...
توقفت السيارة في ركن بين الشوارع...
السيد بابلو من ركنها في مكان مخفي مستقصدا ذلك كما تجري العادة كلما لاحظ شيئا غريبا...هاتف سورالين مطفئ او بالاحرى هي من اطفأته لشعورها بالتعب نيلا لوقت راحتها كما تسميه... و هذا ما جعله معتكف الصمت لا يذرف الاشعارات او المكالمات او حتى التحذيرات في اوقات كهذه حقا...
لكن بابلو لم يغفل عما يجري و هو طاعن السن فلا تنخدعوا... هذا الرجل قد عاش 40 سنة وسط هذه الزحام و الاجواء فلو اتاك مبتسما احذر ما قد يكون بين ايديه... قد تجد مسدسا كاتما لصوت قد استحضره بغتة بدل الأرنب من قبعة الساحر... تماما كألعاب الخفة...
و هذا تماما ما حدث عندما ضغط على احد الازرار المخفية الخاص بالسيارة ليظهر درج الكتروني فتح فورا ليتضح من خلاله خزنة صغيرة تحتوي فيه على بعض الاسلحة...
اسلحة متطورة و دقيقة جدا بدءا من القناصات و المسدسات و حتى السكاكين و الغرز...لم تمضي دقائق تحتسب حتى حرك عيناه اخيرا الى المرآة الداخلية لسيارة اينما وجدها نائمة كطفلة بريئة هادئة كالملاك عكس ما تخفيه من ضياء...
عيون البندق و القرفة المتعبة التي كانت طيبة قبل 5 ساعات قد انبثقت ببرود و جدية حركت تلك الشفاه الجافة التي تحاصرها التجاعيد و الترهلات...
"انسة سورالين يبدو ان وقتكِ قد حان... ببالغ الاسف هذا يحدث في وقت ضيق و في منتصف طريقنا..."
اشاح بناظريه فورا الى النافذة التي تجاوره كقلق و انزعاج باد... يعرف السبب و يعرف الاحداث...
لكنه يكره ان يؤجل عمله...
ليس لان رون قد يوبخه...
لا...
هو لا يعمل كعامل اساسي لرون و انما خوفا من اعدائها الذين يتطفلون بها... كان يجب على الاقل ان ينتظروا ليغتالوها بعد المأدبة ربما ستكون بمزاج جيد بعد تناول تحلية الشكولاطة... من يدري ربما ستقلل اضرارهم...
ليس كالآن...فتحت عينيها فورا من مكانها الذي لم تغيره...
كدمية مسكونة مستلقية على ظهر المقعد الجلدي المريح يقابل جنب وجهها النافذة و على حجرها كتابها المغلق و بجوارها من الجهة الاخرى حقيبتها و صندوقها الخاص لشوكولاطتها...
لا يحتاج قسما و لكن وصف الموقف مخيف نوعا ما... كما لو كانت هناك جثة قد استيقظت توا من سباتها المميت...و ليس لانها لم تكن نائمة... كلا هي كانت نائمة لكن خلاياها مستيقظة خلية خلية... كل اعضائها الحيوية و كل عروقها و دمائها و دماغها شغالة تنبض بصمت لا يسمع... كمن يستعد لنزال او القتال فطرة و هي كذلك...
تعلم جيد العلم ان احدهم يلاحقها بل و قد رتبت لكل واحد منهم طريقة قتله و النمط الذي ستعتمده لذلك...
و مع الاسف... العم بابلو معه حق...
أنت تقرأ
Orchid flower /زهرة الاوركيد
Mystère / Thrillerالجميع هانئ بحياة إختارها قدره... لكن لسوء حظي... قدري يكبتني بين الحضيض و الجحيم و لا أدري إنْ كانت الحياة منْ أمدتني بهذا الأمر كعقاب لإهمالي أمْ كثمرة لأفعالي؟.. و لكني أعلم كل العلم أنني منْ سبّب فنائي منذ لحظة لقائي بزهرة مماتي ، و للأسف لا...