مع استمرار الحفل، بدأ الجو يتغير بشكل غير ملموس.
الموسيقى أصبحت أعلى، والرقصات أكثر عفوية.
جيهوب وتايهيونغ كانا يرقصان بحرية على المساحة المخصصة للرقص،
بينما كانت باقي الفرقة تتبادل الأحاديث الخفيفة مع الضيوف.
جونغكوك، رغم ابتسامته المستمرة، كان يجلس
بجانب جيمين، لكن نظراته المتقطعة لم تكن كما يجب.
كان هناك شيء غامض خلف تلك العينين اللامعتين.
اقترب منتصف الليل، وبدأت الحفلة تأخذ طابعًا أكثر استرخاءً.
انخفضت إيقاعات الموسيقى،
وبدأ الحضور يتفرقون إلى مجموعات أصغر.
جيمين شعر بالحاجة إلى بعض الراحة،
فاقترب من أصدقائه وقال لهم بصوت هادئ: "سأصعد إلى غرفتي للحظات. أحتاج لبعض الهدوء".
الجميع تفهم الأمر، فقد كانت الليلة طويلة ومليئة
بالطاقة.جونغكوك، الذي كان يجلس بالقرب من جيمين، أومأ برأسه وقال بابتسامة هادئة:
"خذ وقتك يا هيونغ، سأراك لاحقًا."
لكن في داخله، كانت تلك الابتسامة تخفي اضطرابات داخلية
مزيجًا من مشاعر متناقضة بدأت تتفاقم دون أن يتمكن من السيطرة عليها.
صعد جيمين إلى الطابق العلوي،
تاركًا خلفه ضجيج الحفل. كانت غرفته منعزلة عن صخب المكان،
حيث الأضواء الخافتة والنوافذ الكبيرة التي تطل على مدينة سيول المتلألئة.
جلس على حافة السرير، وأخذ نفسًا عميقًا.
كان يفكر في نجاحه، في حياته، وفي علاقاته مع أصدقائه.
لكن دون أن يدري، كانت هناك نظرات تراقبه من بعيد، من إحدى الزوايا المعتمة.
في الأسفل، استمر الحفل بشكل عادي. نامجون كان يتحدث مع بعض الشخصيات المهمة، بينما كان يونغي يمزح مع جين حول من كان السبب في الخطأ الصغير الذي حدث أثناء الأداء الأخير.
الضحكات كانت تتعالى، والكل كان مستمتعًا بالأجواء.
لكن مع مرور الوقت رحل الحضور وبقي الاصدقاء
يمرحون معا ثم بعد مدة بدأ الجميع يتساءل عن جيمين لقد اختفى لفترة أطول مما كان متوقعًا.
في هذه اللحظة كان جونغكوك يشعر بشيء غريب يجتاحه.
كان ينظر إلى الدرج، حيث اختفى جيمين قبل قليل. في عقله، كانت أفكار متداخلة تدور حول علاقته بجيمين، وكيف أن وجود جيمين دائمًا في المقدمة كان يشعره بالاختناق. الغيرة، التوتر، والإحباط... كلها مشاعر لم يعرف كيف يتحكم فيها.
"هل كل شيء بخير؟"
سأل تايهيونغ جونغكوك عندما لاحظ صمته الطويل، لكن جونغكوك أومأ ببساطة وقال:
"نعم، أنا بخير."
ولكن الحقيقة كانت عكس ذلك تمامًا.في الطابق العلوي، كانت هناك هدوء غريب يسود المكان.
الغرفة المظلمة التي جلس فيها جيمين كانت تحتضن صمتًا مريبًا.
لم يكن يعلم أحد ما سيحدث بعد ذلك.