كيف تأكدتي انه يحبك ؟
_ كان دائما يري سعادتي مسؤليته ، و لا يقوي ان يراني حزينه ..
حتي عندما كان مشتتا كان يربت علي كتفي و يشعرني بالامان ،
اهتمامه في عز انشغاله يثبت لي اني في حضرة عاشق ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عند نادين
سرعان ما صعدت نادين السلم عندما لم تستطع الصعود في المصعد لوجود عطلا ما فيه.
وصلت إلى الطابق الذي تعيش فيه ميرنا ، ومشت بخفة نحو الشقة بينما كانت تتطلع حولها للتأكد من عدم وجود آثار لأي شخص ، ونزلت برفق على ركبتها أمام المشاية على عتبة الباب و رفعتها حتي ظهر المفتاح الاحتياطي للمنزل ، التقطته بسرعة واستعدت لفتح الباب على عجل ، شاكرة حظها على معرفة مكان المفتاح ، و إلا كانت سوف تنتظرها على السلم.
دخلت نادين المنزل بخطوات هادئة ، تنظر عن كثب ، ربما تلمح صديقتها ، لكن الصمت يخيم على المكان بقوة.
تحركت صوب الكنبة وجلست عليها ، بإرهاق واضح ، وأعصابها قد خارت مما حدث وما سيحدث ، لابد أن الشرطة علموا الآن أنها وراء ما حدث ، وأن أدهم سينتقم منها هذه المرة بلا رحمة.
رمشت نادين في تعجب ، وهي تستمع لأصوات ضحكات مكتومة قادمة من غرفة نوم ميرنا ، زمت شفتيها بفضول ونهضت ببطء من مقعدها لتتجه نحو الغرفة بخطوات صامتة ، حيث نزعت عنها الحذاء ذو كعب حالما دخلت المنزل.
★★★
بداخل الغرفة
كانوا مستلقين على السرير ، يلهثون لالتقاط الأنفاس ، بعد عاصفة المحرمات التي كانوا يغرقون في بحارها منذ لحظات ، قبل أن يغمغم قاسم بتفكير : عارفه بعد ما نتلايم علي الكاشات من ورا العملية دي هاخدك و نسافرلنا يومين حلوين نمتع فيهم نفسنا
التفتت ميرنا إليه بجسدها ، ووضعت كفها تحت خدها على الوسادة ، لتقول بنظرات ساخرة : لا والله وهتسيب نادين بتاعتك
زمجر قاسم بخشونة ، قائلا بإستخفاف : اسيب ابوها هي ماتلزمنيش اصلا لولا انها ماسكة فيا وبستفيد منها كل فترة بقرشين كنت رميتها من زمان
عقدت ميرنا حاجبيها بقوة ، وهي تقول بتهكم : وعايزني اطمنلك ازاي بعد ما قولت كدا .. يمكن يجي عليك يوم وتشوفني مصلحة وبس
قام قاسم متكئًا على مرفقه ، ومد ذراعه خلف رقبتها ، يجذبها من شعرها بلطف ويقبلها بخشونة رجولية لذيذة على شفتيها ، قبل أن يهمس بعيون براقة من الرغبة التي إشتعلت من جديد في جسده : انتي حاجة تانية بتعجبني قوتك و تقلك عليا وبعدين أنا لو بفكر فيكي كدا ماكنتش قولتلك الكلام دا
سألته ميرنا وهي تمرر يدها في شعرها بتنهيدة ناعمة : تفتكر إمتي هنرتاح من كل الدومات دي؟
قال قاسم بثقة : هانت قربنا اول ما نستلم الفلوس من طليق نادين هنسافر و تخلصي من ورثة جوزك اللي مات و نعيش برا حياتنا كلها
قالت ميرنا بلهفة : ياريت يحصل دا بسرعة..
أردفت بنبرة حقد واضحة : بس قبلها لازم اشوف ذل نادين اكتر من كدا بعد ما تعرف انك رميتها عشاني
عند هذه النقطة ، دفعت نادين الباب بعنف لتظهر منه ، مشيرةً مسدسًا نحوهما ، قائلةً بحدة ، وعيناها تومضان بجنون وغضب بعد أن فهمت ما كان يدبر من وراءها : اه يا كلبة بقي انتي وهو يا حثالة عاملين عليا خطط و عايزين تغدرو بيا يا اندال
نهض قاسم عاري الصدر ، مرتديًا سروال قصير فقط ، واقفًا بجانب السرير ، صارخًا من الفرغ والارتباك ، وعيناه تبرزان من مكانها بصدمة : اهدي يا نادين انتي فاهمه غلط
صاحت نادين بتحذير شرس ، وهي تمسك المسدس جيداً بكلتا يديها عندما وجدته يحاول الاقتراب منها : انا دلوقتي فهمت صح خليك عندك انت وهي المسدس متعمر
بينما على الجانب الآخر من السرير ، وقفت ميرنا بملابسها الداخلية فقط ، وشحب وجهها من الذعر ، كما أن أطرافها تخدرت ممَ يحدث أمامها ، والذي لم تكن مستعدة له على الإطلاق.
قالت ميرنا بنبرة هادئة ومهزوزة لا تخلو من اضطراب شديد : قالك اهدي يا نادين انتي مش مش فاهمه حاجة تعالي نقعد و نتفاهم مع بعض
إبتسمت نادين علي كلماتها بجنون ، وتزمجر عليها بحدة ، بعد أن بصقت عليها في اشمئزاز : الوقت فات يا حلوة انسي .. ادهم خلاص عرف اني انا اللي ورا خطف مراته و بيدور عليا
تمتم قاسم بذهول : ازاي!!
هتفت نادين بسخرية بينما تشتعل عيناها بالغضب : ما انت لو بترد علي تليفونك كنت عرفت .. لكن كويس اللي حصل دا كله عشان اعرف اني كنت لعبة في ايديكو .. عايزة تذليني يا صاحبتي!!
تغيرت ملامح ميرنا إلى الشراسة ، حيث تمكن منها شيطانها ، وصرخت في وجهها بينما تلمع عيناها بالكراهية ووالحقد ، وللمرة الأولى تخلت عن قناع الطيبة الذي كانت تتصنعه معها : ايوه عايزة اذلك و اخليكي تتوجعي مية مرة و انتي تستحقي اكتر من كدا بسبب تكبرك و انانيتك اتعلمت الحقد منك انتي
وجهت نادين نظرتها الزائغة نحو قاسم ، وهي تشعر الألم الشديد يعصف بقلبها من صدمتها في من يقف أمامها ، لكنها ابتسمت ساخرة في نفسها ، كيف تتوقع منهم الوفاء ، وهي في الأصل أكثر خيانة منهم ، فمن يكافئ الناس بالمكر يجازونه بالغدر ، قائلة بإنفعال : وانا ليك مصلحة ولما قربت تنتهي عايز ترميني زي الكلبة مش كدا!!
ابتلع قاسم لعابه ، وهو يحاول أن يفكر في طريقة لإيقافها عن ذلك الجنون ، قائلاً بلطف كاذب : اهدي يا نادين بلاش جنان
ابتسمت نادين بسخرية ، لتقول بهستيرية ، وصوتها محتقن بالإختناق : انت جبت المفيد انا هموتكو دلوقتي و مش هتحبس فيكو يوم عشان مجنونة
أنهت جملتها ، ودون أن تدرك كيف فعلت ذلك ، وجدت نفسها تضغط على الزناد ، وتوجه المسدس إلى قاسم الذي إندفعت الرصاصة في صدره.
ثم حركت المسدس في يديها ، ووجهته نحو ميرنا التي جحظت عيناها مرعوبة عند رأيتها سقوط قاسم غارق في دمائه.
نظرت إلى نادين ، وهي تصرخ في هلع ، لكن صراخها تجمد عندما أصيبت في بطنها برصاصة من مسدس نادين التي تسمرت لحظات في مكانها ، وهي تراهم مستلقين على الأرض ، والدماء تحتهما مثل بحيرة صغيرة.
ابتلعت نادين لعابها بصعوبة ، ثم هرولت نحو حقيبة ميرنا بتعثر ، وبحثت عن مفاتيح سيارة ميرنا حتي وجدتها وحملت حقيبتها الخاصة ، ووضعت المسدس فيها ، ثم ركضت إلى الخارج وهي ترتجف بعنف.
ركبت نادين السيارة بعد أن تمكنت من فتح الباب بصعوبة ، لأن أصابعها كانت ترتعش من الخوف.
إنطلقت بالسيارة بعد أن ادارت المحرك بأقصى سرعة محاولة الهرب ، بينما كانت عيناها تنزف بدموع كثيرة ، وهي تهذى بكلمات غير مفهومة من شدة خوفها.
في ذلك الوقت ظهرت شاحنة ضخمة على الجانب الآخر أمام سيارة نادين ، والتي لم تنتبه لها بسبب كثرة البكاء.
حاول السائق تفادي السيارة ، وأطلق جرس الإنذار ، لتحذير من كان جالسًا في السيارة الأخرى ، لكن نادين أدركت ذلك في الوقت متأخر كثيرا ، لأنه بمجرد أن إنحرفت بالسيارة بعد أن فزعت من رؤية تلك الشاحنة أمامها فقدت السيطرة علي السيارة.
انقلبت السيارة عدة مرات قبل أن تصطدم بعمود كهرباء ، وانفجرت على الفور مسببة حريق هائل و مفزع ، لكل السائرين في ذلك الطريق.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
عند أدهم
وصل أدهم إلى المكان حسب الموقع الجغرافي الذي لم يكن سوى أحد المستودعات الخاصة ، لشركات مراد التي احتفظ فيها ، بهؤلاء الأوغاد حتى وصول الشرطة.
ظهر أدهم الذي خلع سترته ، وألقاها بإهمال في السيارة بالخارج ، وطوي أكمام قميصه رغم برودة الطقس استعدادًا لأي شيء.
بجانبه سار مالك أيضًا ودخلو المخزن ، وخلفهم كان حراس أدهم ، الذي أصر مالك على أن يكونوا معهم ، فلا أحد يعرف ما إذا كان هذا فخًا أم حقيقة.
همس أدهم بصوت أجش مصدوم من رأيته لمراد الذي تذكره من الوهلة الأولى : انت بتعمل إيه هنا!!
كاد مراد أن يرد عليه ، لكن سبقه صوت حاتم مبادرًا الحديث لإنقاذ الموقف ، فهو أفضل من يعرف جيداً بلسان مراد اللاذع ، قائلا بهدوء وهو يشير إلى الجانب الآخر بإصبعه : ممكن تهدي يا أدهم بيه مراتك حضرتك كويسة جدا .. اهي اطمن عليها بنفسك وبعدها نتكلم
★★★
....: أدهم
أدار جسده للجهة الآخري فور أن سمع اسمه ، الذي صرخت به كارمن بصوت متلهف مرتجف ، والتي ما زالت مذعورة ممَ حدث معهم.
قبل لحظات قليلة
كارمن جالسة على كرسي عريض ، وركبتيها مضمومة نحو صدرها ، ورأسها مخبأة بين ساقيها من الخوف بينما تتمسك بيد نسمة التي تجلس بجانبها ، وتحاول أن تخفف عنها ، وهي أيضًا مذعورة بعد أن شاهدت الضرب العنيف الذي تعرض له هؤلاء المجرمون من حراس مراد ، الذي لم تترك عيناه ملامحها ، ممَ جعلها متوترة للغاية.
توجه أدهم إليها فورًا متجاوزًا رغبته في استجواب مراد حاليًا حول ما يحدث ، بالتزامن مع قيامها من الكرسي بضعف من تأثير المخدر.
انتظرت كارمن حتى وصل إليها ، ودون سابق إنذار قفزت في حضنه ، متشبثة في عنقه بكل ما أوتيت من القوة ، وتغمر رأسها في تجويف رقبته.
أطلقت العنان لدموعها التي ظلت حبيسة طوال تلك الفترة ، وعندما شعرت أخيرًا بالأمان الذي فقدته خلال الساعات الماضية ، انفجرت في بكاء مرير بسبب خوفها الشديد ، والوقت الصعب الذي مرت به أثناء بعده عنها.
بينما أدهم إحدى يديه على شعرها يربت عليه بحنان ، وذراعه الأخر يحيط به جسدها بإحكام و حماية ، ويضمها بقوة إليه ، هامسًا بإسمها بصوت مختنق ، متألماً من شعوره بالذنب لأنه لم يتمكن من حمايتها كما يجب.
فى حين كان الخوف من فقدانها لا يزال يكتنفه بألم رهيب في قلبه ، بدأ يهدأ قليلاً وهو يضمها على صدره.
قام بتمرير يده برفق على ظهرها محاولاً بث الطمأنينة في نفسها ، رغم أنه كان هو من كان يحتاج ذلك الشعور ، فقد جن جنونه من تخيل شيء سيء يحدث لها ، وتفاقم غضبه على نفسه عندما ذاق المرارة والعجز لأول مرة في حياته ، ثم همس بحنو بالغ : اهدي يا قلبي خلاص انا معاكي
همست كارمن بصوت مكتوم خنَّقته العبرات التي بدأت تزرفها بإرتجافة وتحاول شرح ما حدث معهم ، وهي لا تزال متعلقة بشدة بعنقه كما لو كانت طفلة صغيرة : انا اسفة يا ادهم .. والله كنت عايزة اجيبلك هدية .. وماكنتش عايزاك تعرف عشان كدا .. مخدتش غير نسمة معايا .. في العربية لحد ما طلعو علينا الناس دي وخرجونا من العربية بالعافية و حطو منديل علي بوقي ماحسيتش بنفسي غير وانا هنا
أدار أدهم رأسه إلى مكان ما أشارت برأسها ، وكأنها لفتت انتباهه الآن فقط لأولئك الذين ملقي بهم بإهمال في أحد أركان المخزن ، وبدا أنهم جميعًا في حالة يرثى لها ، وكانت وجوههم منتفخة ومتورمة مليئة بالدماء بعد تلقيهم ضربات عنيفة وهم مقيدون أيديهم.
دفع أدهم جسد كارمن بلطف بعيدًا عنه ، لتتمسك فى نسمة ، وهي تنظر إليه بقلق ممَ ينوي زوجها القيام به ، الذي ركض نحو من يرقدون على الأرض.
★★★
اندفع أدهم نحو أحدهم ، وجذبه بعنف من ياقة قميصه ، مغمغمًا في أذنه ، و يجز علي أسنانه بقسوة : انطق منك له قبل ما اخلص عليكو قبل حتي ما البوليس يوصل و مالكوش ديه عندي .. عملتو كدا ليه ومين اللي وزكوا !!؟
ابتلع سمير لعابه بخوف من نظرة رجب الحادة إليه ، لكن نظرة أدهم أثارت الذعر فيه بقوة ، خاصة حالما تحدث بجدية عن القتل ، فهو قادر على ذلك ، واستشعر ذلك من هالته المخيفة أمامه ، لذا نطق بسرعة : يا بيه احنا عبد المأمور جه واحد اسمه قاسم اتفق معانا علي خطف وحدة واننا نراقبها مترح ماتروح من غير ماحد يحس وفي اول فرصة نخطفها عشان يساومك بها
سأله أدهم مزمجرًا فيه بشراسة ، أرعبت سمير الذي كانت عيناه مغمضتين تقريبًا بسبب تورم الكدمات الزرقاء والسوداء على جفنيه : يطلع مين قاسم دا انت هتنقطني ما تقول اللي عندك كلو وتخلصني يا حيوان
حدق به سمير في ذعر من لهيب الغضب اللامع في عينيه ، وهو يهز رأسه مستسلما ، وأجابه بصوت مرتعش يلهث : حاضر حاضر اللي اعرفو انه اسمه قاسم و هو فهمنا ان كل دا من تدبير وحدة ست اسمها نادين وهي اللي كانت بتتواصل معانا من التليفون حتي الرقم موجود علي موبايل رجب اللي خطط لكل حاجة يا باشا
صرخ رجب عليه بشتم بسبب إعترافه عليهم بتلك البساطة : يا ابن الكل*ب اما انك خسيس بصحيح
ظهرت على مُحيّا أدهم علامات الغضب الناري ، وهو الآن تأكد من شكوكه ويقسم بداخله أن يقتلها ، ولن يوقفه شيء هذه المرة مهما كان.
سرعان ما نفض ذلك الأحمق من يده في اشمئزاز ، واستدار عندما سمع صوت نسمة التي هتفت باسم كارمن ، ورآها تسقط بشكل ضعيف ، وأصبحت ساقاها مثل الهلام بين ذراعي نسمة التي حاولت بقوتها الضعيفة أن تساندها ، لكنها لم تستطيع الصمود أكثر ، فصاحت عليها بخوف.
ركض الجميع نحوهم ، وأخذها أدهم بين ذراعيه ، ورفعها على صدره لتستريح عليه ، وهو ينظر إليها بلهفة ، لتضع رأسها وعينيها مغلقة ، بينما تعتلى شفتيها شبح ابتسامة من تصديقه للعرض التمثيلي الذي قدمته الأن حتى تشغله عما يفكر فيه ، حالما سمعت اسم نادين ، واثقة من أنه سيفعل شيئًا متهورًا ، وقد يؤذي نفسه بسبب تلك الأفعى التي لا تريد أن تترك حياتها بسلام.
هتف أدهم بها بذعر : كارمن حبيبتي انتي كويسة حاسة بإيه ردي عليا!!
تحدثت نسمة بسرعة بقلق : اكيد ضغطها وطي من الخوف اللي حست به
تنهد مراد قبل أن يقول بهدوء : انا رأيي انك تاخدها و تخرج من هنا الشرطة خلاص علي وصول
نظر إليه أدهم بنظرة حادة ، وقال بإصرار بعد أن اطمئن قليلاً إنها بخير : مش همشي من هنا قبل ما افهم انت بتعمل ايه هنا بالظبط!؟
في الوقت الذي كان مراد يشرح فيه ما حدث ، كان رجب يحاول فك الأربطة حول يديه ، ونجح بالفعل باستخدام أداة حادة التقطها من الأرض دون أن يشعر به أحد ، عازمًا على الانتقام منهم لكرامته ، كما أنه لديه عدة أحكام تمكن من الفرار منها ، حتى وصلت خمسة عشر عامًا ، وقد أوقعه ذلك الوغد الملقب بمراد.
كما أهان أدهم رجولته ، حالما بصق عليه أمام رجاله وقت كان يعنف سمير ، ممَ جعله علقة في أفواههم ، فأثار غضبه الجحيمي عليه ، وأراد أن يحرق قلبه ، فلا يوجد لديه شيء ليخسره.
تسلل من خلف رجاله دون أن يلاحظه أحد ، وأخرج سلاحه الناري الذي كان يخفيه تحت سرواله ، و لحسن الحظ لم يتمكن الحراس من العثور عليه معه.
سمع الجميع أصوات سيارات الشرطة ، وكان حاتم أول من تكلم قائلا بارتياح : اهو البوليس وصل
كان أدهم لا يزال محتفظا بجسد كارمن بين ذراعيه ، مسندة هي رأسها على صدره ، تحيط بذراعيها خصره ، ونسمة تقف بجانبها ، وتفكر بضيق في والدها.
لقد تجاوزت الساعة ميعاد إنتهاء العمل ، و الآن هو قلق عليها بالتأكيد ، بينما كانت عينان مراد الثاقبة تراقبها لا يدري ما الذي يجعله يتصرف هكذا ، لكنها كالمغناطيس تجذبه نحوها دون جهد منها.
رفعت نسمة عينيها تجاهه تلقائيًا ، سرعان ما نظر بعيدًا عنها ، لكن فجأة جحظت عيناه إلى الأمام بصدمة ، حالما رأى ذلك المجرم يوجه سلاحه نحوهم ، وتحديدا تجاه أدهم الذي يقف موليا ظهره على تلك الجهة التي يقف فيه هذا المجنون ، ويشعر ببعض التشوش في عينيه جراء الضرب الذي تعرض له منذ قليل.
أخرج مراد سلاحه الذي لا يتركه من جنبه ، وتحرك بسرعة الفهد واقفا أمام ظهر أدهم مصوبًا سلاحه نحو رجب.
وفي الوقت نفسه ، دوى صوت عيارين ناريين ، تزامنا مع دخول الشرطة المكان ، وصراخ نسمة التي أصابها الذعر ممَ حدث أمامها ، وانكماش جسد كارمن ممَ جعلها تزيد تلقائيا من إحاطة جسد زوجها بحماية وخوف عارم.
تهاوي جسد مراد الذي شعر أن الأرض بدأت تميد به ، والدماء تفر هاربة من جسده ، فسارعت نسمة إليه التي كانت تقف بالقرب منه حتي تسند جسده قبل أن يصل إلى الأرض ، لكنها شعرت برعشة قوية سرت في كامل جسدها ، وإنهارت به على الأرض فور أن رأت الدم تذرف منه بغزارة.
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
في إحدي المستشفيات
جاءت مريم وليلي ركضتين نحو الجالسين أمام غرفة الطوارئ.
مريم بلهفة وخوف : حبيبتي اللي سمعنا دا مظبوط!!
حاولت كارمن التحدث بهدوء : الحمدلله ماحصلش حاجة يا ماما اهدوا
أردف أدهم يستكمل باقي الأحداث بإختصار : اللي اتصاب هو اللي انقذنا كلنا وهو جوا حالا مستنين الدكتور يطلع يطمنا عليه
ليلي بضيق : يا ساتر يارب
اتسعت عينان كارمن بذعر ، وهتفت بلهفة : ماما فين ملك؟
مريم بهدوء : ماتقلقيش سيبناها مع كريمة يا بنتي
خرج الطبيب من غرفة مراد ، ووقف الجميع أمامه في انتظار حديثه ، فقال بجدية : الحمدلله الجرح كان سطحي في كتفه الشمال واحنا عملنا اللازم وخيطنا الجرح
أدهم بهدوء : الحمدلله شكرا يا دكتور
ابتسم الطبيب وقال بهدوء : العفو بعد اذنكم
زفرت مريم براحة لتقول : الحمدلله انه بخير
نظر مالك إلى أدهم بنظرة يفهمها الآخر جيدًا ، ليقول بجدية : لولاه كان ممكن الرصاصة تيجي فيك الحمدلله انه ربنا نجاك و نجاه
أومأ أدهم برأسه في خفة ، وقال بنفس الجدية : عشان كدا هنفضل هنا معه لحد ما نطمن عليه بنفسنا
ابتسمت له كارمن بهدوء مؤيدة لرأيه أيضًا.
بينما ابتسمت نسمة بفرح وراحة ، لم تعرف سببها ، لكنها كانت تدعي من صمام قلبها ألا يصيبه مكروه ، والحمد لله أنه بخير.
....: نسمة
التفتت نحو الصوت ، فوجدت شاهين يجري نحوها ، وقال بلهفة وهو يضم وجهها بيده راغب في الاطمئنان عليها : حبيبتي انني بخير ايه اللي حصل و ايه الدم دا!!؟
نظرت إلى ملابسها المليئة بالدماء ، لكنها شبه مغطاة بسترة مراد التي أعطاها إياها ، قائلة بابتسامة هادئة : اطمن يا بابا والله صدقني انا كويسة دا مش دمي دا دم استاذ مراد
شاهين بتساؤل : مين مراد دا؟
نسمة بإرهاق : هقولك بعدين يا بابا
جاءت كارمن واقفة أمامهم ، وخلفها واقف أدهم ، قائلة بإحراج من شعورها بالذنب : انا اسفة اوي علي اللي حصل كان بسببي
نسمة قالت على الفور قبل أن يتكلم والدها ، لأنها تعرفه جيدا ، يخاف بشدة إذا حدث لها شيء ، حتى لو كان شيئا بسيطا : بابا استاذ أدهم صاحب الشركة و مدام كارمن مراته وصحبتي و والدته و والدتها
شارهين بهدوء : اتشرفت بحضراتكم و كان نفسي نتقابل في ظروف احسن من كدا
إبتسم أدهم قائلا بإحترام : اهلا بحضرتك و متأسفين للبهدلة للي حصلت
نسمة بضيق : الحمدلله انها عدت علي خير
تحدث شاهين بإصرار : مش هتقولي الدم دا جه منين يا بنتي وايه اللي لابسه دا!!
أغلقت الجاكيت جيداً الذي أشار إليه شاهين ، وقالت بحرج : احم دي بتاعت استاذ مراد اللي انقذنا انا و كارمن من اللي خطفونا وللاسف هو اتصاب برصاصة لكن الدكتور طمنا عليه من شوية
هز شاهين رأسه في استسلام ، وسحبها من يدها يسير بها إلى أحد الكراسي القريبة ، وقال : لا حول الله يارب .. طيب تعالي اقعدي هنا لحد ما نطمن علي الراجل ونشكره دا الواجب بعدها نروح عشان ترتاحي
★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••
داخل غرفة مراد
نهض حاتم من الكرسي ، ومشى نحو السرير ، ناظرًا نحو الشخص المستلقي والابتسامة تعلو وجهه ، متذكرًا نظرة الخوف في عينيها والجنة التي شعر أنه وقع فيها ، حالما سقط بين ذراعيها.
شعور غريب أحبه كثيرا ، وظل يتكرر في ذهنه مرارا وتكرارا.
هتف حاتم بغيظ : ايه يا بني هتفضل مستموت كدا كتير .. الناس برا عايزة تطمن عليك!!
استيقظ مراد من أفكاره ، ودمدم بانزعاج : فصلتني دا الملافظ سعد
هتف حاتم فيه بذهول ساخط : ماهو مش معقولة تصرفاتك العجيبة دي فضلت لازق في البت وعامل نفسك دايخ واصابتك خدش بسيط اصلا
اتسعت الابتسامة علي شفتيه ، وقال ببرود : قول للدكتور اني هخرج بليل .. هي لسه برا ولا مشيت!!
برم حاتم فمه ، وقال بقهر : لا انت فعلا هتجيبلي شلل ببرودك دا من امتي بتطيق تقعد في المستشفيات
غمز مراد بمشاكسة وقال بتلاعب : حبيتها دلوقتي
نظر حاتم إليه بإشمئزاز وقال بيأس : سخيف وانا هعرف ازاي انها برا ولالا وانت مقعدني جنبك هنا .. شوية وهيجي الظابط ياخد أقوالك صحصح كدا معايا
★★★
انقطعت محادثتهم بقرع على الباب ، وسمح لهم حاتم بالدخول ، حيث جاء الجميع للاطمئنان على مراد.