البداية
أعتذر مسبقا عن الأخطاء الإملائية...
تردد صدى خطواته الثقيلة على أرضية الجناح الخشبية... كان حذاؤه الجلدي يقرع الأرض بكل ثقة و وقار، يتجه به نحو غرفة النوم التي تقع في آخر الجناح الكبير المخصص لكبار الشخصيات...
كانت الساعة قد تجاوزت العاشرة مساء بقليل، و كانت إسطنبول في حالة من النشاط و العيجان في هذا الوقت، فقد توقفت الأمطار، و استبدلت بنسماتٍ باردة منعشة تلف الشوارع المبللة...
كانت إسطنبول هائجة.. و كان هذا حاله هو أيضًا...
كيف يمكن ليوم أن يكون أكثر نجاحًا من يومه هذا؟ لقد كسب من صفقة واحدة أكثر بكثير مما كان يتوقع، و كان، بطريقة لم يتوقعها، الطعام يناسب ذوقه تماما، و سيختم نهاره بقطعة حلوى يشتهيها منذ داست قدمه إسطنبول...
مشى بهدوء.. بكل هدوء، يستمع إلى طرق حذائه على الأرض و يحسب الخطوات.. الخطوات التي ستصل به إلى غرفة النوم... كانت الإضاءة خفيفة، و السماء سوداء ملبدة بالغيوم الرمادية، و كانت المدينة حوله تلمع بأضوائها الذهبية، و كانت رائحة خفيفة تداعب أنفه برقة.. رائحة مسك أنثوي لم تتواجد في الصباح...
كانت الرائحة وحدها تدب الإثارة في كل أنحاء جسده، رائحة لم يعتد على شمها في روسيا أو أوروبا.. و مع كل خطوة، كانت الرائحة تغدو أقوى و أرقّ، و كانت دماؤه تفور بحماس...
وقف بهدوء أمام الباب، يستمتع بهذه اللحظة من الترقب... كان يستمتع برؤية جسده يتفاعل مع الحماس الذي يشعر به، إنه يستمتع برؤية نفسه الآن يدخل متحمسا، و سوف يستمتع برؤية نفسه لاحقا يخرج راضيا...
حرك يده أخيرا و فتح الباب.. فتحة صغيرة تسمح للعبق و الصوت بالمرور، فضجّت رأتاه بالرائحة الأنثوية المغرية، و تراء إلى سمعه تنهدة متعبة تصعد من الغرفة...
" اللعنة.."
أسند رأسه الى الباب الخشبي و أغلق عينيه.. يجب أن تحافظ على هدوئك، إيغور... أخذ أنفاسًا هادئة محاولا التخفيف من تصلب جسده...
هدأت ثورة دمائه قليلا، و عاد يفتح الباب بكل هدوء على مصرعيه... كان يستطيع أن يلمح السرير الكبير في نهاية الغرفة من موقفه الحالي... تقدم بخطوات بطيئة تجاه السرير محاولا السيطرة على نفسه، و لكنه تصلب مباشرة عندما وقعت عيناه عليها...
تمددت فتاته الجميلة في وسط السرير.. كانت يداها مربوطتين فوق رأسها مثبتتين إلى الفراش، بينما تكوّر ما تبقى من جسدها على شكل كرة صغيرة.. كان فستانها مجعدًا و مرفوعا، كاشفًا عن سيقانها البيضاء.. ملابسها متعثرة... يبدو أنها حاولت التحرك او التحرر، و لكنها لم تستطع...
أنت تقرأ
forbidden flower || زهرة محرمة
Romantizmبينما كانت هي تستمتع و تتجول في الأرجاء، لم تكن تعي تلك العيون السوداء المظلمة التي كانت تتبعها من الأعلى بنظرة راغبة... كان عاجزًا عن رفع عينيه عن هيئتها الصغيرة الفرحة، و كان قلبه ينبض بسرعة بينما يراقبها تجلس على إحدى الكراسي في مطعم الفندق... "...