الفصل الأول

18 2 0
                                    

العاشر من إبريل الساعه الخامسه صباحاً شرق القاهره:
جسد ملقي علي الأرض غارق بالدماء
سيارات الشرطه في الأرجاء طاغيه علي الطريق
المفتش  أمام الجثة يرتشف ما تبقي من سيجارته ثم القاها بعيداً
اتكئ علي ركبتة بجانب الضحية و شفن البطاقة التي بيدها ثم الخنجر بجانبه
قام بإرتداء قفازاتٍ و امسك بكيس لوضوع الخنجر به
ثم أخذ بطاقة الكوتشينه و تصفح المكتوب علي غلافها
"الأحمق الملعون كان زائرك الليلة"
وضع البطاقة بجانب الخنجر في كيس الأدلة و اعطاه لأحد رجال الشرطة
إستقام المفتش عن الأرض عندما بدءوا يحملون الجثة
فنظر إلي داخل سيارة الإسعاف نابساً
"*احمد سيد الغمراوي... كنت ضحية الليلة فيا تري من بعدك*"

                                    ..............
الخامس من يوليو الساعه الخامسه عصراً قسم النزهه
وقع اقدام وسط رواق القسم
شاب حنطي البشرة ذو عينين بنيتين داكنتين و اكتافٍ عريضة يمشي ببطئ في الرواق دالفاً مكتبه جالساً علي كرسيه
*انا المفتش چواد مصطفي*
*اخر جريمة قتل من الأحمق الملعون كانت قبل ستةٍ و ثمانين يوماً من الأن*
*الدكتور... أحمد الغمراوي*
*اخر ضحية لهذا الملعون*
  *ثلاث طعنات بخنجر مسموم في القلب و منتصف الصدر و حبل الوريد و كعادته* *يترك بطاقة كوتشينه مكتوب علي غلافها*
*"الأحمق الملعون كان زائرك اليلة" و ما اكتشفته مؤخراً أن الرقم علي ورقة الكوتشينه*
*يظهر عدد الإصابات في كل ضحية و لكن لكل رمز أسلوب قتل ذو درجة معينة من الوحشيه*
*ثلاثة ديناري ، خمسة بستوني ، واحد سباتي ،اثنين كوبه*
*و غيرهم من الضحايا و لكن هؤلاء أبرزهم الأن*.
*الديناري الطبقة المتوسطة من الوحشية*
*البستوني أبشع درجة من الوحشية*
*السباتي أقل درجة من الوحشية*
*الكوبة أعلي من الديناري و اقل من البستوني*
*خمس و ثلاثون ضحية لثلاث سنواتً متتالية و لم ير أحدٌ وجه ذاك الملعون وكأنه شبح خفي و لكن ما يثير ريبتي أنه لم يقتل أحداً كل تلك المدة منذ موت الدكتور أحمد*
*تزورني الكوابيس مصاحبة ارقً شديداً منذ هذه الليلة فعندما بحثت في سجل ملفات ضحاياه وجدت أنه لا يطيل عن عشرة أيامٍ بين كل ضحية و الأخري و هذا ما جعلني أقلق*
*من يعلم ربما يخطط لمكيدة كبري قد توقع بنا إلي التهلكة*
-أغلق المفتش مذكرته و ألقاها في حقيبته عندما دلف أحد رجال الشرطة إلي المكتب
"*سيدي حضرة المفتش أعتذر عن الإزعاج ولكن أخاك السيد علي هنا*"
"*أدخله يا جعفر*"
-دخل شاب طويل القامة عريض المنكبين مماثل لبنية چواد ذو عينين عسليتين و بشرة حنطية إلي مكتب أخاه و جلس علي الكرسي المجاور
"*أخي العزيز كيف حالك أعلم انك لم تنم لأسابيع فجئت إليك لأري ما بك*"
-تنهد چواد بحنق و نبس بإرهاق
"*والله يا علي لم أذق طعمه و لو ليلة منذ اسبوعين
هدوء هذا الملعون يثير الريبه عجيب غيابه لستة و ثمانين يوماً دون ضحية واحده*"
"*الم يري أحد وجهه بعد؟*"
-سأل علي بتعجب
"*كلا لم يحدث انه كشبح خفي، أتصدق انه يترك السلاح الذي قتل به ضحيته بجانب الضحية دون أي بصمة إصبع!،
خمسة و ثلاثون سلاحاً نظيفاً دون أدني دليل عن ماهيته*"
-اجاب چواد
"*لا شك أن أحداً سيلمح شيئاً من وجهه يوماً صدقني و تذكر ان الله معك و لن يضيع اجر عملك الدءوب للبحث عن هذا المجرم*"
-قال علي يربت علي كتف چواد ثم عقب قائلاً
"*اعذرني يا چواد لدي عمل مهم جدا في الشركه*"
-ابتسم چواد قائلاً
"*لا عليك أذهب فعملك مهم*"
-ودع كل منهما الأخر و ذهب علي خارج القسم قاصداً عمله.
-جلس چواد علي كرسيه يفكر في كلام اخيه و يفكر كيف يمكنه أن يعلم بضحية العدو التاليه فلربما يمكنه إنقاذ الضحية أو حتي رؤية الأحمق الملعون
*يا تري يا چواد كيف تفعل هذا*
...........
السابعه مساءاً :-
-يقف چواد متكئاً علي سور الشرفة يفكر كيف يمكنه أن يعلم الضحية التالية و كيف قد يوقف هذا الملعون عند حده
فإذ برنين هاتفه يقطع حبل أفكاره و المتصل أخاه علي
"*خيراً يا علي*"
-ضحك علي ثم أجاب قائلاً
"*خيراً يا چواد لا تقلق ، أريدك أن تصغي إلي قليلاً فلدي شئ مهم*"
-أومئ چواد فعقب علي قائلاً
"*أتي اليوم الي شركتنا شخص ذو عقلية جبارة يا چواد صدقني ، أتذكر العمل المهم الذي أخبرتك عنه؟*"
- أجاب چواد
"*نعم يا علي أتذكر*"
"*كان هو العمل المهم ،لقد أتي إلي الشركه ليقيم مقابلة معي
و لقد أبهرني حقاً ، لديه قدرة عالية علي إيجاد حلً لكل مشكلة غير ممكنة و لقد قبلته للعمل في الشركة و بعدما أنهيت المقابلة تذكرت قضيتك و قلت لما لا أجعلك تقابله شخصياً و تتناقشان لربما يساعدك*"
- أنهي علي حديثه بحماس
"*فكرة رائعة يا علي حسناً يمكنني التفرغ غداً إن أمكن أن نتقابل فقط أخبره و قل لي إن وافق أم لا حتي أتفرغ له*"
"*اتفقنا يا عزيزي سأسأله و أخبرك*"
"*رافقتك السلامة يا علي أعتنِِ بنفسك*"
-أنهي چواد حديثه فودعه أخاه و أغلق الخط
-دخل چواد إلي غرفته و أغلق الشرفة ثم إستلقي علي السرير
"*أعني يا الله*"
-دعيَ چواد ربه ثم مسح علي وجهه ينظر إلي سقف غرفته يحاول النوم.
......
الساعه الخامسة فجراً:
*لم استطع النوم حتي الأن
ذلك الشخص الذي حدثني عنه أخي قد وافق علي رؤيتي غداً في إحدي مقاهي حي الزمالك ،
و هذا سيساعدني كثيراً في رحلة بحثي عن هذا الملعون
لقد أقسمت أن أجده و لو كلفني الأمر حياتي و سيحدث*
-أغلق چواد مذكرته و وضعها في الدرج ثم جلس يبحث قليلاً في ملف القضايا المتعلقة بالمجرم حتي خالجه النوم .

يتبع.

The Fool الأحمقWhere stories live. Discover now