ch : 6

174 18 27
                                    



jimin pov//


لاحظت تودد و إحترام الطلاب المبالغ به على نقيض العادة و هذا بسبب إقتراب فترة الإمتحانات، يفعلها الطلاب دومًا بالسنة الأخيرة .

يتوددون كي يجتازوا سنتهم الأخيرة بأفضل العلامات على الرغم من تقديمهم لبعض الشكوى تجاه مدرسّيهم و أرى كم هم طفوليون بتفكيرهم المحدود

و اليوم صباحًا قدِم طالب بسنته الأخيرة لمكتبي و أخبرني بأنه يُفضل تدريسي على أي معلم آخر، و أنني أبدو متفهمًا للطلاب أكثر من غيري لاقتراب أعمارنا.

فمن الواضح أنني لا أكبره بالكثير من السنين و أخيرًا قبل رحيله تساءل بصوتٍ خفيض.

" أيمكننا أن نصبح أصدقاء بغض النظر عن موقعك بالعمل؟ " لم أعلم ماذا أقول أو أجيب لكنني أخبرته بأنني آخذ عملي بجدية كبيرة لينصرف بعدها

بواقع الأمر، لا توجد مشكلة بتكوين الصداقات بين المعلم و الطلاب لكنّ المشكلة تكمن فيّلم أستطع تحديد ما إن كان صادقًا أم كطلاب الدرس الأخير.

كما أن الصداقات شيء سحيق جدًا بالنسبة لي فأنا من هجر رفاقه قديمًا قبل أن يهجروه ولأكون دقيقًا هجرتُ رفاقي لعدم مقدرتي لتقديم أي شيء لهم.

كنتُ أشعر بأنني آخذ بلا أن أقدّم و ذلك كان بفترة إكتئابي الشديد، و كم كان طبيبي مسكينًا حينها فقد نصحني بعدم أخذي لحبوب الإكتئاب .

طالما أنني لا أمتلك 'أحدًا بجواري' فهي خطيرة جدًا، أخبرته بأنني جوار نفسي و لن أغادرها و كلانا يعلم أنني كنتُ أكذب لرغبتي الشديدة بالتخلص من هذا الجحيم الأبدي الذي نهش حياتي و نهمها كليًا.

غادرتُ نفسي غير موفي للوعد الذي وعدته لطبيبي، فمن أكون؟ مجرد مريض سيمضي و يأتي عشرات غيره لكنّ محاولاتي باءت بالفشل دومًا و بعد هذا كلّه علمتُ بأنني سأمشي بهذا الطريق كي أجد حبل النّجاة وحيدًا

لربما بالخلاص من العيش و لربما بالرغبة الملحة بها ، لم أجد الإجابة بعد و لن أقحم شيئًا كالأصدقاء بدوائر حياتي التي لا تفرغ و لا تنتهي.

و بالحديث عن الرفاق، طرق قلبي بصخب حينما رأيتُ يونغي أمامي ، كم يحب معاندة رغباتي و الخروج عنها .

فقد بقيتُ مفكرًا بموضوع الصداقات لساعة كاملة بعد موقف عادي رفقة أحد الطلاب و حينما عقد هذا المحقق رفقتي معه رسميًا بالأمس لم أفكر بشيء كالصداقة و نوعها بحياتي.

لم أخض ربع هذه المحادثة بذهني حتّى ليس و كأنني تناسيت، أو أن الأمر لم يستح قبل بدا و كأنه أمر مفروغ منه ، سواء أردتُ ذلك أم لا

أدمان مُعلم || YM حيث تعيش القصص. اكتشف الآن