chapter 37

124 11 12
                                    


***

في أعماق قلبي،

حيث تلتقي الأشواق بالجراح، تتناثر أوجاع الحب كما يتناثر الندى على أوراقٍ ميتة... باحثتًا عن شمسٍ لن تشرق.

كان حبي له خطيئة من لحظة ولادته، ذنبًا لم أرتكبه بيدَيّ، لكنه كان مكتوبًا في قدرٍ قسري.

كيف يمكن أن يكون الحب طاهرًا، حين يُسجن في زنزانةٍ من خوفٍ مُستمر وترددٍ قاتل؟

ألم أكن أعلم أنني سأصل إلى هذه اللحظة، حيث أعجزُ عن اتخاذ قرارٍ بين خيارين،

كلاهما يغرقني في الظلام؟

حين أنظر في عينيه، أرى فيهما شمسًا تشرق، لكن شبحًا من الندم يظل يطاردها، كما لو أن الليل لن يتركه أبدًا.

ألم أتخيل يومًا أنني سأقف في مفترق طرقٍ كهذا؟

أحيانًا، يتسلل إلى روحي ذكرياتٍ عن أمي.

تلك التي كانت تحمل عذاباتٍ لا يعرفها سواها، وبينما هي تُسكت آلامها، كنتُ أراقبها بحيرة، عاجزةً عن أن أكون أكثر مما كنت.

ومع ذلك، حين أسترجع لحظاتنا معًا، أعود للتفكير فيه… في خطايا لم تغتفر، وفي خيانة عاشت في روحي كغيمة قاتمة.

الخيانة، لا تُمحى مهما كان الزمان.

لكن ما ذنبي أنا؟

لماذا يجب عليّ أن أبحث عن قسوةٍ جديدة لأثأر من الماضي؟

هل كان لي أن أُحبك دون أن أُحمل هذا الثقل،

دون أن تجرحني أفعالك؟

الذكريات لا تختفي، وكلما حاولت الهروب منها، كانت تتبعني كظلٍ مؤلم لا يفارقني.

وفي لحظةٍ ما...

شعرتُ أن قلبي قد أصبح قاربًا يطفو بين عواصفٍ عاتية.

من جهةٍ، هناك حبٌ صفاءه يخفى خلف ضبابٍ كثيف من الخيبة، وعيونٌ لا ترى إلا العذاب.

ومن الجهة الأخرى، كان هناك صوت الواجب الذي يُناديني، كما ينادي البحر في الظلام البعيد.

أمي، التي غُرِسَت في قلبها همومٌ كانت أكبر من قدرتها، ظلّت تُثقلني بحزنها، بينما كنت أعيش في وهمٍ أنني أستطيع النجاة.

ومع كل نظرةٍ منك، كنتُ أعتقد أنني أستطيع الهروب، أتمسك بحلمٍ مستحيلٍ في عالمٍ هشٍ لا يقوى على حمل الآمال.

لكن هل كان عليّ أن أخاف من نفسي؟

من ذلك الحنين الذي يعصر روحي، وهو يلتف حول قلبي كسلكٍ يغلفه بالسواد؟

هل كنت أتظاهر باللامبالاة، في حين كان قلبي يهيم بكَ في صمتٍ قاتل؟

أم هل كان لي أن أهرب من حبٍ كان في البداية بداية حياتي، وفي النهاية، كان سببًا لانهياري؟

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: 6 days ago ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

أحِبيني فِريسيا || J.JKحيث تعيش القصص. اكتشف الآن