تَدهِشني قُدرتك على قلبي ،قلبي الذي أظنه صلب في أغلب الأحيان كيف يكون معك بكل هَذا اللّين دَائماً
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند ادهم و كارمن
كانت صدمته أقوى من صدمتها ، و للحظة توقف عقله عن التفكير ، لا يعرف ماذا يفعل ؟
لا يدري كيف حدث ذلك ؟
كيف له ان يصفع من سلبت فؤاده ، لكنها استفزته بشدة ، فمنذ نزولها الشركة من الأمس وأعصابه تحت ضغط مستمر ، ولم يستطع السيطرة على نفسه أكثر من ذلك.
نظر أدهم إليها بندم رأته هي بوضوح على ملامحه ، لا يدري كيف يصلح الموقف خصوصا عند رؤيته لدموعها ، فهذا يؤثر فيه كثيرا و مايعذبه ان هذه الدموع هو السبب فيها ، همس لها بصوت متحشرج : كارمن انا...
هزت رأسها رافضة ، غير راغبة في سماع صوته أو التواجد معه في هذه اللحظة ، لا تعرف حتى ماذا تقول؟
تشعر بمرارة الإهانة في حلقها ، لأول مرة تتعرض للضرب ، هل هو حقاً يكرهها لهذه الدرجة ؟
تحركت أمامه راغبة في مغادرة الغرفة في أسرع وقت ممكن.
تجمد أدهم للحظة مكانه ، وهو يراها تهرب من أمامه ، غير قادر على الحركة ، ولكن قبل أن تصل إلى باب الغرفة ، شعرت أن يديه تلتف حول خصرها ويرفعها عن الأرض.
فوجئت كارمن بحركته وصاحت بدهشة : ايه دا بتعمل ايه !! سيبني
حاولت ان تفلت منه بكل قوتها ، لكنه كان يمسكها جيدًا ، ومشي بها ليضعها على السرير وسط مقاومتها له ، ثم اعتلاها يثبت ساقيها بركبتيه ، و هو يستلقي فوقها بجذعه العلوي لمنعها من الحركة تماماً ، بينما يمسك يديها على كلا الجانبين ، لتقييد حركتها وهو يشبك أصابعه بين أصابها.
حاول ادهم تهدئة غضبها قائلا بإعتذار متوتر : اهدي انا اسف مقصدتش..
قاطعت حديثه بصوتها الباكي قائلة بقهر و حدة : مقصدتش تمد ايدك عليا و تهيني بالشكل دا .. انت انسان همجي ابعد عني
لم يكترث بكلماتها ، شاعراً بالغضب من نفسه وهو ينظر إلى وجهها المملوء بالدموع ، ووجنتها التي ظهرت عليها بوضوح آثار أصابعه من صفعته لها.
هبط في صمت بشفتيه على خدها ، وقبلها بحنان شديد لدرجة أنها للحظة توقفت عن الحركة بصدمة ، و شعرت ان قلبها يدق بجنون داخل صدرها ، وهي تفكر هل هذا الرجل مصاب بإنفصام في الشخصية.
كيف له يؤذيها ، ثم يقبل ألمها بكل هذه المشاعر الحارة؟
ظل يقبّل كل شبر من وجهها برفق ونعومة ، وتدريجياً تباطأت حركتها الهوجاء اسفله حتى سكنت عن الحركة تمامًا ، وعيناها شبه مغمضتان بسبب القشعريرة اللذيذة التي تشعر بها في جميع انحاء جسدها من ملمس شفتيه ، ومن انفاسه الساخنه على وجهها.
بعد عدة ثوان معدودة شعرت بشفتيه تنزلان بتمهل مثير على رقبتها لتوزيع قبلاته عليها ، والتي تحولت بعد لحظات قليلة من لمسات ناعمة إلى قبلات عاطفية شغوفه للغاية ، وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها من شدة شوقه ولوعه بها.
أغمضت كارمن عينيها وهي تلهث بإضطراب ، و تذوب لا إرادياً في عالم آخر من تأثير قبلاته الرائعة لها.
بعد لحظات ، رفع وجهه إليها يحدق بها بنظرات مشتعلة وأنفاسه تتسارع من مشاعره المفرطة ، وعيناه تجولان على خصلات شعرها المتناثرة على وجهها عندما كانت تتحرك للتخلص منه ، ثم انتقلت عيناه إلى عنقها المرمري الذي يظهر عليه بوضوح علامات ملكيته ، برائحته المثيرة التي تداعب أنفه وتثيره أكثر ، ثم نظر إلى شفتيها المغريتين له اللتين تفترقان بعض الشيء عن بعضهما البعض.
فتحت عينيها ببطء عندما شعرت بإبتعاد أنفاسه الساخنة عن نحرها ، لتجد نفسها تنظر مباشرة إلى عينيه اللتين كانتا تحدقان بها بشوق ولهفة واضحة.
ظل ينظر إلى عينيها لحظات ، ثم خفض عينيه ببطء إلى شفتيها ، وقد استفزه حقًا لونها الوردي مثل حبة الفراوله الطازجة لدرجة أنه أراد أن يتذوق طعمها الأن بشدة ، لا يستطع كبح جماح نفسه أكثر من ذلك ، ثم صعد بنظره مرة أخرى يحدق في عينيها ، كما لو كان يرسل لها رسالة واضحة مفادها أنه ينوي تقبيلها.
هبط إلى ذقنها وقبّله بتمهل مثير ، ثم أغمض عينيه وهو يصعد ببطء إلى شفتها السفلية المكتنزة بإغراء ، وطبع عليها قبلة خفيفة في البداية ، وعندما لم يشعر بمقاومة منها ، سحبها بلطف بين شفتيه مستمتعًا بمذاقها اللذيذ ، ثم إنتقل إلى شفتها العليا ، يلتهمها بنفس الحرارة ، فإنتفض جسدها بإستجابة مع رعشة قوية من الإحساس الرائع الذي شعرت به بين ذراعيه ، وأغلقت عينيها بذوبان.
كان سعيدا و هو يشعر بإستجابة جسدها للمساته ، و هي تبادله نفس اللهفة بقبلة ، ففك تشابك أصابعهم تدريجياً معمقاً قبلتهما بشغف ، ووضع يديه على خصرها بشكل تملكي مقربا جسده علي جسدها اكثر.
كان قلبها ينبض بإثارة وحماس ، وشعرت أن يده تضغط بمداعبة مثيرة على خصرها عندها وجدت نفسها بشكل لا إرادي ترفع يديها حول رقبته ، وتضع أصابعها في شعره البني الكثيف ، وتشد خصلات شعره الناعمة بضعف ، وتبادله هذه القبلة النارية ، ممَ جعله يئن بمتعه بين شفتيها ، وأراد أن يبقي معها هكذا لفترة أطول ، لكن كان عليه أن يفصل شفتيهم حالما شعر أنهما بحاجة إلى الهواء.
ابتعد أدهم قليلاً عن وجهها ، متكئاً جبهته برفق على جبهتها ، يلهث معها بشدة ، ثم رفع شفتيه الدافئة إلى جبهتها يقبلها بحرارة ودفء ، ثم نهض من فوقها ، واتجه إلى الحمام مباشرة دون أن ينبس ببنت شفة.
فتح أدهم الماء البارد على رأسه ، محاولًا تهدئة نفسه ، يفكر إذ لم يسيطر على نفسه بصعوبة كان سيمتلكها بهذه اللحظة ، فقد جن جنونه حينما شعر بهذه الاستجابة اللذيذة منها ، ولكن هذا ليس الوقت المناسب لفعل ذلك ، لا يريدها أن تشعر أنه يريد جسدها فقط ، ويجب تسوية كل شيء بينهما أولاً حتى تصبح زوجته بالفعل.
اما هي بقيت مكانها ، عيناها مغلقتان ، تتنفس بصعوبة و قلبها ينبض بإضطراب ، وأفكارها تتصادم بحدة في رأسها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في منزل مالك البارون
خرجت يسر من المطبخ بعد إعادة ترتيبه بعد الإفطار ، وهي تدور حول نفسها حائرة بما ستفعله الآن بعد أن ذهب مالك إلى العمل وياسين الي الروضة.
ضحكت بخفة وهي تلتقط هاتفها المحمول ، وتذكرت كلمات مالك التحذيرية لها قبل يذهب إلى عمله بأن لا تبلغ كارمن أنها سافرت مع زوجها في إجازة ، لأن حينها ستعرف أن أدهم يكذب عليها بعد أن قال لها أن مالك مشغول في الشركة الأخرى.
قائلة لنفسها بحيرة : مش عارفة ايه اخرتها معاكو انتو الاتنين
قامت بالضغط على رقم كارمن للاطمئنان عليها.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند كارمن
بقيت في مكانها على السرير متجمدة ، تحاول أن تجمع شتات نفسها المبعثرة ، وتنظيم تنفسها حتى سمعت رنين هاتفها ، فالتقطته ببطء من على المنضدة ، وهي تزفر بإضطراب عندما رأت اسم يسر على الشاشة.
جاهدت تنظيم تنفسها ، ثم أجابت بصوت خرج مهزوز رغماً عنها : اا .. الو
يسر بمرح : ايه يا قلبي وحشتيني
كارمن بصوت مرتجفاً قليلاً : ازيك يا يسر و انتي كمان وحشتيني
يسر بإستغراب : مالك بتنهجي كدا ليه !!
أجابت كارمن وهي تكافح للسيطرة على حالتها : احم انا بخير مفيش حاجة
رفعت حاجبيها بدهشة وابتسمت قائلة بمكر كأنها فهمت ما يحدث مع صديقتها : هو انا اتصلت في وقت مش مناسب و لا ايه يا روما باين عليكي اخيرا رضيتي عنه
تصاعدت الحرارة بقوة في خديها ، وهي تتذكر قبلتهما النارية وانجرافها في دوامة المشاعر الثائرة التي افقدتها عقلها تماما ، ثم ردت بانفعال : بطلي كلام اهبل مش نقصاكي يا يسر دلوقتي قولتلك مفيش حاجة
يسر بغيظ : اه يا واطية بتخبي عليا ماشي اما اشوفك هخليكي تقري بكل حاجة
كارمن بنفاذ صبر و كذب : يا بنتي مفيش حاجة تتحكي
اردفت محاولة تغيير الموضوع : و بعدين انتي فين بقالك كام يوم رنيت عليكي كذا مرة و مكنتيش بتردي
يسر بكذب هي الأخرى و عينيها تدور في كل مكان امامها : ابدا كنت مشغولة في البيت شوية و مع جوزي حبيبي مش زي ناس مهملة في جوزها
ضحكت كارمن قائلة بقهر : تصدقي مافيش فايدة فيكي ماشي انا هروح الشركة دلوقتي لما ارجع هكلمك
يسر : ماشي حبيبتي مع السلامه
كارمن : سلام
أغلقت معها وهي تستدير إلى المرايا ، ورفعت عينيها تنظر إلى نفسها في المرايا لتشهق بفزع ، وتضع راحة يدها علي فمها ، وهي في حالة صدمة من انعكاسها الغريب في المرايا فشعرها مبعثراً ، وشفتاها ملطختان بأحمر الشفاه حول فمها بفوضوية ، وما اثار ذعرها حقًا هي العلامات الحمراء الداكنه التي تركها أدهم على رقبتها ، فهذا الأمر الذي زاد من حدة غضبها أكثر.
لطمت علي خديها بحيرة تحادث نفسها في المرايا كالمجنونه : يا نهار اسود هخرج انا ازاي كدا دلوقتي .. منك لله يا ادهم الزفت اما وريتك
ركضت بسرعة إلى حمام الجناح ، ثم فتحت الماء وظلت تمسح آثار شفتيه عن وجهها ورقبتها ، لكن هذه العلامات لم تختفي ، كادت تبكي بقوة ، وشتمته بكل الكلمات التي تحفظها ، ربما تهدأ نار غضبها.
★★★
في هذا الوقت ، خرج أدهم من الحمام يلف نصفه السفلي بمنشفة ، واستدارت عيناه بالمكان ، لكنه لم يجدها ، ففتح باب الغرفة وسمع خرير الماء يأتي من حمام الجناح.
ظهرت ابتسامة ماكرة على شفتيه ، ثم دخل غرفة الملابس ، وأخرج له بذلة أنيقة ، ودخل الحمام مرة أخرى.
★★★
انتهت كارمن من غسل وجهها جيداً ، ثم توجهت إلى غرفة الملابس بحثًا عن شيء آخر ترتديه حتى اختارت بلوزة باللون البيج برقبة عالية قليلًا وبنطال بني.
ظبطت شعرها حول رقبتها بعد ان وضعت بعض البودرة لإخفاء آثار هذه العلامات على رقبتها ووجهها ، و اخذت تتواعد لأدهم كثيرًا لما يفعله معها ، وتشعر أنها تريد أن تقتل نفسها لاستسلامها المخزي بين يديه.
تكلمت كارم مع نفسها بغضب : غبية غبية انا ازاي استسلم في ايده كدا بعد ماضربني و بهدلني بالمنظر دا ازاي .. برافو عليكي يا كارمن دوبتي في ايده في ثانية و نسيتي كل حاجة..
لكنها ستنزل إلى العمل ، ولن يوقفها شيء ، طالما أنها بدأت العمل مرة أخرى ، يجب عليها الإكمال إلى النهاية.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
خارج غرفة الملابس
كان أدهم في ذلك الوقت قد ارتدي ملابسه و يقف أمام المرايا يضع من عطره المفضل ، فرآها تغادر غرفة الملابس مرتدية ملابس محتشمة أكثر من ذي قبل ، لكنها لم تخف جمالها ، بل على العكس ، أصبحت أكثر جمالًا في عينيه.
شاهدها تخرج من الغرفة كلها ، ولم تنظر إليه بنظرة واحدة وكأنه غير موجود ، فكان غاضبًا من تجاهلها له الذي يتلف أعصابه ، وهمس بداخله : كل ما اقرب منك خطوة الاقي نفسي بعمل حاجة ابعدك بيها عني شارع بحالو .. تعبتيني جامد معاكي يا كارمن
ثم ترك ما في يديه ، وذهب وراءها لينزل ويفطر معهم بالأسفل.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في شركة مراد
يسير داخل الشركة بهيبته الطاغية دون أدنى اهتمام بنظرات الموظفات المعجبات به.
لا أحد يعرفه جيدًا من الداخل الكل معجب بمظهره الأنيق وملامحه الرجولية الوسيمة وامواله الطائلة ، لكنهم لا يعرفون ما وراء ستار الجمود الدائم والغضب الذي يتعامل به مع الجميع.
وصل إلى مكتبه وجلس على كرسيه بشموخ ، ورأى حاتم يدخله قائلا بقلق : انت كنت فين يا مراد من امبارح بكلمك و تليفونك مقفول
زفر بنفاذ صبر ، حيث أن مزاجه متعكر بشدة ، ولا يستطيع تحمل أي أسئلة الآن ، قائلاً باختصار : كنت في الشقة القديمة
اتسعت عيون حاتم بدهشة وخوف ، فلا يذهب مراد إلى هناك الا عندما تسوء حالته النفسية كثيرًا ، هتف حاتم بنبرة قلق صادقة : مالك يا بني احكيلي ايه اللي حصل و ليه روحت هناك!!
مراد بصوت اجش : وحشوني يا حاتم روحت افضفضلهم باللي جوايا و مش قادر اقوله لحد
شعر بتعاطف كبير تجاهه فبرغم طبيعته العنيفة ، ولكن بداخله طفل صغير حرم من والديه وأخته ، عندما أخذهم الموت أمام عينه وقال : طب احكيلي انا معاك اهو
نظر مراد إليه بعيون حمراء من غضبه الداخلي قائلا بلوعة : بحبها يا حاتم مش حب امتلاك و لا رغبة زي ما كنت بوهم نفسي .. لا بحبها بجد و مش متقبل ابدا انها علي ذمة الزفت ادهم دا .. انا محتجلها اكتر منه .. لكن متقيد لا عارف اقرب و لا عارف ابعد خايف عليها من اللي ممكن يجرالها لو الاوس** اللي بشتغل معاهم عرفوا انها نقطة ضعفي
حاتم بتنهيدة : اهدا طيب و هنلاقي حل للناس دي احنا خلاص قربنا نخلص منهم .. بس لو فعلا بتحبها يبقي خليك بعيد عنها محدش عارف الناس دول ممكن يعملو ايه لو عرفو بإهتمامك بيها و متنساش وراك سفر و لازم تبقى مركز النهاية قربت...
هز مراد رأسه متفقًا مع رأيه ، فلا شيء في يديه الآن ، ثم خرج حاتم تاركًا مراد غارقًا في أفكاره السلبية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل السادس و العشرون
قراءة ممتعة يا حلوين
توقعتكم
رنا محمد