالصباح تركت الغيوم مثقلة لتلك الدرجة تبكي للنجوم وتواسي الباكين منا "

أنهت يونا طبقها وذهبت تجلس على سريرها برفقة كتاب بينما يوكو تمددت على سريرها تنظر للسقف وهي تفكر من تسبب ببكاء ذلك الفتى الليلة وجعله لا يهتم بالدموع حوله أكان حزنه أكبر من خاصة الغيوم .. نفضت رأسها تحاول التوقف عن الانجراف للمطر والغيوم مرة أخرى.. أغمضت عينيها بهدوء عن هذا العالم ترغب في حلم وإجابات أو حتى أسئلة جديدة تعيش لتغرق بينها

.

.

لا تنسوا ترك أثرٍ لكم هنا.

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Oct 06 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

Shelter in Love حيث تعيش القصص. اكتشف الآن