رمت نفسها على الأريكة المفردة حانية جسدها للأمام بظهر مكسور الإرتفاع تحاول التأكد مما وضعت نفسها به، لم يعد الوقت يمر عادياً منذ ذلك اليوم الذي دخلت به هذه الفتاة الصيدلية، أغمضت عينيها لوهلة وتذكرت يومها العادي وحياته الرتيبة من قبل، بالتأكيد ياسمين وريهام فقدتا عقلهما بسبب ما فعلت، ولكن تلك الحياة نفسها كانت دائماً تشكي منها وتريد تغييرها، وكان السؤال الأهم في عقلها، هل هذا ما أرادته؟
_لماذا تُعقدِين الأمور إلى هذا الحد!
رأت زينب تخرج بغضب من غرفتها وتتجه إلى باب الشقة "دعيني أحزر ستغادرين" عقّبت بسخرية
_لا يمكننني الوثوق بأي أحد له علاقة به
_هذه ليست أول ليلة نقضيها هنا، استخدمي عقلك
اتجهت إلى مكان جلوس ندى منتصف الصالة وقبل أن ترد عليها أكملت "أخبرك بعظمة لسانه أن علاقته به انقطعت منذ زمن"
بدأت زينب بقضم أظافرها "إنه يشتري الجميع" وهي ما تزال تدور في الشقة دون خطوات ثابتة قادتها في النهاية للعودة إلى غرفة النوم "إن لم يكن هو ستكون زوجته أو أبنائه أو الخدم في المزرعة أياً كان.."
عدلت ندى جلستها ووقفت مستندة إلى باب الغرفة "تتوقعين شخص مثل السيد أكرم ينقض عهده لك، الرجل وعدك أنه لن يصل إليكِ عنده على الأقل"
_كلهم من نفس الطين
"والله رأسك الطين" قالت ندى وهي تُتمتم بعد أن أدركت أنه لا أمل من حديثها معها، حتى آخر مرة تحدثت إليها بنفاذ صبر والذي لم يكن من عادتها أصلاً إلا أنها كانت متأكدة أنها تريد المحاولة مرة أخرى علها تستطيع حمايتها
_لو قلنا أن افتراضك صحيح، أيعني أنكِ طوال حياتك ستبقي مختبئة منه؟
_لا
بقيت ندى صامتة دون فهم ما ترمي إليه زينب التي وضحت ذلك بعد ثوانٍ قليلة "سأعود له بنفسي"
"ستُفقديني عقلي والله" رغم أن صوتها كان ضعيف لكن ضربها لعارضة باب الغرفة أوصل سخطها لزينب "طيب يا سيدتي العزيزة الغالية" حاولت ندى ضبط أعصابها "طالما ستعودين له بقدميكِ لماذا تخشين البقاء هنا! النتيجة واحدة"
لم تستجب زينب لسؤالها وهي تنظر لنفسها أمام المرآة مستندة براحة يديها على الحافة الخشبية لمنضدة التسريحة تحاول التنفس مع عينين مغمضتين
أنت تقرأ
نَدَى الليل
Romanceلأن قلب الأنثى إذا ما إلتقى بمثيله في الحب فقد أنزل كل ما عليه من ثقل، أصبح خفيفاً يحمل الدم إليه كـندى الزهر. حكاية لربما تعبر عن شيء، أو أيّ شيء.