في قلوبنا تعيش

الفصل الثاني / تكسر روح

الخدلان على أصوله خدلان
ولكن خدلان العائلة ليس خدلانا
ولا يصنف ابدا على أنه خدلان
وإنما هو طعن من وراء الظهر وغدر بثقة لم توضع في محلها
.
.
.

بعد أن أنهيت كلامي استقمت
للخروج ولكن أوقفني صوت خالي سامر :"إلى أين عبد الحي ، هل ستخرج ؟"
ليقاطعه جدي :"لا خروج لك اليوم يحيى "

هنا وفي هذه اللحظة بالذات لم أتمالك نفسي واستدرت نحوه وقلت بغضب لم أنجح في كبته
"اسمعني جيدا سيد طافر لا تتدخل فيما لا يعنيك ، ولا تمثل دور السيد الذي يعلم كل شيء عن أولاده و أحفاده وأنت لا تعلم شيئا
لا تتذاكى علي
وخاصة الان كنت احترمك لأنك تبقى جدا لي
أما الآن انتهى كل شيء يربطنا مع بعض
لهذا أنا خارج ولن يمنعني أحدكم "

بعد أن انهيت كلامي خرجت من غرفة المعيشة وصفعت الباب بقوة
خرجت من المنزل استنشق الهواء احاول إطفاء النار التي تلتهمني
يبدو أن عدم نومي قد أثر في أعصابي

اتجهت نحو المرآب وأخرجت سيارة مالك فلا داعي لإخفاء الأمر بعد الان شغلتها واتجهت نحو أكرم

داخل المنزل :

كان الجميع جالسا في غرفة المعيشة بعد أن رفعت طاولة الطعام
كل يفكر فيما حدث قبل قليل

حتى تكلمت فريدة :" طافر لقد اخطأت تعلم جيدا أنه اختار فائدة لمياء على فائدته الشخصية ، فلما قلت له ذلك "

قاطعها سامر وقد بان بعض الغضب في كلامه :" حتى وإن لم يختر ما اختاره ماكان عليك طرده ابي ، هو في النهاية ابن لهذه العائلة مثل الجميع كأدهم والبقية "

قال والده بكل برود :"هو من قال أنه أصبح لا يمد للعائلة بصلة ، فلنرى إلى أين بإمكانه المواصلة من دوننا "
تنهد ثم تابع " بضعة أيام ويعود راغبا في المساعدة ، فلا داعي لتضخيم الموضوع ،
أما الان فلنهتم بموضوع زواج لمياء اليوم سوف يأتون ليأخدوا موافقتنا
وغدا المحاكمة ، أرجو من الله أن تمر الأمور على خير "

كل هذا تحت صمت لمياء التي لم تنطق ولو بحرف أو تدافع عن عبد الحي بكلمة

عند عبد الحي :

كان يقود بسرعة كبيرة وكأنه يحاول اطفاء غضبه بتلك الطريقة ولكن ذلك لم ينجح وهاهو يصل إلى وجهته
رغم أن الجو قارص والثلوج تتساقط إلا أنه نزع سترته وأبقى على قميصه فحسب وكل هذا بسبب غضبه الذي يشعر به وكأنه نار ستلتهم دواخله

نزل من السيارة وخطى باتجاه مكتب المحاماة ، ما إن وصل حتى دخل دون أن يطرق الباب