في مكان ما أشبه بالعيادات الطبيه القديمه بادواتها البسيطه تدخل (ناي) مسرعه دون طرق الباب حتى لتقول وهي تلهث بشده
: أريد السؤال عن شخص يسمى قصي
أغمى عليها بعد أن أنهت كلماتها بالحظات قليله جدا ليحملها الطبيب ويضعها على سرير الكشف ويجد جسدها بارد بطريقه غير طبيعية أمر الممرضه التي تقف بجواره متوترة من الموقف بفعل كمدات ساخنه لها على الفور أومأت الممرضه له وشرعت بعمل الكمدات الدافئه لها وهي غائبه لا تشعر بما يحدث حولها الممرضه والطبيب يسألان أنفسهما من تلك الغريبه التي هجمت عليهم في تلك الساعه المتاخره وايضا لما يبدوا عليها من إرهاق وتعب وملابسها المهترئه جدا
*******
قصي ولا يزال وجه معلق بالقمر
: انتي لا تفهمي ما أمر به انتي لا تفهمي
(أنايا): ولما تقول ذلك حسنا أنا لا افهم مقدار الوجع على الأقل أخبرني بحزنك اتقاسمه معك فلا يكون العبئ عليك كبير.
حاولت معه أن يخبرها بما يشعر به فهي الآن تراه أرنب كبير حزين
قصي : هل تعلمين شعور انكي لا تعلمي من انتي عائلتك اصدقائك الجميع الأسوأ من حولك كأنك لم تكوني قد.
يصف لها شعوره الذي هو بنفسه لا يفهمه كيف للإنسان أن يتواجد كما لم يكن من قبل
(أنايا): الا تتذكر شيء على الإطلاق
قصي : كل ما اتذكره هو صوت سيدة
لتسأله بإستفسار
: الصوت فقط
قصي : اجل الصوت فقط ووجهها لا يأتي لا اعرف لماذا لكن تعرفي صوتها كفيل أن يهون علي ما أنا فيه
أغنض عينيه يتذكر صوت تلك السيدة دوما ما يسمها كأنها تعرف ما يمر به فتأتي لتهون عليه وتربت بصوتها على قلبه
(أنايا): لا تقلل سينحل كل هذا الأهم لا تيأس
قصي : اجل لا لليأس فنحن بالنهاية ذئاب
ختم بجملته الشهيرة دليل على عدم إستسلامه
(أنايا) : لما تقول تلك الجمله باستمرا
قصي : جملة ماذا
لتقول وهي تقلد طريقته
: نحن ذئاب
قصي : لا انا لا اقولها كثيرا أنتِ فقط تبالغين
حاول نفي التهمة عنه فهو بريء كبراءة الذئب من دم إبن يعقوب
(أنايا): كنت تقولها منذ دقائق فقط
قاطعها لتغيير الموضوع فهو حتى لا يتذكر أنه يقول هذة الجملة بإستمرار لا يحتمل أي تعليق آخر
قصي : لكن ما اسمك
(أنايا): أنايا اسمي أنايا وانت
قصي : اسمك فريد يا (انايا) لكن جميل وانا اسمي قصي
يأتيهم صوت من بعيد يقطع هذا التعارف
(إرم): هيا العشاء جاهز
قصي: حسنا قادمون
*********
في اليوم التالي في مكان ما مظلم بشده نسمع نحيب فتاه وهي تقول
: شارد شارد استيقظ لا لا تتركني اكمل بمفردي لا لا يا صديقي لاتستيقظ على تلك الذكرى الحزينه التي لا يتغير حالها عن حال حياتها الان كانت تريد الوقوف من على هذا السرير إلا أن الممرضه أتت بسرعه لتجعلها ترقد مجددا
الممرضه : يجب عليكي الراحه انتِ مريضه
(ناي): اريد السؤال عن شخص يسمى قصي اين هو
الممرضه : سيأتي الطبيب حالا ويخبرك بأي شيء تريدي سماعه لكن الان عليك الراحه
انصاعة (ناي) لأوامر الممرضه وأخذت تتقلب على الفراش وتتذكر ماذا حدث بعد رحيل الألفا (ريبان)
لتقول بهمس
: لما تركتنا الأمر لم يسر كما خطكنا له وأنت إختفيت.
تتذكر ما حدث والدمع في عينيها ترورق
وقفت (ناي) مندهشه بسبب ارتفاع العمود الذي يريد منها (رام) تسلقه لتقول في نفسها
: مجنون انه حقا مجنون
ليبتسم (رام) بانتصار بعد صمتها الطويل أثر الدهشه
(رام): أما هذا العلم أو انسي أمر السيف كليا
اشاحت نظرها عن العلم وصوبته على (رام) بكل ثقه تحدثت كأنها تملك التحكم بالكون
(ناي): ليست انا من تستسلم بهذه السهولة
(رام): لنرى
تبادلى نظرات التحدي بينهما بينما الجنود تنتظر ما سيحدث
اخذت تتسلق ذلك العمود بصعوبة شديدة ثم سقطت على الأرض وعندها اقبل الجنود المحتشدين في الساحه عليها للإطمنان هل هي بخير ام لا حتى صرخ عليهم (رام) بالابتعاد وترك الانثى المحبه للسيف هي من تحاول هكذا سماها هو الانثى المحبه للسيف رجع الجنود لمواقعهم في التدريب وكل واحد منهم يريد أن يعرف ماذا سيحدث بين هذان الاثنين
بينما (ناي) كانت تحاول بكل جهد سقطت عدت مرات وانجرحت أكثر من مرة ومع كل جرح كان يتمنى (رام) من داخله أن تستسلم تلك الفتاة وتقف عن العناد كي لا تنجرح أكثر ولكي لا يفكر بها اهلك نفسه بالتدريب الحاد لا يعرف هل يفعل ذلك عقاب لنفسه عما تسبب بأذى لها أم مجرد وسيلة لكي لا يفكر فيها ماذا فعلت تلك الصغيرة به هو لا يعلم
مر اليوم على هذا الحال في اليل جلست (ناي) في غرفتها وامامها رسم تخطيطي للعمود والهدف وما الطرق التي يجب أن تتبعها للوصول إليه وفي الصباح تذهب الى الساحه وتحاول تطبيق ما خططت له في الامس لكن لم تفلح بقيت على هذا الحال اسبوعين اسبوعين كاملين يترقبون الجنود لحظه امساكها للعلم ليعرفوا أن كان القائد سيعلمها ام لا اسبوعين لم تمل من المحاولة والسقوط حتى اذا اتت تلك المحاولات ببعض الجروح لا يهم فالأهم هو الوصول للهدف كان يشاهد كل هذا من بعيد (رام) الذي أعجب بشجاعة وإصرار تلك الفتاة العجيبة كما إزدادت بداخله المشاعر المجهولة اتجاهها حتى أتى اليوم كانت (ناي) ذاهبه إلى ذلك العمود بإصرار كالعادة ليقابلها الجنود بالطريق
(جندي ١): الم تسأمي بعد
حاول إحباط محاولاتها فهي ستفشل كالعادة
(جندي٢) : اتركها أنها تصدق نفسها تلك الأنثى المحبه للسيف كما قال القائد
(جندي ١): هههه احل معك حق
ضحك بسخرية يوافق رفيقة بالقول بينما تحدث ثالثهم بتشجيع لها
(جندي ٣): لا تستمعي لهما ستقدرين على فعلها
لتبتسم (ناي) للجندي الاخير وتتجاهل الساخرين كان يراقبهم (رام) وأراد لو يذهب لقتل ذلك الجندي الذي سخر منها وقال لها اللقب الذي أطلقه عليها بنفسه لا يعرف لماذا لكن شعر بأنه يريد قتله بحق
تسلقت(ناي) العمود مجددا لكن لاحظ (رام) أنها طريقه مختلفه عما كانت تفعل كل مره أخذت تتسلق العمود حتى وصلت لنهايته وعند العلم الاحمر أخرجت من ملابسهاوخنجر صغير قد خبئته من قبل تشبثت بقدميها الاثنين ويد واحده وباليد الاخرى اخذت الخنجر وشرعت بقطع العلم لكنه لم يكن يريد الانصياع إليها لتفلت يدها الأخرى بحذر لتمسك بالعلم لكن خانتها قدماها وبدأت بالإرتعاش بطريق ملحوظه حتى اختل توازنها وسقطت من فوق العمود كان الجميع مصدوم وفي حالة دهشه لقد سقطت مرات عده ولكن لم يكن من ذلك الارتفاع الشاهق سقطت (ناي) مغمضه بعينيها تعتقد أنها ماتت لكن لحظه هي حيه هي تتنفس هي لم تسقط هل ماتت قبل أن ترتطم بالأرض لذلك لا تشعر بشيء سمعت صوت تصفيق وتصفيرات مشجعه فتحت عينيها ببطئ لتجد (رام) التقطها من فوق ولم يسمح لها بالسقوط وكان ذلك التشجيع الحار له لأنه انقذها وما إن التقط العينين ببعضهما تركها من بين يديه لتسقط على الأرض ليصرخ أحد الجنود
: فعلتها الفتاه فعلتها أتت بالعلم الاحمر
لتنظر (ناي) إلى يدها لتجدها ممسكه ب العلم الابيض لتقوم بفرحه عارمه وتقف أمام (راما) لتقول بفخر شديد
: فعلتها فعلتها إذا متى سآتي لتدرب
لم يعيرها أي اهتمام وذهب تحت صمت الجميع حتى وقف
ليقول بحزم شديد دون الإلتفات اليها
: غدا الساعه الخامسه صباحا تكوني هنا امامي
ليكمل سيره بينما هي لم تصدق ما سمعته وأخيرا إستطاعت تغيير رأي الجبل صفق الجنود لها بحرارة تقديرا لمجهودهت
ويبدأ الجميع بالالتفات حولها وسؤالها عن اسمها فلقد أصبحت منهم الان لكن إن أخبرتهم بإسمها قد يكتشفوا حقيقتها وأنها تكون إبنة عم الألفا
: (ريا) اسمي هو (ريا)
ليهلل الجميع بإسمها ويهتفوا بها لتكون أول أنثى تدخل الجيش بينما سمع اسمها لاول مره ويردده بداخله وكأنه شيء قيم يريد حفظه ليصرخ بهم ويوقفوا تلك الحماقه ويعودوا لتدريبهم يفعلوا كما أمروا
إبتسمت بحزن على تلك الذكرى حينها أتى لها الطبيب ليعيدها من شرودها
الطبيب : كنتِ تسألي على شخص على. ما أعتقد يسمى قصي
********
في مكان تخييم الأصدقاء وقفوا جميعا حول (رامح) النائم بعمق يحاولون إيقاظه لإستكمال رحلتهم وحين لم يجدوا رد أو جواب منه تدخلت أخته(أونار) بما أنها الأعلم به
(أونار): ابتعدوا أنا أعرف كيف أيقظ اخي
لتقترب من أذنه وتصرخ بها بشده
: اخــــــي (رامــــــح) استيقظ هــنـــاك ثعابين بجوارك
أخذت دلو الماء الذي احضرته معاها من النهر وتسكبه فوق أخيها ليستيقظ مفزوعا
(رامح): ماذا حدث ماذا هناك ثعابين اين اين هي
ليضحك الجميع عليه لتردف (اونار) بفخر
: قلت لكم هذا اخي اعرفه اكتر من ما يعرف نفسه
(اكثم) موجها كلامه ل(رامح)
: هيا ايها الكسول سوف نتأخر عن يوم الشافا نريد الوصول إلى هناك في الوقت المناسب
(رامح) بتثاؤب : حسنا حسنا هيا بنا الآن أنا مستعد
(قصي)بسخرية: واضح جدا أنك مستعد بل على أتم الاستعداد
ليضحكوا جميعا وذهبوا إلى تلك العربه ذات حصان شاب وقوي تجلس بها (أنايا) ترتب الاشياء من الخلف وتلهو مع ذلك الأرنب في نفس التوقيت ألقى الجميع تحية الصباح لترد عليهم بسعاده وحماس ليركبوا العربه جميعا ماعدا (إرم) الذي أخذ يقود العربه بخبرته الواسعه بالطرق
بعد مده من الوقت الجميع صامت و(أنايا) تلعب مع أرنبها السمين
(أنايا): لا اعرف إلى الآن ماذا سأسميه
ظهرت الحيرة بنبرتها كأنها ستسمي طفلها لا أرنب آخره عشاء لذيذ مع بعض الأرز كان هذا ما يفكر به قصي لتقترح
(أونار) : لما لا تسميه سمين سيليق على وزنه كثيرا
تحدثت بسخرية على شكل الأرنب ليضحك الجميع ماعدا (أنايا) التي قالت بغضب مصطنع
(أنايا) : هاي لا تقولي هذا على ارنبي الحبيب
قصي: لما لا تسميه بالغريمة فلقد كان فريستي يوما والذئاب لا يتركون فرائسهم
وضح بكلامه أنه سيأتي يوما ما وسيكون هذا الأرنب ملكه وبين أسنانه لترد عليه الأخرى بقوة كأنه سيمس أحد أبنائها
(أنايا): لا تحلم حتى يا قصي أن كنت تريد قتله عليك بقتلي اولا
ليقول قصي بعض أن رمقها بنظره تفحيصيه
: ليس لدي المانع في أن تكوني فريستي لكنكي لستي نوعي المفضل
لم تفهم (أنايا) مايقصده لذلك تجاهلته موجهة حديثها ل(إرم)
(أنايا): انت سافرت إلى أماكن كثيره اليس كذلك يا (إرم)
(إرم): اجل لماذا ؟
إستفسر عن سبب سؤالها له أوضحت أنها تريد إسم غير تقليدي من البلاد الذي يافرها ولقد إقترح عليها إسم لطيف فهو سيليق بشدة عليه وعليها أيضا إنحرجت من كلامه الجميل معها وكان الحديث سيأخذ منحنى أخر فقاطع حديثهما معا قصي الذي قطع الحديث عمدا
قصي : مازلت أرى أن اسم فريسه يليق عليه أكثر
لتنظر له (أنايا) وهي تحمل الارنب بين يديها وتهمس
: غليظ
*******
في مكان آخر في جناح ملكي
تقف (سيرال) متذمره أمام زوجها لتقول
: اريد ابنتي يا (جسار) اريد ابنتي لم يكن هذا الاتفاق الذي بيننا
(جسار): وماذا افعل ابنتك الغبيه هي التي وقفة تضدنا وحاربتنا مع جيش ريبان
(سيرال): ليس من شأني اريد ابنتي الاتفهمها اريد ابنتي
(جسار): حتى أنا لا اعلم مكانها يا (سيرال) لقد قالوا لنا الجنود أنها ليست بين الأسرى وأنها هربت ولم يستطع أحد إيجادها
حاول تهدئتها بأنها قد تكون مع ريبان في المخبئ كما يعتقدون لكن الام تشعر بأبنائها حتى وإن كانت المسافة بينهم أميال
(سيرال): لا لا اصدقهم ابنتي في خطر يا (جسار) أشعر بها تناديني وانا لا استطيع فعل شيء
إحتضنها ليهون عليها بينما هو يريد من بهون عليه هل كان معه الحق في الإنضمام إلى صفوف المملكة الشمالية
(جسار): مجرد توهمات يا عزيزتي أعدك بأني سأجد ابنتنا لا تقلقي