"الغيرةُ نارٌ خفية، تلتهم القلب بصمتٍ حتى يعمى عن الحقائق، فتغدو العين لا ترى إلا ما يغذي شكوكها، والروح أسيرة وهمٍ يصنعه العقلُ المغيّب "
.
.
بعد يومَين ، و بالتحديد في اليوم الأوّل من رحلة التخييم
وقفت الحافلتان أمام مبنى الجامعة الرئيسي ، حيث كانت الحجارة الرمادية العتيقة تتلألأ تحت أشعة الشمس الصباحية و على غير المعتاد ، كان الجوّ مشمساً نسبياً
حركة معتادة من الطلاب الذين يحملون حقائبهم هنا و هناك يتجهون نحو بوابات الحافلات، لكن الفارق هذا الصباح هو أن الجميع كانوا متجهين نحو الغابة في أول يوم من رحلة التخييم
الحافلة الأولى التي كانت مخصصة للأساتذة والمشرفين، بدت هادئة ومنظمة
جلس فيها البروفيسور بيرل إلى جانب المشرفين الآخرين، ومعهم ممرض في حال وقع أي طارئ خلال الرحلة ، آماندا هانا كانت حاضرة هنا كذلك بابتسامتها المشرقة تنشر طاقة ايجاببة للجميع.. استاذة بالجامعة اتت كأحد المشرفين على التخييم
كانت الأحاديث بين الأساتذة تدور حول الأنشطة المخططة، بينما كانوا يراجعون برنامج الرحلة ويتأكدون من تجهيز كل شيء لاستقبال الطلاب
أما الحافلة الثانية، هي مخصصة للطلاب ، وكان صوت الضحكات والنقاشات المتحمسة يعلو من داخلها . لم يشارك الكثيرون بالمخيم لأن المقاعد قليلة
لم يكن الأساتذة بعد على دراية كاملة بهويات جميع الطلاب المشاركين في الرحلة، حيث كان عليهم تفقد الأسماء أولا قبل و بعد الوصول ، ما يعني أن البروفيسُور جيون لا يعلم بأن تاسيلي حضرت بالفعل .. لكن احساسه أخبره أنها فعلتها و ها هي هنا
قبل انطلاق الحافلات، وقف البروفيسور آيان جيُون أمام باب الحافلة الثانية
صعد بكل هدوء إلى الحافلة، وهو يحمل قائمة الأسماء لتفقد الطلابعلى غير عادته ، مرتديًا ملابس رياضية رمادية اللون، وشعره الأسود مسدول بشكل طبيعي على عنقه كانت هالته مختلفة تمامًا عن تلك التي يظهر بها في الجامعة أقل صرامة وأكثر هدوءًا، لكنه لا يزال يحتفظ بذلك الثقل الذي يميزه
لم يبدو عليه أنه يجذب الانتباه، بل يتحرك برشاقة وثقة بين الطلاب دون أن يزعجهم أو يوقفهم عن تبادل أحاديثهم و مزاحهم
نظراته تمر على الوجوه بشكل سريع، دون أن يتوقف كثيرًا عند أي شخص
بدأ يتفقد الأسماء واحدًا تلو الآخر، بعينين يقظتين، يتأكد من أن كل طالب مدرج في القائمة موجود بالفعل
أنت تقرأ
CHEMESTRY MASTER
Romance"يُمكِنُكِ مُناداتي بسيّدِ الكِيميـاءِ سأعبثُ بكِ داخلياً حتى أصلَ إلى التفاعُلِ النّهائي الذي سيجمعُنا تحت سقفِ مِخبـرِ الحُبّ، يا مَن تُشبهين نُعومـةَ الصّخورِ الملسـاءِ، عزيزتـي تاســيلـي." "لا تغرَّكِ ليونتـي، فأنا المُتحكِّمةُ هُنا حتّى الصّخـو...