متحف الحضارة

3 1 2
                                    

قبل عدة أيام قمت بزيارة إلي قاعة المومياوات الملكية المصرية داخل متحف الحضارة بالفسطاط، وفي أثناء وقوفي أمام مومياء الملكة ميريت آمون حدث شئ لا أصدقه حتي هذه اللحظة، فقد نهضت مومياء الملك أمنحتب الأول الذي استرد هيئته السابقة ثم سار بخطي ملكية رصينة حيث موضع الصندوق الزجاجي الذي يحوي بداخله التابوت الملكي لميريت آمون! فور اقترابه ازاحت ميريت آمون بيديها غطاء التابوت الخشبي ثم اعتدلت في جلستها بعد ان استعادت هيئتها الأولي، وأخذت تشير بيديها للملك أمنحتب الأول موضحة له ان الهواء بداخل الصندوق الزجاجي لا يتناسب مع أنفاسها التي استعادتها للتو، وبدأ وجهها الجميل في الشحوب وأوشكت علي الإختناق، رفع أمنحتب الأول صولجانه الملكي عاليا وانهال به علي ذلك الصندوق الزجاجي فهشم جانبه لتستعيد ملامح ميريت آمون حيويتها مع تدفق الهواء إلي رئتيها من جديد، في هذه اللحظات كنت واقفا مشدوها أشاهد ما يحدث غير مصدق ما أراه، ولولا أنني علي يقين تام من سلامة قواي العقلية لألصقت بعقلي تهمة الجنون، مد أمنحتب الأول يده التي تلقفتها يد الملكة ميريت آمون في لهفة وسرور وجذبها خارج الصندوق الزجاجي وسارا معا يشاهدان آخر انجازات الحضارة المصرية الحديثة، وأخذا في تبادل أطراف الحديث فيما بينهما،، فجأة انتبها إلي وجودي بنفس القاعة علي مسافة منهما، نظرا نحوي وبعيني كل منهما شذرا فتصنعت مشاعر الخوف إكراما لمجد والدهما الملك أحمس الذي أكن له الكثير من الإحترام، وهرولت مسرعا إلي الصندوق الزجاجي الخاص بميريت آمون وقفزت فوقه ثم تمددت واضعا يديّ متقاطعتين أعلي صدري مصطنعا وضعية التحنيط الشهيرة للمومياوات المصرية القديمة.. حتي جاء حارس القاعة الضخم الذي كان واقفا بالقرب من مدخل القاعة يضرب كفا بالأخري متعجبا حائرا دون سبب واضح، وأمسك بياقتي وجذبني بعيدا عن الصندوق الزجاجي الذي كاد أن يتهشم ويسقطني فوق تابوت ميريت آمون الخشبي الذي ترقد بداخله الملكة المصرية الحسناء في سلام، ثم دفعني خارجا واقتادني إلي قسم الشرطة حيث تم احتجازي بعد عمل محضر رسمي بتهمة إذعاج المومياوات الملكية، بالمساء تم عرضي علي النيابة التي أمرت بذجي الي مستشفي الأمراض العقلية بالعباسية لإختبار مدي سلامة قواي العقلية... وها أنا أراسلكم خلسة من داخل عنبر العقلاء بالمستشفي، وإلي جواري تجلس الملكة ميريت آمون التي تركت متحف الحضارة وجاءت إليّ في موكب ملكي مهيب لزيارتي والإطمئنان علي حالتي العقلية التي تحسنت كثيرا مؤخراً!!

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Sep 23 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

ميريت آمونحيث تعيش القصص. اكتشف الآن