بداية الرواية
في صباح يوم مشمس، جلست "سما" في مطبخ المنزل تستعد لإفطارها، وعقلها مشغول بأفكارها اليومية. فجأة، دخلت والدتها "هالة" إلى الغرفة، تحمل نظرة متوترة. كانت هالة تحاول أن تخفي مشاعر القلق، لكنها لم تستطع كبح دمعة كانت تتجمع في عينيها.
“ماذا هناك، أمي؟” سألت سما، محملة بالتساؤلات.
“أريد أن أخبرك بشيء مهم...” بدأت هالة، لكن كلماتها كانت تتلعثم، وكأنها تقاوم الحقيقة.
بعد لحظات من الصمت، قالت: “أنا حامل، لكن لم يكن هذا في مخططاتي...”
سما شعرت بمزيج من الخوف والدهشة، ولم تفهم تمامًا ما تعنيه والدتها. “هل أنتِ متأكدة؟” سألت، وكان في صوتها أمل أن يكون الأمر مجرد كابوس.
ومع مرور الأسابيع، بدأت هالة تتقبل هذا الحمل، لكن بداخلها كانت تتوق إلى ولادة ابن ذكر، صورة المثالية التي رسمتها لعائلتها. ومع اقتراب موعد الولادة، زادت آمالها في أن يكون المولود ذكراً، حتى باتت تسمع صوت قلبها يتسارع في كل مرة تُجرى فيها الفحوصات.
لكن عندما جاء اليوم المنتظر، وكان الأمر قد حسم، لم تكن هالة مستعدة تماماً للمفاجأة. حين أُعلن أن مولودتها كانت انثى وهي "تالا"، شعرت بخيبة أمل عميقة، وتدفق عليها شعور بعدم القدرة على تقبل تلك الفتاة الصغيرة كما ينبغي.
ومع ذلك، كانت تالا أقرب إلى قلب جدها، الذي رأى فيها جمالاً ونقاءً لم يشعر به مع أي من أحفاده الآخرين كانت تملك شعرا حريريا ووجنتين ورديتيتين، لها بشرة بيضاء كالثلج، كانت في غاية الجمال والهدوء كانت تبعث الراحة والسكينة لكل من يرى وجهها البريء وروحها النقية . كانت تالا تعيش في عالم مختلف، حيث كانت ضحكاتها تُشعر الجميع بالسعادة، ولكن في عائلتها، كانت تُواجه نظرات اللامبالاة وعدم الرضا.
بدأت رحلة تالا في الحياة، محاطة بمشاعر الحب والرفض، حيث كانت تسعى في كل يوم لتكتشف مكانها في عائلة تعاني من التوترات والغضب.
كبرت "تالا" في عائلة مليئة بالتوتر، لكنها كانت تعيش في عالم خاص بها. كانت ضحكاتها تتردد في أرجاء المنزل، غير مدركة أن وجودها يجلب معها مشاعر سلبية من أمها وأختها. كانت تالا تبتسم في وجه الجميع، تملأ المكان بالبهجة والفرح، بينما كانت والدتها "هالة" تشعر بالضيق كلما رأت ابتسامتها.
كان لدى هالة تفضيل واضح لابنتها الكبرى، "سما"، حيث كانت تراها تجسيدًا لكل ما تتمنى. وبدلاً من أن تنمي حبها لتالا، شعرت بالغيرة، وبدأت تشعر بأن تالا تأخذ منها كل ما كانت ترغب فيه. أما سما، فكانت تستشيط غيظًا كلما رأت تالا تتلقى الابتسامات والاهتمام من الجد أو باقي أفراد العائلة.
على الرغم من أن هالة كانت تعتني بتالا، حيث كانت تقدم لها الطعام والملابس وتحرص على نظافتها، إلا أن كل هذه الاهتمامات كانت تخلو من مشاعر الحب والحنان. كانت تربت على كتفيها بلطف، لكنها لم تكن أبداً قادرة على إظهار عاطفتها.
YOU ARE READING
ظلال الغيرة
Mystery / Thrillerعنوان الرواية: ظلال الغيرة بداية الرواية تبدأ القصة بتعريف شخصية تالا، الفتاة الجميلة التي عاشت طفولة معذبة. كانت والدتها، هالة، لا تحبها، بينما كانت أختها، سما، تغار منها. كانت العائلة تعيش في منزل الجد، حيث كان حب الجد يشمل تالا أكثر من أي شخص آخر...