الفصل الخامس(اللحظة المُحببة)

274 15 4
                                    

خلف تلك الستائر الكبيرة التي امتدت لعشرات الأمتار،والتي يُقام بداخلها فرحة عائلة عمران،الفرحة التي انتشرت في أنحاء المنطقة بأكملها ومايجاورها من أحياء،الفرحة التي ظهرت بشكل واضح علي كل الحاضرين،ليعبرون عنها بمخلتف الأشكال،كالتحيات والرقص والزغاريط والمباركات..،وقفا كلاهما خلف تلك الستائر الضخمة بعيدا عند تلك الضجة بعدة خطوات...

"أدينا بعدنا..،انجز وقول اللي عندك يلا!"

لم يجب موسى علي خاله طارق واكتفي بالنظر إليه في صمت ونظرات جادة أثارت ريبة الأخر،فأردف بضيق:
"في ايه يابني؟!..هو انت واخدني من عروستي علشان تتنح فيا؟!..ماتنجز وقول اللي عندك يلا ياموسى!"

أتاه الرد سريعا من الاخير بنبرة هادئة جادة بشكل غريب:
"إياك!"

انكمش حاجبي طارق وأردف:
"ايه!"

تنهد موسى ثم أردف بالنبرة ذاتها:
"إياك!..،إياك تزعلّها منك في يوم من الأيام!..،إياك تنزل دمعة من عينيها بسببك!..لو في يوم حصل ولقيتها زعلانة منك أو بسببك..هنسى وقتها إنك خالي..وهتشوف مني اللي مش هيعجبك خالص"

انصدم طارق من حديث الأخير وظل يرفرف بأهدابه عدة مرات لعدم تصديقه ماقيل،ثم ابتسم بسمة جانبية ورفع يده ووضعها علي جبهة الاخير مرددا:
"أنت سخن ياض..ولا شارب حتة ب ٢٠٠؟!.."

أبعد يده عنه موسى ثم أردف:
"ماهو مش معقول تبقي واعي للي بتقوله..،وخاصة يعني إنك لسه إمبارح كنت بتحذرني منها قبل كتب الكتاب وبتقولي اهرب"

"أنا واعي للي بقوله..وواعي أوي كمان..،وصدقيني ياخالو..لو حصل ودلال زعلت في يوم بسببك..هنسى بجد إنك خالي وقتها"

طالعه طارق دون ردة فعل للحظات،ولكن سرعان مااتسعت الابتسامة علي وجهه ووضع يده علي كتف الأخير ثم قال:
"ماأنت طلعت بتخاف عليها ومهتم بيها أهو..،أومال بقى كنت عامل نفسك مش مهتم بأي حاجة تخصها ليه؟!..،كنت بتعاملها زي أي حد ليه؟!..وأنت عارف إنها مش أي حد بالنسبة لك..دي دلال..دلال توأم الروح..،اللي كانت ايدك في ايدها من اول ماتولدتوا"

أبعد موسى نظره عن الأخير ثم أردف بهدوء:
"عندي أسبابي الخاصة اللي مخلياني بعاملها كده..،ومش مضطر أقولها"

أبعد طارق يده من علي كتف الأخير ثم أردف بخبث:
"بس انا عايز أعرفها"

نظر موسى مجددا صوب طارق مرددا:
"وانا قولت مش مضطر أقولها..،وبلاش تضغط عليا علشان ماعملش حاجة تزعلك"

رفع هاتفه في وجهه الأخر في نهاية جملته،ثم اردف هو يتكأ علي الأحرف:
"حاجة تزعلك..فاهم"

فهم طارق مايرمي له الأخير بحديثه هذا،فزفر بضيق وهو ينظر للهاتف في يد موسى الذي أردف بخبث:
"طبعا انت مش عايز يتنكد عليك في ليلة دخلتك..صح؟"

موسىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن