◇ جثة في الرواق ◇

•• العائلة الخطأ ••

..Start part 01..

•بين شوارع "سِيافنايا" الضيقة
ووسط الظلال التي تختبئ فيها الحكايات الدامية، تبدأ رحلة غير متوقعة. "آرين" التي لم تعرف يوماً سوى النور والصفاء تجد نفسها في مواجهة مباشرة مع الوحوش الذين لفظتهم المجتمعات. كل خطوة تخطوها في المدينة تشعرها بأنها كالغريبة التي تمشي على أرض معادية، لكن قلبها الطيب يدفعها للاستمرار، رغم الخوف الذي يتسلل إلى أعماقها ..

كانت رحلة آرين في المدينة طويلة ومتعبة، وكانت قد قررت مع أمها أن تشتريا منزلًا مؤقتًا للراحة. بينما كانت أمها تشعر بالإرهاق، طلبت أن تذهب أولًا إلى المنزل.

أخيرًا، وصلت آرين إلى الحي الذي تقطن فيه، وفور دخولها شعرت بشيء غريب، وكأن عينًا خفية تراقب حركتها. كان الباب الرئيسي لمنزلها في مرمى بصرها، وعندما اقتربت منه، همست:
"أمي، وصلت."

لكن شيئًا غريبًا كان في الجو. كانت الرائحة التي تسللت إلى أنفها غريبة ومقلقة.

دخلت المنزل وفتحت مصباح الرواق، لتتفاجأ بمشهد دماء تنتشر في كل مكان. تسارعت دقات قلبها، وتحولت مقلتاها إلى حجمين كبيرين من الصدمة والخوف. هرعت إلى غرفة الجلوس، حيث سمعَت صوت رجل بنبرة مهددة:
"ضعي قدميك داخل الغرفة، أو ستكون نهايتك."

تجمدت في مكانها، ثم رفعت رأسها لترى المتحدث. ومع كل خطوة، زاد خوفها، لكنها أرادت أن تعرف ما الذي يحدث. لماذا كانت هذه الدماء هنا؟ لماذا لم ترد أمها على نداءاتها؟ كانت كل أسئلتها تتسابق في ذهنها.

تسارعت خطواتها إلى الغرف، ونسيت التهديد الذي كان خلفها. وعندما دخلت إحدى الغرف، رأت جزءًا من ساق أمها ممددة على الأرض. ولكن الجسد كان مغطى جزئيًا

في تلك اللحظة، جاء رجل آخر من خلفها وأغلق الباب بسرعة، محاصرًا إياها. اقترب منها أحد الرجال، وقال بصوت مخيف:
"ماذا تريدين؟ من أنتم؟"

قالت هذه الكلمات بصوت مرتعش، بينما عينيها تلمحا جثة أمها أمامها. سقطت على الأرض من هول المفاجأة، وبدأت تمسح على وجه أمها، لكن دموعها لم تكف عن الانهمار.

اقترب منها رجل آخر، سحبها بعنف من ذراعها، وضع سكينًا تحت فكها، وقال بصوت ثقيل:

"هل نسيتي ماذا قلت لك عندما كنت على وشك الدخول؟"

كانت لا تزال في حالة صدمة، تحاول دفع يده بعنف، لكن شيئًا آخر جذب انتباهها. على معصمه، كان هناك وشم عقرب، لكنها لم تعره أي اهتمام في تلك اللحظة، فكل ما كان يهمها هو الصدمة التي كانت تمر بها.