55. هجوم(6)

64 13 6
                                    

كُنتُ أَتَوَقَّعُ أنَّ بيكي داستن قد تكونُ فارقتِ الحياةَ، وقد تأكَّدتُ من ذلكَ من خلالِ آلان.

لكن ليسَ بهذهِ الطريقةِ، وليسَ بهذا المشهدِ المُروِّع.

حتى أنَّ جَسَدَها كانَ لا يزالُ دافئًا...

قبضتْ راشيل على ردائِها بشدَّةٍ، وشعرتْ بتصاعُد نَذيرِ شؤمٍ.

وفاةُ بيكي داستن في اليومِ الذي تعرَّضَ فيهِ المطبخُ للهجومِ،
هل يمكنُ أن يكونَ ذلكَ مجرَّدَ صدفةٍ؟

أم أنَّ هناكَ من تعمَّدَ تدبيرَ هذا الموقفِ بعنايةٍ؟

لكن في تلكَ اللحظةِ، لم يكنْ هناكَ شيءٌ يمكنُ التأكُّدُ منهُ.

أغمضتْ راشيل عينيها لبرهةٍ، ثم تقدَّمتْ نحوَ بيكي داستن.

تغلَّبتْ على ارتعاشِ يديها وهي تُغلقُ عيني بيكي، اللتينِ كانتا مفتوحتينِ من الألمِ،
ورتَّبتْ جَسَدَها المُشوَّهَ ليكونَ مستقيمًا، ثم غطَّتْهُ بالرداءِ.

لكنَّه لم يكنْ طويلًا بما يكفي لتغطيةِ سوى الجزء العُلويِّ من جَسدِها.

عندما رأى آلان ذلكَ، خلعَ سترتَهُ وغطَّى الجزء السفليَّ من جَسدِ بيكي داستن.

وقف الاثنانِ للحظاتٍ صامتينِ بجانبِ الجُثَّةِ.

"لنذهبْ الآن، سيد أوتيس..."

"نعم...."

لم يَعُدْ هناكَ ما يمكنُ فِعلُهُ من أجلِ الراحلةِ.

في ظلِّ هذا الجوِّ الحزينِ، بدآ يمضيانِ نحوَ وجهتهما.

"سيد أوتيس."

قبل أن تفتحَ راشيل البابَ الحديديَّ المؤدِّي إلى المبردِ،
التفتتْ نحوَ آلان. كانت ملامحُ وجهِها مشدودةً بالتوترِ.

"قبلَ أن ندخلَ، عليَّ أن أُخبركَ بشيءٍ. داخلَ هذه الغرفةِ،
ستجدُ أنواعًا مختلفةً من اللحومِ معلَّقةً، ومن بينها..."

لم تستطعْ إنهاءَ جملتها. عاد مظهرُ بيكي داستن المُروِّع ليلوحَ أمامَها،
فشعرتْ بالغثيانِ وكأنَّها على وشكِ التقيؤِ.

آلان، الذي كانَ يُراقبُ راشيل المرتجفةَ،
وضعَ يدَهُ بهدوءٍ على يدِها التي كانت تمسكُ بمقبضِ البابِ.

"أستطيعُ أنْ أَخمِنَ ما قد نُواجهُه. لا بأسَ، فلندخلْ."

في البردِ القارسِ للمبرِّدِ، بدتْ لمسةُ اليدينِ المتشابكتينِ أكثرَ دفئًا.

مرحبًا بكَ فـي قصرِ الورودِ 🥀حيث تعيش القصص. اكتشف الآن