17.هل كُتب الفراق؟

71 10 0
                                    

"لقد رأيت الثقب في سفينتك منذ اليوم الأول للرحلة ،ولكنني قررت الإبحار معك ،ظنا مني أن الحب يصنع المعجزات ".

# دوستويفسكي.

"إن سألتني كم مرة جئتَ في بالي،
سأقول مرة ،لأنك أتيتَ ولم تغادرني".

# جلال الدين الرومي.

..............................................
بعد مرور شهر علي تلك الأحداث، وفي تمام الساعة الرابعة صباحاً والناس نيام،كانت تجلس على طرف الفراش تبكي بشدة،بينما هو كان يرتدي زيه العسكري ويجلس أمامها القرفصاء، يحاول تهدئتها ،ربت علي يديها ثم قال بـِ بحه رجولية:

-يا حبيبي ، أنت ليه عاملة في نفسك كدا..؟

أجابته من بين شهقاتها:

-أنا مش عايزاك تمشي يا "مازن" ،انا قلبي واجعني أوي.

ابتسامة خفيفة لاحت علي ثغره قبل أن يقول لها بعقلانية:

-دا علشان بس أول مرة أسيبك واحنا متجوزين .

ثم استرسل بمرح وهو يلثم وجنتيها:

-وبعد كدا هيبقي عندك مناعة وأنت الـ هتيجي توصلني كمان.

زمجرت قبل أن تلكزه بكتفه قائلة بـِغل :

-مازن..!!

أجابها بضحك وهو يمسح دموعها ،ثم لثَّم يديها :

-خلاص خلاص ،قومِ ألبسِ يالا ،علشان هاخدك في طريقي لبيت مامتك.

أومأت له برأسها ،ثم وقفت من مضجها متجهه نحو المرحاض حتي تغتسل،ومن ثم ارتدت ملابسها.

.....................................................
خرج من الغرفة ،ثم جلس علي أقرب مقعد متنهداً بعمق،ثم فتح الهاتف قاصداً معرض الصور،أخذ ينظر لـِ صورهما التي أخذاها آثناء العطلة التي قضياها في أحد المنتجعات السياحية كتعويض عن شهر العسل الذي وعدها بأنهما سيقضياه بعد العملية الموكل بها،ابتسامة صغيرة لاحت فوق ثغره بـِ تلقائية ،حقاً إنه يعشقها حد النخاع ،مدللته التي عشقها منذ النظرة الأولي،اتجه نحو جهات الاتصال،ثم جاء برقم صديقه الذي رد عليه بعد مرور ثانيتين تقريباً قائلاً بنبرة ناعسه:

-ألو ،أيوا يا "مازن" في حاجة ولا ايه...؟!

تحمحم بخشونه قائلاً:

-اه يا "لؤي" أنا مسافر دلوقتي ،وهجيب ليكم "رزان" علشان متقعدش لوحدها.

ثم أستطردت قائلاً:

-فـ قولت أكلمك علشان تنزل تقابلها يعني،وكمان علشان عايزك في حاجة.

اعتدل في نومته ،ثم قال له بصوت متحشرج:

-تمام ،يا "مازن" أنا هقوم أجهز اهوه وأستناكم.

ثم أغلق معه الخط، سمع صوت باب الغرفة يُفتح وظهرت منه حوريته التي كانت ترتدي فستان من اللون السماوي المُزين ببعض النقوش البيضاء وارتدت عليه حجاب من اللون الأبيض،حقا كان رائع عليها ،ابتسم بإتساع،قبل أن يلثم يديها ،ثم امسكها وخرجا من الشقة ،التي نظر لها "مازن" طويلا ،ثم أغلق الباب بالمفتاح جيداً.

"القطار ٢٠١" ©Where stories live. Discover now