أسلوب بومقيو الهادئ والجذاب كان دائمًا مثيرًا للانتباه، لكنه لم يكن يستخدمه للتلاعب بل كطريقة طبيعية للتواصل. في كل محادثة، كان يختار كلماته بعناية، مع نغمة هادئة وملمس من الإغراء الخفيف الذي يجذب انتباه المستمع دون أن يشعر بذلك. كان بومقيو يتحدث وكأنه يرسم صورة بكلماته، ما جعل من الصعب تجاهله، خاصة بالنسبة لشخص مثل يونجون.في المقابل، كان يونجون عكسه تمامًا. كان أسلوبه في الحديث صاخبًا ومباشرًا، لا يخشى التعبير عن مشاعره بغضب أو حدة إذا لزم الأمر. لم يكن يميل إلى المراوغة، بل كان واضحًا وصريحًا، حتى لو أزعج ذلك الآخرين.في إحدى المحادثات، كان بومقيو يتحدث بهدوء عن المستقبل، بينما كان يونجون يرد بنبرة حادة مليئة بالتحدي. قال يونجون بنبرة صاخبة: "كل هذا الكلام الهادئ لا يهمني، بومقيو. الحياة لا تسير بهذه السهولة التي تتحدث عنها."ابتسم بومقيو بخفة ورد بنبرة هادئة مغرية بعض الشيء: "ربما ليس كل شيء سهلًا، لكن التسرع في الحديث لن يغير شيئًا. أنت تحتاج فقط إلى النظر للأمور من زاوية مختلفة، يونجون."يونجون شعر بالتوتر، لكن أيضًا بالفضول. لم يكن معتادًا على هذا الأسلوب الهادئ الذي يملكه بومقيو، وشعر أحيانًا أن بومقيو يحاول إغراءه بكلماته، حتى وإن لم يكن الأمر مقصودًا.في منتصف الحصة، كان المعلم يتحدث بحماس ويسأل الطلاب عن موضوع معقد في الرياضيات. كان جميع الطلاب يركزون باهتمام، باستثناء بومقيو الذي كان ينظر من النافذة، يبدو وكأنه شارد بأفكاره. لاحظ المعلم ذلك، فقرر فجأة أن يختبر انتباهه. توقف عن الشرح وسأل بومقيو، بنبرة تحدي: "بما أنك لا تبدو مركزًا، ما هي إجابتك لهذا السؤال الصعب؟"رفع بومقيو عينيه ببطء، وقد أدهش الجميع برده الهادئ والواثق. وبنبرة هادئة كالعادة، شرح الإجابة خطوة بخطوة، مستخدمًا مصطلحات دقيقة وبأسلوب يوضح فهمه العميق للمسألة. لم يكن فقط على صواب، بل كانت إجابته مثالًا للنموذج المثالي الذي أراده المعلم.تفاجأ المعلم، وكذلك زملاؤه، لأنهم كانوا يظنون أنه لم يكن منتبهًا. ابتسم بومقيو قليلًا بعدما انتهى من الشرح، وأكمل بهدوء: "آسف إذا بدا أنني شارد، لكنني كنت أفكر في الطريقة الأسهل لحل المسألة."
في نهاية اليوم الدراسي، بينما توجه الجميع إلى منازلهم، قرر بومقيو الذهاب إلى مكتب مديره ليسلمه المستجدات عن يونجون. كان قلبه مليئًا بالأمل، لكنه أيضًا كان خائفًا من ردود الفعل السلبية. بمجرد أن وصل إلى المكتب، بدأ بالتحدث عن يونجون، وعن الصعوبات التي واجهها في التواصل معه ورغبته في جعله أكثر احترامًا.استمع المدير باهتمام، لكنه كان يبدو متفاجئًا بعض الشيء من خيبة أمل بومقيو. بعد فترة من الحديث، قرر المدير أن يقدم له نصيحة. قال: "بومقيو، إذا كنت تريد تغيير يونجون، عليك أن تجعله يحبك أولاً."بدا بومقيو مرتبكًا في البداية. لم يكن يفهم تمامًا ما يقصده المدير بالضبط، فقال: "لكن كيف يمكنني جعله يحبني؟"ابتسم المدير بتفهم، ثم أوضح: "أنا لا أقصد الحب بمعناه التقليدي. أعني أن عليك استخدام ما يجذب انتباهه. لديك أسلوب حديث جذاب، يمكنك أن تستخدمه لجذبه إليك. عندما يشعر يونجون بالارتباط بك، سيتقبل نصائحك بشكل أفضل، وسيمكنك توجيهه نحو التغيير."بدأ بومقيو يفكر في هذه الفكرة. كان يعرف أنه يمتلك القدرة على الإغراء، لكنه لم يكن يتصور استخدامها بهذه الطريقة. تردد قليلًا، لكنه أدرك أن هذه قد تكون الفرصة التي يحتاجها لمساعدة يونجون.