رواية "Black World" للكاتب:Fares A. Fathy
الفصل الأول: عودة الظلام
في أعماق الزمان والمكان، كانت توجد مملكة تُدعى "مملكة أورورا". كانت هذه المملكة تُعد جوهرة نادرة بين العوالم، حيث تمتد فيها الغابات الكثيفة وتنساب الأنهار كالمرايا، بينما تتراقص الزهور بألوانها الزاهية تحت أشعة الشمس الذهبية. كانت الطبيعة تتناغم في تناغم فريد، ولكن خلف هذا الجمال الساحر كان يُخفي ظلامًا عميقًا.
تحكمت في هذه المملكة ملكة تُدعى "إيريس"، والتي أضفت على عرشها طابعًا من الرعب والقوة. عُرفت إيريس بقدرتها على استخدام السحر الأسود، وكانت تُسيطر على المملكة بقبضة من حديد. مُحيت كل معالم الأمل، حيث كانت تعزف على أوتار الخوف في قلوب الناس، وتسبب الأذى لكل من حاول تحدي سلطتها.
في هذه الأجواء الحالكة، وُلِد شاب يُدعى "كاسيوس". كان كاسيوس ينتمي إلى عائلة نبيلة، حيث كان والده قائدًا في جيش المملكة. منذ صغره، كان يحلم أحلامًا عريضة، يحلم بأن يكون بطلًا يُخلص مملكته من قيود الظلم. لكن تلك الأحلام انقلبت إلى كوابيس عندما شهد مقتل والديه في هجوم مُفزع من إيريس.
تلك الليلة المظلمة غيَّرت مسار حياته بالكامل. هرب كاسيوس إلى ملجأ سري، حيث انضم إلى مجموعة من المتمردين أطلقوا على أنفسهم اسم "المضيئين". كانت هذه المجموعة تتألف من مقاتلين من مختلف الطبقات، جميعهم متحدون تحت راية الأمل، عازمين على استعادة حريتهم. على الرغم من الفقدان والألم، نما في قلوبهم شعلة من التحدي لمواجهة إيريس.
انضم لهم كاسيوس وبقي يتدرب ويدربونه من صغره و مع مرور السنوات، أصبح كاسيوس قائدًا بارعًا يتمتع بقدرات فريدة في فنون القتال والتخطيط الاستراتيجي. كانت كلماته تُلهم الآخرين، وكان يُعبر عن الأمل الذي كان غائبًا في قلوبهم. لكن على الرغم من هذه القوة، ظل شعور الفقدان يطارد كاسيوس، مُذكرًا إياه بالمسؤولية الملقاة على عاتقه.ذات ليلة، بينما كان المضيئون مجتمعين في مخبأهم تحت ظلال الأشجار العالية، عثر كاسيوس على وثائق قديمة تتحدث عن "حجر الأقدار"، وهو حجر يُقال إنه يمتلك قوى سحرية هائلة، قادر على هزيمة إيريس. كانت الوثائق تتضمن أساطير عجيبة، تروي كيف يمكن لهذا الحجر أن يُعيد النور إلى المملكة.
اجتمع المضيئون حول كاسيوس عندما أعلن اكتشافه. "إذا عثرنا على هذا الحجر، يمكننا أن نحرر مملكة أورورا من براثن الظلم"، قال بصوت واثق. لكن سرعان ما بدأت التساؤلات تتصاعد، حيث خشي البعض من العواقب المحتملة لهذه المهمة الخطيرة. ومع ذلك، سرعان ما استعاد الأمل طريقه إلى قلوبهم، ووافق الجميع على البدء في مغامرتهم.
في صباح اليوم التالي، بدأ كاسيوس والمضيئون تحضيراتهم للانطلاق. كانت الرحلة نحو "مملكة الظلال" المليئه بالمخاطر حيث يعتقد ان الحجر مخبأ بها ، الغابات المحيطة بها كانت تتجول فيها مخلوقات غريبة، وعليهم توخي الحذر. تجمع المضيئون، وارتدوا دروعهم، وحملوا أسلحتهم، واستعدوا لمواجهة المجهول.
بينما كانوا يسيرون عبر الممرات الضيقة المظلمة، استشعر كاسيوس وجود شيء غير عادي في الهواء. كانت الطاقة المحيطة بهم مُثقلة بالغموض، وكأن العالم نفسه يترقب تحركاتهم. فجأة، سمعوا همسات غريبة تتردد بين الأشجار، وكأن كائنات ما تُراقبهم.
اقترب كاسيوس بحذر، ليجد نفسه أمام مخلوقات مجهوله تتلألأ في الظلام. كانت تتراقص حوله، وكأنها تُعبر عن ترحيبها، ولكن كاسيوس كان يشعر بالتوتر. "نحن نبحث عن حجر الأقدار"، قال بصوت هادئ، "هل يمكنكم مساعدتنا؟"
توقفت المخلوقات، وبدا أنها تتبادل النظرات، وكأنها تتشاور فيما بينها. كانت اللحظات مشحونة بالتوتر، لكن كاسيوس كان مُصممًا على تحقيق هدفه. وعندما هدأت الأجواء قليلاً، اقتربت إحدى المخلوقات، وسرعان ما تفاجأ كاسيوس بسماع صوتها، صوت كأنه همسة رقيقة تنبعث من عمق الزمان.
"لقد انتظرتكم طويلاً، أيها المحاربون. إن حجر الأقدار ليس مجرد حجر، بل هو رمز للأمل"، قالت المخلوقه، بينما انطلقت نحو كاسيوس. "لكنه محاط بالظلام، وعليكم أن تكونوا مستعدين لمواجهة تحديات لا تُحصى."
وبهذا، أدرك كاسيوس والمضيئون أنهم قد دخلوا مرحلة جديدة من مغامرتهم، حيث سيكون عليهم مواجهة أسرار وعقبات لم يتوقعوها. ومع ذلك، كانت قلوبهم مليئة بالأمل، وعزمهم على مواجهة الظلام أصبح أقوى من أي وقت مضى. فبينما كان الليل يقترب، بدأوا رحلتهم نحو المصير الذي من الممكن ان يغير مجرى تاريخ مملكة الوعد المضيء إلى الأبد.
-------------------------------------لو عجبتكم اعملو اي حاجه تدل علي انها عجبتكم🙂🙂