ألين فتاة طموحة تسعى بجدية لتحقيق أحلامها، غير عابئة بالتحديات والصعوبات التي قد تواجهها. فهي تؤمن بأن الكسل ليس له مكان في حياتها، وتولي أهمية كبيرة لمبدأ التحدي والالتزام بالاستمرارية. تدرك تمامًا أنها لن تحقق أي هدف ترغب فيه دون بذل جهد حقيقي وتقديم كل ما في وسعها في سبيل الوصول إلى غايتها. وقد تخرجت مؤخرًا من كلية العلوم الإنسانية حاملةً درجة الماستير في تخصص التاريخ العام. من المعروف أن العيش في بلد من بلدان العالم الثالث غالبًا ما يعني عدم وجود فرص للتوظيف الفوري بعد التخرج. ولأن الين كانت تدرك ذلك، فقد قامت بتقديم طلبات عمل في كل فرصة تتاح لها. في صباح يوم من ايام سبتمبر ، وتحديدًا يوم الجمعة، استيقظت الين من فراشها، وكعادتها، أخذت هاتفها بيدها قبل أن تنهض من مكانها. وعند تشغيل الواي فاي، تفاجأت بإشعار ظهر على شاشة هاتفها مصدراً صوتًا عالياً ومزعجاً، مما تسبب لها ببعض الإزعاج، فقررت إغلاق هاتفها على الفور. والقته فوق السرير، جلست على حافة السرير تمسح عينيها قبل أن تتجه نحو الحمام لتستحم وتتناول فطور الصباح. في تلك الأثناء، دخلت والدتها وهي تعبر عن استيائها من تأخر ابنتها في الاستيقاظ، مشيرة إلى أن عاداتها غير الجيدة لم تتغير منذ طفولتها. ولهروبها من الحديث مع والدتها، تناولت الين فطورها بسرعة وعادت إلى غرفتها لتتفقد هاتفها. بينما كانت تتصفح، لفت نظرها إشعار يتعلق بمنحة دراسية في أستراليا بتكاليف شاملة، بالإضافة إلى فرصة عمل مضمونة للخريجين الحاصلين على تقدير جيد. ومع إيمانها بضرورة استغلال أي فرصة، قامت الين بالتسجيل على الموقع للاستفسار عن تفاصيل المنحة. لم يكن العرض بحاجة إلى شهادة إنجليزية، مما جعله مغريًا بشكل كبير بالنسبة لها. لم تتردد للحظة واحدة، وسرعان ما تواصلت مع عميد كليتها لتلبية جميع المتطلبات. كانت متحمسة وسريعة لدرجة أنها لم تنتظر قرار القبول أو الرفض. قامت بتغيير تخصصها من طالبة تاريخ إلى باحثة في مجال التنمية البشرية، متخلية عن شهادتها في سبيل تحقيق شغفها وأحلامها. وبما أن الأمور كانت تسير بسرعة وبسرية، لم يمر وقت طويل حتى وصل ساعي البريد. استلمت والدة الين ظرفًا يحتوي على الوثائق المقدمة من سفارة أستراليا من أجل الحصول على تأشيرة السفر، مما أربكها بفعل الخبر الغير متوقع. لم تستطيع أن تجد تفسيرا شافيا: هل تشعر بالفرح لابنتها التي ستحظى بفرصة الدراسة في إحدى أفضل الجامعات في أوقيانوسيا، أم ينبغي عليها توبيخ الين على إخفائها لهذا الأمر المهم؟
قررت الأم أن تخفي الوثائق عن الين إلى أن يعود والدها في المساء. بعد تناول العشاء، دعت الأم ابنتها الين، وأخذت الوثائق لتقديمها إلى والدها.
الأم: الين، ما هو تفسيرك لهذا الأمر؟ متى قمت به؟ وكيف تمكنت من القيام بذلك؟!
الين: عزيزتي أمي، لقد بذلت مجهودًا كبيرًا من أجل تحقيق أحلامي وأصبح نموذجاً يُحتذى به في المجتمع.
الأب: ولماذا أخفيتِ كل هذا عنا؟
الين: لم أقصد ذلك، كنت أعتقد أنكم ستعترضون على طريقي. إنها حقًا فرصة لا تعوض، أرجوك، لا تعارضني، لقد تعبت من أجل هذا.
الأم: يَا إلهي، تخلت عن دراستها، كيف يمكن أن يحدث هذا؟(وهي تتفحص الوثائق)
الين: أبي، أمي، لا مجال للتراجع الآن، ولا يمكنني التفريط في فرصة كهذه. لقد نضجت وأستطيع اتخاذ قرارات تخص حياتي واختيار الأفضل لها.
الأم: بغضب، هل تسمع ما تقوله؟
الأب: حسنًا، أنا متعب الآن. سأستفسر عن الأمر غدًا وسأعمل على تصحيح ما يمكن تصحيحه. إلا أن القرار النهائي سيكون بيد ألين. صحيح أنني والدها، لكن لا يمكنني أن أكون عقبة في طريق نجاحها.
أنت تقرأ
النادلة المريبة (مكتملة)
Teen Fictionتُعتبر هذه الرواية نتاجًا خياليًا بحتًا، وأي تشابه مع أحداث واقعية هو محض صدفة. تعكس الرواية صورة المرأة المسلمة القوية، التي قد تبدو غريبة للبعض ممن يجهلون حقوق المرأة في الإسلام. كما تُبرز أهمية الحفاظ على الشرف والعفة، بغض النظر عن الظروف. وعلى ا...